هكذا تدار الاوضاع في العاصمة السابقة للسودان ومدينة الخرطوم التي كانت في يوم من الايام جوهرة المدائن قبل زمن الكيزان والاخوان المتاسلمين في بلد ارتدت في هذه اللحظات اسفل سافلين الجنرال ياسر العطا يظهر في احد اشرطة الفيديو وهو يعانق عدد من الاشخاص فيما وصف بانه زيارة لوالي ولاية الخرطوم لك ان تتخيل والي بلا ولاية ولامؤسسات دولة ولابنيات اساسية لاصحة ولاتعليم ولابوليس ولا مواطنين الذي غادروا الخرطوم بالملايين ولم يتبقي منهم الا عدد قليل جدا من الاسر والافراد يعيشون في اوضاع غير انسانية ويحصلون علي طعامهم بشق الانفس ولاحديث بالطبع عن الظروف الصحية والامن والامان يخاطب العطا جمع قليل من الناس وسط الهتاف المعتاد ” الله واكبر ” ثم يعقب ذلك حديث لاحد الاشخاص الذي كادت ان تتقطع انفاسه وهو يتحدث عن عملهم من اجل عودة الكهرباء والمياة الي امدرمان القديمة بعد دحر ميليشيا الدعم السريع وبلغ بهذا الشخص التفاؤل درجة دعا فيها مواطني امدرمان العودة الي منازلهم كهذا لمجرد هذا النشر الدعائي لفارس عصره وزمانه ومحرر امدرمان ياسر العطا الذي اعادة امجاد المهدية ونضالات الحركة الوطنية السودانية ضد الاستعمار الي الاذهان واصبح عبد اللطيف زمانه والنسخة الاخوانية من عبد الفضيل الماظ.
وكل مايتحدث عنه هذا العطا في جولاته الانفعالية هذه لن يحدث ولن يكون هناك اي انتصار حاسم علي قوات الدعم السريع علي الرغم من هذه القوات انها غرقت بدورها في شبر موية وكادت ان تخسر نفسها و تعاطف الناس معها والمواطنين الذين كانوا يصفقون في صمت لشباب قوات الدعم السريع وهم يدكون حصون الظلم والاجرام والنفاق وقلاع المتاسلمين ووحداتهم العسكرية التي تهاوت واحدة بعد الاخري .
لكن قوات الدعم السريع ارتضت من الغنيمة بالاياب واكتفت في الفترة الاخيرة ببث اشرطة حميدتي وخطاباته الحماسية واتجهت الي الحشد والتجييش الانفعالي واختطف البعض صوتهم وراهن اخرين علي بندقيتهم لتمرير ما يريدون واخترقت صفوفهم بعض بقايا الميليشيات الاخوانية المندحرة وبعض المجموعات الشعوبية والعنصرية المندسة واهملوا واجباتهم الميدانية وانشغلوا بمعارك وهمية وارادوا التصادم مع تاريخ البلاد وانكروا شرعية الدولة القومية وسودان 56 الشامخ التليد ..
ودارت عليهم الدوائر وتراجعوا ميدانيا بطريقة جعلت فلول النظام المباد تستعيد زمام المبادرة وتسيطر علي مساحات صغيرة جدا داخل العاصمة القومية للبلاد ولكنهم ظلوا يتصرفون بدورهم علي طريقة هذا الياسر العطا بطريقة غوغائية وهتافية وبصورة عدائية واستهداف لدول الجوار ودولة الامارات العربية علي وجه التحديد التي وان ترفعت عن الرد عليهم والاستجابة للنباح المسعور والاتهامات الجزافية والغير حقيقية عن دعمها لقوات الدعم السريع لكن من المؤكد انها سترد عليهم بطريقة مؤلمة في اللحظة المناسبة عندما يفيق النظام العالمي والدول الكبري من الغيبوبة وتاثير الحروب الخاسرة من اوكرانيا الي الساحة الفلسطينية وحرب الاستنزاف التي يشنها الحوثيين علي شواطئ البحر الاحمر . ..
علي كل الذين يراهنون علي التدخل الخارجي لوقف الحرب السودانية ان يعلموا بانه لاتوجد دولة بطول وعرض العالم علي استعداد لارسال جندي واحد الي السودان ولن تستطيع الولايات المتحدة ومنظمة الامم المتحدة وحلف الناتو و الاتحاد الافريقي التدخل العسكري المباشر في السودان حتي اذا مات الالاف من الناس في الايام والاسابيع القادمة وهو امر شبه مؤكد بالنظر الي بيانات غرفة عمليات الحرب في الحركة الاسلامية التي طالبت المواطنين امس بالابتعاد عن اماكن تمركز قوات الدعم السريع التي ستكون اهداف مشروعة لطيران الحركة الاخوانية وعلي كرتي المدعوم بالمسيرات الايرانية والتركية .
سيقتلون الناس بلارحمة في الايام القادمة وسيتجه النظام العالمي في هذه الحالة الي ابتكار عقوبات بديلة لاتقل في تاثيرها عن التدخل العسكري المباشر في السودان وسيكون ذلك امر مفتوح علي احتمالات مخيفة وخطيرة وسيذداد ايقاع الابادة التدريجية والموت البطئ لملايين الضحايا السودانيين ..
ولكن في الختام ستتوقف هذه الحرب شاء علي كرتي والبرهان وابي من ابي من تجار الحروب وسماسرة الازمات ومقاولي الانفار من احتياطي الحركة الاخوانية وسينقلبون علي بعضهم البعض في ساعة معينة خاصة في ظل وجود معلومات شبه مؤكدة عن وجود تململ من تصرفات ياسر العطا الذي يحمله الكثيرين في الدوائر العسكرية داخل الحركة الاسلامية التي تدير البلاد المسؤولية عن استعداء الامارات والنظام الاقليمي واحتمال تاثير ذلك علي موقف دولة بحجم مصر دخلت اليوم في تحالف استراتيجي مع دولة الامارات وابرمت اتفاقيات غير معلنة تشمل الدفاع المشترك بمعناه الشامل مع الامارات ومعظم دول الخليج اضافة الي ليبيا وجيشها الوطني الذي يحارب بدورة ميليشيات الاخوان والحركات الجهادية التدميرية علي تخوم حدود السودان الغربية .
ستبقي الاوضاع علي ماهي عليه حتي اشعار اخر يحس فيه النظام العالمي الراهن بخطورة تدهور الاوضاع السودانية علي الامن الدولي والاقليمي مع خطورة تدفق موجات الهجرة المليونية علي دول الجوار السوداني ومنها الي دول الاتحاد الاوربي .
سيتجه العالم في ذلك الوقت الي ابتكار عقوبات دولية بديلة للتدخل العسكري المباشر من اجل وقف الحرب وسيتم الاتفاق عليها في كل الدوائر العالمية بما فيها مجلس الامن الدولي .
الظهور المفاجئ للاخواني مع وقف التنفيذ ورجل البزنس المدني والعسكري الطموح الفريق ابراهيم جابر وتصريحاته الدرامية عن عدم السماح بوجود كتل موازية للجيش والمؤسسة العسكرية المعطوبة واشياء من هذا القبيل وحديثه في هذا الصدد ليس مجرد صدفة او اجتهاد شخصي وانما امر سيكون له مابعدة وسيتم ابعاد هذا الياسر العطا والتضحية به في الايام القليلة القادمة ومنعه من الظهور او التحدث في المناسبات العامة لارضاء الامارات والمتحالفين معها في الجوار الاقرب الي السودان في محاولة لانقاذ مايمكن انقاذه عندما يستشعرون الخطر علي مخططهم واجندتهم الحربية الدموية ولانقول نظامهم لان الموجود حاليا في مدينة بورسودان عبارة عن جزيرة معزولة عن العالم يديرها حفنة من تجار الحروب و المغامرين والشخصيات الانتحارية وان غدا لناظره قريب