حبيباتي ال 4
لإحساسي بالرهق والإدماع في عيني أحيانا قابلت اختصاصي العيون الذي أحالني بعد تفحص للجراح.
في الطابق الثالث من مبنى مستشفى العيون الأنيق أجريت لي فحوص واختبارات مختلفة في 3 غرف وفي الرابعة جاءت اختصاصية الجراحة بنفسها فاختبرت مدى نفاذ بصري وقالت: جيد ..
على الأقل قياسا بمن قال له فني البصريات يوما:
وضح لي اتجاه فتحات الدوائر التي على الحيطة فحدق المريض مليا وصاح:
وين الحيطة؟!
هههه
ثم فحصت الطبيبة عيني بمايكروسكوب ” مجهر ” محمول ملاصق بدقة وهي تقرأ طبوغرافية كل بوصة بصوت مسموع لغرفة المتابعة ثم قالت بلطف إنها ستجري لي عمليتين بسيطتين تتمحوران حول العدسة وهي المسؤولة عن ثلث قوة الإبصار بتركيز الضوء على الشبكية.
الثلاثاء 26 مارس 2024
جلست على كرسي أشبه بما في عيادات الأسنان مبطن بجلد في غرفة صغيرة فانهمكت السستر في وصل ذراعي بأجهزة قياس الضغط والنبض’ فضلا عن معطيات وريدية وتلح في خاطري حكمة جدي:
إن راحت الأسنان راح طعم الدنيا وإن راحت العين راحت الدنيا.
جاءت أخرى تضع على عيني اليمنى قطرة واحدة كل 5 دقائق.
أخيرا وصلت الجراحة تقول لي باسمة:
العملية ستستغرق بين 12 و15 دقيقة والتخدير موضعي لذا ستحس بحركتنا دون ألم ومضت وبما اني تفاؤلي بطبعي اعشم في النهايات السعيدة شأن معظم المسلسلات المصرية قلت في نفسي:
حسنا طالما سيجرونها هنا في جلستي .. لكن بعد دقيقة فاجأتني السستر:
هيا بنا إلى غرفة العمليات فدفعت بكرسي أمامها كرررر لندخل في غرفة الرعب التي سرعان ما غلق بابها.
اصطفت حولي الجراحة د. سوزان وسرب معاوناتها وكلهن في زي كبدي موحد كالفراشات على نار الهوى ولو كنت في وضع غير هذا لترنمت
بشدو فناننا عبد الوهاب الصادق برائعته:
حلوين زي ديل يزوروني أنا ما قايل
الحين بضغطة زر تمدد الكرسي وصار سريرا فطلب مني عدم تحريك رأسي الذي أحكم بمشد على الجانبين ووضع تحت ركبتي ما يشبه سرج الجمل لكبح الحركة مع تنبيهي بضرورة إبلاغهن إن دهمتني كحة وباشرن المهمة لأرى بعد لحظات على الشاشة أمامي خطوط عمودية ملونة مثل ما في الرسم البياني في الجغرافيا ما يشي بأنهن نجحن في استحلاب العدسة ووضع بديلتها التي باشرت الرؤية.
بعد حين انتصب السرير كرسيا وهن يهتفن بمرح
COngratulations
أي تهانينا فأجزلت شكري وكان الطريق لسيارتنا والبيت مباشرة دون استبقائي.
الثلاثاء 9 أبريل
العملية في العين اليسرى بعد اسبوعين من أختها اليمنى. وصادفت وقفة عيد الفطر الأغر والأعزاء على ضفاف النيل يسارعون للحضيرات منشرحين وما مكان البعد إلا مكانيا على ساحل الباسفيكي أواجه عملية جرحية حاسمة منشدا:
ذهب الذين أحبهم
وبقيت مثل السيف فردا
حامدا جل شأنه أن هيأ لي إجراءهما في امريكا المتقدمة حتى على منافستها أوروبا في الحقل الطبي تقنية وأطرا بشرية حاذقة فهنا تنتهي بعد الاسبوع الأول الاحتراسات مثل عدم الانحناء ولمس العين وتحاشي الأضواء الساطعة ومساس الماء الوجه وعدم حمل ما ثقل على 30 رطلا فلا مبرر لاعتكاف الغرف المظلمة الطويل ولا لتفريط التأجيل حتى العمى فالتعجيل جليل.
بشأن اعتزامي السفر قالت اختصاصية المتابعة د. كير باسمة: لا تتعجل قبل اندمال العينين فإنك لن تجد مثل ما متوافر هنا من إمكانات ورعاية.
من الايجابيات أن تكلفة العمليتين بمستلزماتهما بلغت نحو 20 ألف دولار اضطلعت بها شركة التأمين.
شكرا عدستا عيني المغادرتان الوفيتان اللتان لم يحوجني أداؤهما الممتاز لنظارة نظر أو قراءة حتى اللحظة ومرحى بالعدستين المزروعتين الساطعتين ( من البلاستيك الشفاف الذي يمتاز على النوع الزجاجي بخفته وجودة أدائه المستدام ) لاصطحابي في الشوط الثاني من مباراة حياتي المثيرة بجملة من النجاحات والانكسارات.
الحين صار بصري منافسا زرقاء اليمامة وبذا فإن سعادتي لانهائية وأنا أتأمل في انتشاء إبداع ابن قنا الملهم أمل دنقل:
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
كنتم سادتي طوال الفترة المنصرفة سندي بالرطيبة دعواتكم وأزري بالكريم تفاعلكم في القروبات بل بادر بعض اليواقيت بصياغة مقالات نابضة بالوداد في طليعتهم عزيزاي عصام مصطفى وعلي جعفر فضلا عن مئات الاتصالات والرسائل الخاصة ما عزز معنوياتي فلكم على جمائلكم وفيوضكم وطيوبكم النفيسة الانحناءة.
عيدا رضيا صفيا
تفاعلكم عيدي