شهدت قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الإثنين (٦ مايو ٢٠٢٤م) فعالية تأبين الأستاذ محجوب محمد صالح مؤسس ورئيس تحرير صحيفة الأيام ، وكانت أمسية متميزة ونوعية حضرها جمع غفير من الصحفيين والسياسيين والفنانيين والشعراء والناشطين في المجالات المختلفة، فكانت لفتة بارعة وفرصة لتلاقي أبناء الجالية السودانية بقاهرةالمعز، وذلك بجهد مقدر من قبل اللجنة المنظمة، التي نجحت في إخراج الأمسية بذلك الثوب القشيب.
وتحدث المشاركون في الفعالية من أهل الصحافة والسياسة وغيرهم عن سيرة الراحل.
وابتدر الحديث الأستاذ عالم عباس، الذي أوضح أن الراحل الأستاذ محجوب محمد صالح امتلك كاريزما في الإنضباط والأخلاق من خلال رحلته العامرة والذاخرة بالمواقف، وشارك في العديد من الأحداث التي عركته فخرج منها نقيا.
وأضاف عند النظر إلى سيرة الراحل ومما عرف عن نضاله ومواقفه المشهودة سيلحظ المتأمل أن ثمة ضبط محكم يربط كل تلك المواقف.
وأكد أستاذ عالم أن الراحل محجوب محمد صالح كان مشهود له بالجرأة منذ أن كان طالبا واختار طريق محفوف بالمخاطر، مبينا أن له سحر شخصية وكاريزما أحاطت به.
ونوه بأن الراحل طرح شعار جلاء القوات البريطانية من السودان ومصر، ونظم مع رفاقه المظاهرات الرافضة للاستعمار.
وبدورها سردت الأستاذة سارة نقد الله رئيسة اللجنة العليا للتأبين جانبا من سيرة الأستاذ محجوب، فقالت: إن محجوب لم يكن صحفيا وحسب إنما رائد من رواد التأسيس في السودان ومن الخلص في العطاء الوطني، ودعم مسيرة التعليم الأهلي بالمشاركة في تأسيس جامعة أم درمان الأهلية .
وأشارت أستاذة سارة، إلى أن الراحل حذر من دوي المدافع بنظره الثاقب، وكان مدركا للمخاطر التي تحيط بالبلاد، وحمل قيما نبيلة في دعم الديمقراطية والحريات العامة فضلا عن دعمه كذلك للمرآة، مبينة أن الراحل نال جائزة القلم الذهبي، وكان متميزا بالحكمة والرزانة، وتخرج من مدرسته الآلاف من الصحفيين.
ومن جهتها قالت الدكتور أميرة أحمد الأستاذة بالجامعة الأمريكية: إن الراحل احتفظ بسجله كصحافي من طراز فريد، وهو ذاكرة عصر كامل عصي على النسيان.
وأضافت لقد آلينا على أنفسنا أن نلتمس من سيرة هذا المعلم الأمل والتفاؤل، وهو معلم لشتى الأجيال التي ترد له الجميل اليوم.
أما الأستاذ الصحفي نور الدين مدني فقد أشار إلى حرص الفقيد على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية مبينا أنهم شاركوا معه في تأسيس رابطة الإخوة الشمالية الجنوبية، التي كان الهدف منها الحفاظ على العلاقات الأخوية بين شعب السودان في البلدين، وتابع بالقول: من إنجازاته مركز الدراسات الذي ظل منارة في مجال البحوث والدراسات، مؤكدا أنهم لايستطيعون أن يوفوا الفقيد حقه وأنه يستحق كل هذا التكريم.
ومن جهتها قالت رباح الصادق المهدي من مبادرة لا لقهر النساء، إنهم في المبادرة يفخرون بالحديث عن الأستاذ الراحل محجوب محمد صالح كبطل ومدافع عن حقوق النساء في السودان، فضلا عن كونه مدافعا عن حقوق الإنسان.
وأوضحت رباح أن الراحل ضحى بمقعدة في كلية غردون في عامة الأخير بسبب الدفاع عن حقوق السودانيين، وكافح من أجل تحقيق العدالة بكافة أنواعها، مشيرة إلى أن صفحة حواء بصحيفة الأيام كانت جريئة في الدفاع عن حقوق النساء، لافتة إلى أن الصحيفة كانت صاحبة تجربة متميزة في انتقاء وتدريب مراسلات شعبيات في المناطق الطرفية، لتسليط الضوء على المهمشات، ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والنوعية .
وأبانت أن الأيام استكتبت النساء، وكان للراحل والصحيفة دور في مجابهة ظلم النساء في عهد النظام البائد، وأكدت أنه وقف وقفات مشهودة مناهضا للنظام البائد ومناصرا للنساء.
ونوهت بأن الأيام كانت أهم الجهات الإعلامية، التي تغطي وقفات مبادرة لا لقهر النساء وأخبار المعتقلات، وتغطية منتدى المبادرة الشهري.
وقد شهدت الأمسية مداخلات شعرية منها قصيدة ألقاها الشاعر أزهري محمد علي عبر الفيديو، ووصلات غنائية لمجموعة من الفنانين والفنانات وهم هشام كمال ومحمد حسن وهادية طلسم ومنى مجدي، وقد اعتذر الفنان شرحبيل أحمد الذي كان يفترض مشاركته في الأمسية بسبب وفاة إبنته، وقد تأثر الحضور حينما ذكرت اللجنة المنظمة للتأبين الخبر الحزين في بداية الفعالية.
وكرمت اللجنة العليا للتأبين أسرة الراحل محجوب محمد صالح، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتورة أميرة أحمد.
و شارك في تقديم فقرات الفعالية الأستاذ الإعلامي طارق كبلو، والدكتورة أميرة أحمد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.