قبل هذا (الرقص العاري) الذي يدور الآن في الساحة السودانية (بفضل انقلاب البرهان وحرب الكيزان) لم نكن نظن أن السودان هذا الوطن الغالي الجميل الذي (طرب النيل لديه فتثنى) تسكن فيه مثل هذه الشخوص التي ترتدي أزياء السياسة وتدعو إلى استمرار الحرب في إساءة بالغة للمعايير الدنيا من عزّة النفس وأعراف المواطنة..!!
إنهم يدعون إلى استمرار الحرب بعد كل ما جرى..!! ويستغلون ظروف الحرب الحالية بكل بشاعتها من اجل المكاسب الشخصية والاسترزاق والتقاط الفتات من تحت أحذية الانقلاب ولحى الكيزان..!
لم نكن نظن أن اكتساب لقمة العيش وكسرة الخبز يتطلب كل هذا الثمن الباهظ من إهدار كرامة البشر الذين كرّمهم المولى عزّ وجل..و حملهم في البر والبحر وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا..!
آخر تقليعة هو ظهور (هؤلاء المتاعيس) في لباس الزي العسكري للقوات المسلحة وهم لا يستحقون شرف ارتدائه..لأن تدافعهم نحو هذه (الزفة الكدابة) لا يريدون به مناصرة الجيش ولا حماية الوطن والمواطنين..إنما هو دأبهم كل مرّة.. يأخذون لكل حالة لبوسها..!!
إنهم يريدون (لغفة جديدة أو لغفتين) من المال السائب أو الوظيفة التي تسمح بالمال السائب..!
بدأ التدبير لانقلاب البرهان فذهبوا إلي القصر في (اعتصام الموز الأول) وإذا بخطيبهم (أنكل توم هجو) الذي ينسب نفسه إلى الإرث الاتحادي نصير الديمقراطية يقول (ما بنرجع..ما بنرجع إلا البيان يطلع) يقصد صدور بيان الانقلاب..!! وهي عبارة رغم قبح مقصدها فهي عبارة ركيكة رخيصة وفيها (ريحة خيابة) لا تليق..! ولا يمكن أن تصدر من شخص يحترم نفسه، أو يخشى مظنة العيب والعار..!
وعندما أعلن الانقلاب عن نيته في تكوين “حكومة تكنوقراط” كما قالوا…أسرعوا ولبسوا الكرافتات والبرانيط..وعندما انفض (مولد الاستوزار) ركبوا الآن (موجة الاستنفار) وقاموا على عجل بارتداء الزي العسكري أملاً في وظائف قادمة في (جمهورية الأطلال والخرابات البرهانية الجديدة)..!
وإذا لم يحصلوا على منصب وزير أو معتمد أو مدير مكتب فعلى أقل تقدير لهف (ميرة رمضان والعيد) أو اصطياد شهادات إعفاءات (قابلة للبيع) من حكومة إبراهيم جبريل..!
ولكن يبقى السؤال: هل التوم هجو (تكنوقراط)..؟!!
يبدو أن أعمال البقالة و(بيع الهمبرغر وزجاجات الشعير) في دولة المهجر ليست على ما يرام…! أو أنها تحتاج إلى (لكزة) لإنعاش رأس المال..ومواصلة بيع الممنوعات (من تحت الطاولة)..!
إنهم دائما تحت الطلب…في تسجيل شاهده السودانيون جميعهم بالأمس (بما فيهم الأطفال تحت 18 عام) وقف هذا الرجل- يا للعيب – ملوحاً لأولياء نعمته ومذكراً إياهم بأن لا ينسوه…وهو يقول: لقد كنا معكم في 25 أكتوبر (يعني انقلاب البرهان) وكنا معكم في 15 ابريل (يقصد إعلان الحرب)..!
هذا هو الرمز الاتحادي الليبرالي و(البقال اليوناني الشاطر) يقف في صف الانقلابيين والكيزان..ويعرض نفسه علناً في (سوق المزاد) ويذكرهم بتأييده للانقلاب على الحكم المدني..وللحرب التي نجحت في قتل وتهجير السودانيين..!
اردول وعسكوري واشراقة سيد والتوم هجو (على سبيل المثال وليس الحصر..فمعهم أشباه) لماذا لا يرتدون الزي العسكري التمويهي من اجل المعايش وهم يرون بأعينهم أن (أي شي ممكن مع البرهان)..!
لقد زاد عشمهم في (الاستوظاف) والاسترزاق بعد أن رأوا تعيينات البرهان الأخيرة لرؤساء وأعضاء مجالس إدارات الجامعات والتي جاءت بمن ليس لهم أدني علاقة أو آصرة أو (سبوبة) من أي نوع تربطهم بالجامعات أو التعليم أو العلم ..(لأنهم يقفون في الضفة المضادة للعلم والمعرفة)..!
لقد حقق البرهان اكبر إهانة يمكن أن تلحق بالجامعات وبقيمة العلم والتعليم منذ أيام )توما الأكويني( وعلى امتداد عهود البطالسة والرعامسة..!
ولكن ماذا تتوقع إذا كان الذي يقوم بتعيين إدارات الجامعات هو البرهان أو ياسر العطا وإبراهيم جابر ومالك عقار..؟!
تلك السيدة تنسب نفسها أيضاً إلى التيار الاتحادي الديمقراطي في السياسة..وما أن تسمع بآي انقلاب حتى (تلفح توبها) وترتدي (زي اللحظة) وتقدم نفسها للخدمة باعتبار أنها خبيرة في التعاون الدولي..!
لعن الله التعاون الدولي إن كان لا يتحقق إلا تحت الانقلابات وفي (أزمنة السجم والرماد) والخضوع لإمرة الكيزان الذين لا يكرهون في الدنيا شيئاً مثل كراهيتهم للتعاون الدولي والتضامن الإنساني..!!
ما هذه )البضاعة الحقيرة( التي تقوم هذه )المخلوقات العجيبة( بتسويقها للأنظمة الانقلابية والشمولية ولدعاة الحرب..؟!
كلما حاقت بالوطن كارثة أو مصيبة أو (كُبة) إلا وهي عندهم (فرصة) يجب استغلالها>>و(ليمونة) يجب امتصاصها ومصرها إلى آخر ذرة من العُصارة..!
لماذا يحب هؤلاء القوم كل ما ينطوي على (عدم الاحترام) وعلى السقوط الأخلاقي..الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com