عم فضل: “علي حي ما دام ديل في وراكزين”

عم فضل: “علي حي ما دام ديل في وراكزين”
  • 20 أبريل 2024
  • لا توجد تعليقات

عماد عبدالله

( بيوم باكر ٢١ / ٤ / ٢٠٢٤م حتكون تميت ٣٤ سنة يا “علي المُعلّى”.. يا أول شهداء غدر الكيزان.. في ٢١ / ٤ / ١٩٩٠م.. والدنيا رمضان).

نعم هي ٣٤ سنة من يوم كتلوك أراذل المخاليق، ٣٤ سنة والتراب حاضن لجسدك الكريم مثقوب الرأس دامي الأطراف، ٣٤ سنة وهم لسه بيتنفسوا، ٣٤ سنة وهم لسه بيكتلوا، لسه بتآمروا، ولسه بدمروا ويخربوا، لسه بكنزوا السحت والمال والدنيا، ولسه بتاجروا بإسم الله، لسه بضحكوا.. لسه أحياء.. ولسه (كيزان).. يا حبيبنا.

أول جثمان يدخلن نساء الدنيا والعالمين وراهو لمقابر فاروق كان هو جثمان “علي المُعلّى”، حاول الأمنجية المطوقين للمقابر بقوة السلاح إنه يمنعوا دخول طوفان البشر الغاضبين المنتحبين، وحاول كبار الديم منع النسوة من دخول المقابر، لكن حال العويل والغضب والحزن والقهر والغل الكبير كسر شوكة كل قاعدة.. اتملت المقابر بالنساء الثواكل وبالنائحات وبالهتافات وبالغاضبات. ولأول مرة في تاريخها.. كانت مقابر فاروق وما حولها، والديم وما حوله: (مرجلاً يغلي)، ما شهدت مقابر فاروق قبل “علي” موكباً كمثل موكبه.

على طرف قبرك يا “علي المعلى” ثبت فارعاً وعالياً المكلوم “عمنا فضل” شامخ وطويل، انتصب واقفاً.. موجوع وراكز للفجيعة، فالشهيد من صلبه، بكري أولاده هو “علي” وقرة عينه وأعين الديم، ركز “عم فضل” كالطود الشامخ، ما انكسر للؤم كلاب الأمنيين المرافقين للجثمان الكريم يكابدون منعه الكلام.. انتشرت الكلاب الأمنية الرسمية وغير الرسمية منبثة في ذعرها وجربها بين المشيعين.
فركز “عم فضل”.. ولم يذرف دمع الوالد (البإيدو بدفن جناهو المغدور)، ما دمّع حين كانت كل العيون دموع وغضب غضب غضب.
خطب “عمنا فضل” على طرف القبر حيث رأس حبيبه “علي” ينام نومته الأبدية مجرتقاً في دمه الزاكي، فصمتت الحشود الموجوعة المغطية لكل شبر في المقابر وكل الشوارع حولها.. كل الأزقة، خطب “عمنا فضل” وصوته متهدج.. لكنه واضح وساطع:
( علي ما مات.. علي شهيد، طالما إخوانو واخواتو وأهلو ديل في وراكزين: فولدي أبداً ما مات.. علي حي ).

الله يرحمك يا عم فضل..
والمجد والخلود لعلي المعلى.. أول شهداء غدر الكيزان.

التعليقات مغلقة.