كلام رياضي جدا
شيكا الإنسان خسر المادة وكسب الجمهور !!

كلام رياضي جدا<br>شيكا الإنسان خسر المادة وكسب الجمهور !!
  • 31 مايو 2024
  • لا توجد تعليقات

د. طارق الأدور

استمتعت جدا بالحوار الذي أجراه الزميل والصديق إبراهيم فايق مع نجم الزمالك الموهوب شيكابالا، لأنه أكد لي الصدق والصراحة والتلقائية التي يتمتع بها النجم التاريخي للزمالك، وكذلك لأنه توغل إلى أبعاد كثيرة لم تكن في مخيلة الجمهور العادي.
قابلت شيكابالا نجم نادي الزمالك كثيرا في البطولات التي خاضها محليا ودوليا ووجدته دائما إنسانا طيبا لا يحمل أي غل او ضغينة لأحد وكنت أتعجب من أن نفس هذا الشخص كان يخرج بسلوكيات غريبة لا يمكن أن تتخيل أنها تخرج من هذا الإنسان الطيب المتسامح مع نفسه وإبن البلد الأصيل.
الشيء الإيجابي في الحوار أنه لم يكن من نوعية الحوارات التي لم يتعمد فيها المذيع إيقاع ضيفه في فخ التصريح ضد أشخاص آخرين من أجل ركوب التريند.
أهم ما صرح به شيكابالا من وجهة نظري هو موقف نادي الزمالك منه كإدارة في الكثير من فترات حياته بالرغم من أنه يذوب عشقا في النادي، ولكني أيقنت أن حب الجماهير له كان السلاح الأول لمواجهة الصعاب، والآن أعاود التأكيد دائما على أن من يراهن على حب الجماهير سيظل حبه في وجدانها.
شيكابالا تعرض للكثير من الظلم من المسؤولين في الزمالك عبر مسيرته، بدلا من إحتضانه وتنمية نجوميته كأحد أساطير النادي وهو ما أدى إلى توقيعه للأهلي المنافس التقليدي للزمالك، والذي حال دون إنضمامه الفعلي للأهلي حبه الشديد للزمالك وبخاصة حين قال لعدلي القيعي لحظة التوقيع.. لا تتعجبوا إذا وجدتوني أقفز وأهلل لهدف سجله الزمالك وأنا أرتدي زي الأهلي.
شيكابالا توجه لنادي الزمالك 5 مرات من أجل التوقيع على بياض للزمالك دون أن يجد مسؤولا واحدا في الموعد الذي حددوه فكان يرحل لخارج مصر ويترك حبه الأبدي نادي الزمالك.
الشيء الذي وطد العلاقة بين شيكابالا وجماهيره هي أنه كان ينظر دائما لحب الجمهور قبل المادة ويكفي أنه كان يسدد من عقده غرامة سبورتنج لشبونة ولم يكن يتبقى له سوى بضع جنيهات لا تكفي لحياته وأسرته حبا في الزمالك.
ووسط لاعبين يرحلون إلى أي مكان إذا كان عقده خارج ناديه الذي تربى فيه يزيد بجنيه واحد لم يفكر شيكابالا يوما في ترك الزمالك من أجل المادة ، ولكنه رحل فقط إلى باوك وسبورتنج لشبونة عندما أغلقت في وجهه كل أبواب اللعب للزمالك بسبب مسؤوليه .
شيكابالا الإنسان فكر طيلة حياته الكروية في الجماهير وكان من أوائل اللاعبين الذين توجهوا للمدرجات للإحتفال مع الجمهور الذي يعتبره صاحب اللعبة وبخاصة أنه كان يعتبر نفسه بإخلاص واحدا منهم.
بعد تصريحات شيكابالا أعود لتكرار كلمة رددتها كثيرا بأن شيكابالا الإنسان كان يستحق أكثر بكثير مما وصل إليه في عالم الكرة لأنه أهدر سنوات كثيرة من عمره الطويل في الملاعب في مشاكل كان يمكن تجنبها.
كنت دائما أرى شيكابالا اللاعب كان جديرا بأن يكون قد لعب أكثر من مائة مباراة دولية وسجل أكثر من 50 هدفا للمنتخب وكنت أرى انه كان جديرا بأكثر من ضعف الألقاب التي حققها فعليا مع الزمالك، وكان بإمكانه تحقيق ملايين أكبر بكثير مما حققها ماديا، ولكن في النهاية أرى أن شيكابالا الإنسان كسب كثيرا من حب جمهور الزمالك في وقت طغت فيه المادة !!

Adwar10@hotmail.com

التعليقات مغلقة.