كان نزار ناضجاً بما يكفي لتبني قرارات صائبة، مع ذلك، وعلى عكس المتوقع،فقد كان شخصية متهورة ومستهترة حيث تعود على استغلال قدراته الفكرية ووعيه المفترض في اصطياد تلك الأنثى اليافعة لإيقاعها في حبائل مؤمراته مستغلاً سذاجتها في تصديق مفرداته الأنيقة التي تضج إثارة. وبالفعل وفي ظل غياب شقيقها وانشغال والدها بتصريف شؤون تجارته، تمكن من إغوائها وترغيبها بالزواج منه، رغم علمه بأن والدها سوف لن يوافق على تزويجها، وهي ما زالت صبية غرة لم تصل سن الزواج.
تحت سطوة جسدها الملتهب إثارة كحبات الكرز قبل القطاف، وظهور بدايات تكور مثير على صدرها، وما كان يستتبعه من انبعاث حمم في كل بقعة من جنبات قوامها الممشوق، اندفعت زليخة للبحث عن أي بركة دافئة تساعدها في إيقاف ما كان يشتعل في أعماقها شوقاً وتوقاً لعوالم لم تحدد معالمها، فاضحت بسهولة لعبة في يد ود المعلم. تذوقت معه طعم المتعة فلم تأبه بشيء آخر سوى السباحة عكس التيار، وضد كل العوائق لا هم لها سوى الاستمتاع بلحظتها لترقى قمم السعادة ولا شيء آخر. ساعد في ذلك انقطاع أخبار شقيقها هناك في أدغال الجنوب وجلوسها في قاعات الجامعة، وخوضها تجربة الاحتكاك بالآخر دون رقيب، وانشغال والدها حاج علي مثلها بملاحقة الأخبار ومداومة الصلاة والدعاء أملاً في عودة ابنه.
حالة انشغال والدها وكل الظروف التي أحاطت بها، أغرت زليخة الأنثى فتركت لنفسها الحبل على الغارب، لتعيش ما اسمته إيقاع اللحظة، لقناعتها أن اللحظات كالأزاهير تذبل وتضيع إذا تأخرت الفراشات في اقتناصها عبر لثمها وارتشاف رحيقها.