** غبت السبت الماضي بسبب السفر و التنقل، ولا زلت في نفس الحال متنقلا بين مدن السعودية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في رحلة ظاهرها شخصية و باطنها به شئ من العام الذي يستحق أن افرد له مساحة هذا الأسبوع.
** كنت امازح اصدقائي السعوديين بانني (ماسك ليهم رؤوس المثلث الثلاثة) في إشارة لوجود ابني مهند في الدمام أقصى شرق المملكة وابني محمد في تبوك أقصى شمال المملكة وابنتي الدكتورة رنا في شرورة أقصى جنوب المملكة. عاد مهند للسودان في ٢٠١٧م ليتولى عني المسؤولية حين بلغت السبعين و(تقدم) العمر و(تأخر) الصحة، و الحمد لله و بقي الآخران في شرورة و تبوك للمهمة الأكبر الآن رعاية كل الأسرة والفوز بالأجر ودعواتنا.
** حسبت وجودي الحالي ب ١٧٥ يوماً منذ عودتي الأخيرة من السودان في ٩/٢٦ إلى الجمعة القادمة ٣/٢٩ موعد عودتي إلى تبوك التي بدأت منها الرحلة الحالية، جدة ثم إلى شرورة ومنها إلى الرياض والدمام ثم الى مكة المكرمة و المدينة المنورة التي بها الآن عند كتابة هذه السطور.
** احاول من خلال هذه السياحة نقل ملاحظات عن حالنا السوداني في السعودية سلبا وابجابا وبما ان الإيجابيات كثيرة و لكن لابد من الوقوف ببعض السلبيات علها تفتح بابا للحوار لتجنبها.
** لاحظت تزايد اعدادنا بسبب الحرب اللعينة، ولكن مع تناقص اعداد المعتمرين في هذه الفترة التي ينبغي أن يكثر فيها وجودهم، و كانت الإجابة المؤسفة، وجود قرار بوقف إجراءات العمرة للسودانيين للأسف دون الجنسيات الأخرى.
** و للأسف نحن السبب ذلك أن ثلاثة ارباع المعتمرين لم يعودوا للسودان، و لهم العذر، و هنا لابد من الإشارة والاشادة بقرار الديوان الملكي السعودى بأن يستضاف كل المعتمرين على حساب المملكة في نفس الفنادق المقيمين بها مع توفير الوجبات الثلاث لهم.
** قرار رائع و اتى بعد اسبوع من الحرب ولكن مع التطبيق ظهر وجه التصرفات التي قتلت القرار، فقد استغل بعضنا من غير المعتمرين المكرمة واقاموا في الفنادق وسجلوا اسماء لم تصل بعد و ظهرت الجلبة والصياح مما أدى لإلغاء القرار.
** صدرت قرارات أخرى لضبط حركة المعتمرين السودانيين والزائرين بضرورة وجود ضامن وتحديد غرامة او عقوبة ابعاد من المملكة في حالة عدم الالتزام بالعودة في التاريخ المحدد.
** النتيجة الآن و لأول مرة لا وجود للمعتمرين السودانيين فيما يسمى (عمرة رمضان) للأسف.
** في بعض مدن المملكة التي استضافت اعدادا كبيرة من السودانيين الزائرين بسبب الحرب ظهرت سلبيات و تجمعات غير منظمة، و لكن في المقابل استمرت الإيجابيات والتكافل وفرش الشوارع للإفطارات وترتيب جداول الاعانات للأسر في السودان،
** مدينة شرورة تقع على الحدود مع اليمن، ولها اعداد بسيطة من السودانيين، و كنت مع مجموعات منهم خاصة العاملبن في المستشفيات خاصة العسكري وشهدنا (لمات الجمعة) وأحيانا بعض المناسبات السعيدة والحزينة وياهو دة السودان .
** الدمام وهي حاضرة المنطقة الشرقية وعشت فيها احلى خمس سنوات من سنوات عملي في السعودية التي تجاوزت الأربعين عاما، وجدت النشاط الرياضي متواصلا وروابط الأندية موجودة وكذلك عدد من نجومنا منهم الريح كاريكا ونميري احمد سعيد وعقيد.
** منطقة الأحساء وحاضرتها الهفوف تسحق الوقوف لان العمل الرياضي والاجتماعي أكثر نشاطا، ونظموا ندوة ناجحة عن مستقبل الكرة السودانية خرجت بالعديد من الاراء التي تستحق ان تدرس.
** في العاصمة الرياض سعدت بلقأء الأصدقاء السودانيين والسعوديين واشكرهم على احتفائهم بشخصي وتحويل بعض الإفطارات الرمضانية الى ندوات للنقاش حول الهم الوطني و تقديم المساعدات للباقين هناك.
** الأجمل اللقاءات الجانبية ومنها لقاء مع الزملاء في جمعية الصحفيين بالرياض، وسمعنا منهم و سمعوا منا و الهم واحد، نسأل الله سلامة الوطن العظيم.
** في الرياض يصعب المرور على موقف رياضي عظيم مع نجم كبير بل استحق ان يكون أسطورة الكرة السعودية ذلكم النجم الكبير ماجد عبد الله الذي تجري في عروقه دماء الوالد السوداني مع حليب الام السعودية، فقد رباه والده عمنا المرحوم احمد عبد الله على حب الكرة والرقم ٩ الذي لعب به في حي العرب البورتسوداني وخلعه على ابنه الذي اعطى للرقم حقه ونال به الالقاب على كافة المستويات السعودية والخليجية والآسيوية والدولية.
** هاتفته لازوره في داره العامرة بحي العليا العريق، لكنه اقترح ان يكون اللقاء في مكان آخر يهمه وسيهمني كما قال، وكان (جمعة اصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية) التي اسسها.
** هنا توقفت ولم اتذكر الا حال كبار نجومنا الذين اعطوا ولم بنالوا شيئا، طلبت ان تكون العلاقة بين هذه الجمعية ولاعبينا و قلت لماجد لتكن صدقة جارية لوالدك (السوداني المشلخ تلاتة).
** طلبت لوائح الجمعية السعودية وبرامجها وطريقتها في الوصول الى اللاعبين القدامى بواسطة فريق من الشباب والشابات واتوقع استلام ذلك قريبا اما عاجلا فكان الاتفاق لدعوة نجمبن لزيارة المملكة وأداء الحج ووافق الكابتن ماجد سريعا على الاسمين الخالدين نصرالدين جكسا وعبد العزيز عبد الله، ومرر الكابتن الكرة إلى ملعبنا.
** ذكرت تبوك التي بدأت منها الجولة و ستنتهي بها، و رغم برودة طقسها المثلج الا انها عامرة بالدفء السوداني المتمثل في نشاطها الرياضي الثقافي الاجتماعي الذي يحظى باهتمام الأشقاء السعوديين، و لهذا الأمر وقفه ان شاء الله.
** تقاسيم ** تقاسيم ** تقاسيم
** منتخباتنا السودانية تستقر في افخم الفنادق، في مكرمة سعودية كبيرة ليتنا نستفيد من هذا الأمر، و الا تكون مقرات للاصدقاء ، و لي تجربة فاشلة إذ رأيت في إحدى دورات الجالية بتبوك لاعبا فذا، خطف الانظار تكلمت معه و رشحته لمسؤول المنتخبات الأخ أسامة عطا المنان المقيم لشهور في احد فنادق جدة، ومضت ايام و اسابيع و شهران سألت اللاعب ان كان قد التحق بأحد المنتخبات أجاب بالنفي عدت للأخ أسامة و لم يردو اخيرا أبلغني احد الزملاء انه اتصل باللاعب وسأله عن عمره فقط، و لا جديد.
** انتشرت الصحف الإلكترونية، وادت الغرض في غياب صناعة الصحافة التقليدية، و صرنا نحرص على متابعتها و تحية للقائمين عليها،
** احرص على التنقل بالقطار السعودي بحكم تربيتي العطبراوية، وانقل للأخوة الأصدقاء بسكك حديد السودان الصور والمحطات الأنيقة، أحدهم وكان نائبا سابقا لمدير السكة حديد، أبلغني بأن سار وهي الاختصار لسكك حديد السعودية (سعودي ريلواي SAR) بأنها ظهرت عام ٢٠١٧م اي بعد ١١٩ سنة من ظهور سكك حديد السودان، و لا تعليق.
** حقيقة الموت حق، و ان حلت ساعته يغيب منطق الأشياء، وصلت إلى الرياض إحدى قريباتي في حالة مرضية متأخرة كأنما على موعد، مع (و لا تدري نفس باي أرض تموت) ، وظلت مع ابنتها تجد كل الرعاية، وتجيب يوميا هذه الابنة على اسئلة الاهل عن حالة الام، مساء هذه الليلة و قد فرغت من كتابة هذه المادة، وصلتني رسالة بدأت بانا لله و انا اليه راجعون، تمتمت بكلمات طلب الرحمة للأم المريضة، و لكن كانت المفاجأة البركة فينا و فيكم، ماتت الابنة راوية عثمان الحاج ،فجأة دون أي معاناة، كأنما كان القدر يهيؤها باجر كبير بأن تحظى دون غيرها برعاية الام، رحمك الله يا راوية و هنيئا لك بالجنة ان شاء الله، و خالص العزاء لزوجك المكلوم ابننا محمد حسون وأبنائك و بناتك المفجوعبن واحدهم الطالب بالهند وأحداهم الطالبة بمصر لا حول و لا قوة إلا بالله، و انا لله و انا اليه راجعون،
** حرصت على تجنب ذكر اسماء ممن نشطوا في العمل العام في لجان الجاليات و الروابط الرياضية حتى لا تنسى الذاكرة السبعينية احد، و نلتقي السبت القادم ان كان في العمر بقية.