أمدرمان- التحرير:
تناولت خطبة الجمعة للأمير عبدالمحمود أبّو إبراهيم الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي اليوم (3 نوفمبر 2017م) ما طرحه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في عن الإسلام الوسطي الذي ستلتزمه بلاده؛ وأوضح عبدالمحمود أبو أن ولي العهد السعودي قال كلاماً مهماً خلاصته كالآتي :” أن المملكة العربية السعودية ستلتزم بالإسلام الوسطي المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وستنتهج منهج التعايش السلمي مع العالم، وستدمر المتطرفين”، وعلق الشيخ عبدالمحمود على ذلك بقوله: “أولاً: نشيد بهذا النهج وندعمه؛ لأن منهجنا يقوم أصلاً على الوسطية والتعايش السلمي والحوار مع الآخر؛ وهو منهج إسلامي أصيل يتماشى مع رسالة الإسلام العالمية التي جاءت رحمة للعالمين. وثانياً: إن عالمنا الإسلامي تضرر بثلاثة عوامل تحالفت لتشويه صورة الإسلام ولزعزعة الاستقرار في المنطقة؛ تلك العوامل هي: الاستبداد في الحكم، والغزو الخارجي، والتطرف؛ ولن تستقر المنطقة إلا بتجفيف منابع العوامل الثلاثة”.
ومضى أبوه في تعليقه قائلاً: “إن الحراك الذي يعم العالم العربي بكل مظاهره السلبية والإيجابية مؤشر لتحولات كبيرة ستحدث في القريب العاجل؛ هذه التحولات فرصة لدعاة الوسطية، والسلام والتعايش السلمي، والديمقراطية لهندسة المستقبل؛ بتضافر الجهود والتعاون للانتقال الآمن من حالة الفوضى الحالية لبلورة نظام جديد يستجيب لتطلعات الشعوب المقهورة وللتواصل الإيجابي مع العالم”.
وأكد “أن نهضة أمتنا لا تكون إلا بالإعلاء من كرامة الإنسان وكفالة حقوقه وحرياته الأساسية”، محذراً من أن “الأفكار التي غذت الغلو والتطرف تستند إلى مناهج متغلغلة في مؤسسات التعليم، وفي مناهج التربية وفي العقل الجمعي للدعاة؛ ولا يمكن تغييرها إلا بمنهج إحيائي يلتزم بقطعيات الكتاب والسنة، ويستصحب المقاصد، ويوفق بين قدسية النص وإنسانية التنزيل؛ عليه لابد من عمل جاد عبر ملتقيات ومؤتمرات لعلماء الوسطية لبلورة منهج يغطي كافة الساحات ووضع برامج ممرحلة لتنفيذه”.
وأوضح الشيخ عبدالمحمود أبو أن السودان لديه تجربة ثرة منذ دخول الإسلام إليه “مكنته من بلورة معالم واضحة لمنهج الوسطية وللتصدي للتيارات المتطرفة وإبطال دعواها؛ ونحن مستعدون للتعاون في هذا المجال انتصاراً لديننا، ومحافظة على استقرار أوطاننا”، ثم وجه حديثه إلى دعاة الغلو والتطرف، وإلى المستبدين من الحكام، والإقصائيين من الأحزاب، فقال: “أفل نجمكم، وبارت بضاعتكم، وبطل سحركم، فالصبح أسفر وجهه، وعما قريب يتنفس بإذن الله”.
وأشار أبوّ إلى الاحتفال بالمولد النبوي، موضحاً أن هيئة شؤون الأنصار كونت لجنة عليا للاحتفال، مناشداً الجميع دعم هذه اللجنة حتى يخرج الاحتفال بصورة تليق بعظمة صاحب المولد صلى الله عليه وسلم، كما عرج إلى الذكرى الرابعة والثلاثين بعد المئة لمعركة شيكان؛ فقال: “إننا نحيي أولئك الرجال الذين سجلوا أعظم الملاحم التاريخية، وقدموا أنفسهم رخيصة من أجل نصرة الدين والإعلاء من كرامة الإنسان ؛ وبهذه المناسبة يقيم صالون الابداع ندوة علمية يوم الأحد القادم 5 نوفمبر بقاعة الشارقة يتحدث فيها عدد من العلماء والخبراء عن هذه المناسبة”.
وكان الشيخ عبدالمحمود قدأ خطبته بتوضيح أن من خصائص الرسالة الخاتمة اشتمالها على أصول الرسالات السابقة، وتصديقها للكتب المنزلة، وتصحيحها للانحرافات التي لحقت بالدين، وأشار إلى أن المصلحين والمجددين والمجتهدين عبر مسيرة الإسلام الطويلة قاموا بجهود عظيمة لتوضيح مفهوم الرسالة الخاتمة، وقال: “إن الإمام المهدي عليه السلام جمع كل تلك الجهود وصهرها في بوتقة الأنصارية”، مبيناً أن معالمها “الالتزام بالتوحيد الخالص لله رب العالمين ؛ والتصديق بكل رسل الله… والاتباع والالتزام بقدر الاستطاعة بقوله تعالى ” فاتقوا الله ما استطعتم”… والوعي بأن العبادات هي وسائل التواصل مع الخالق سبحانه وتعالى.. والالتزام بمكارم الأخلاق التي تتضمنها أصول الأخلاق السبعة: الصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، والمروءة، والعفو، والتسامح، والتواضع… والالتزام بقطعيات الإسلام من مصادر الوحي؛ واستصحاب الملائم من مناهج السلف واجتهاداتهم.. واحترام عقائد الآخرين على أساس “لا إكراه في الدين”.. وفي مجال الحكم فإن منهج أنصار الله يلتزم بنظام الحكم الذي يقوم سياسياً على الشورى، والحرية، والعدالة، والمساواة، والوفاء بالعهد، واقتصادياً على الإنتاج، والعدالة في توزيع الثروة، وتحريم الاستغلال، وتحريم الربا، والكسب دون جهد، ويقوم اجتماعياً؛ على الإخاء، والرعاية، والتكافل، والتعاون، والتراحم.. وأنه ليس هنالك تناقض بين الفطرة السليمة والإسلام؛ لأن الإسلام نفسه دين الفطرة “.