** كان هذا عنوان كتابي الأخير الذي ظللت أبشر به و أقضي السنوات في جمع مواده و صوره النادرة و وثائقة الثمينة، و كنت على وشك الدفع به للمطبعة عقب عطلة عيد الفطر قبل الماضي، و لكن جاءت الحرب و ضاع كل شئ بفعل المرتزقة الجنجويد و بعثروا البيت بما فيه،
** قلت لمن أبلغني بالبعثرة أن يكلف من يبحث في النفايات لعله يحصل على شئ من صفحات أو صور الكتاب و لكن نبهوني بما نسيته، بأنني من شدة حرصي على مسوده الكتاب فقد حفظته في الخزانة الخالية من المال، و كانت أول ما تم أخذه من البيت و ضاعت جهود أربع سنوات و (حوامة) في معظم مدن المملكة و لقاءات مع عدد ممن شهدوا بدايات الكرة السعودية و يشهدون للسودانيين بدور مقدر رائد،
** أحاول اليوم و قبل أن تضيع كل الذاكرة التي ضاع نصفها أن أسجل للتاريخ بعضا مما كان في الكتاب المختفي،و رحم الله الصور و الوثائق،
** غسجل بكل تقدير لعدد من الزملاء الموثقين السعوديين الذين نشروا بعض الكتب عن تاريخ الرياضة السعودية و خصصوا جوانب مما نشروا عن دورنا، و من هؤلاء الأساتذة المحترمين زاهد قدسي، عبد اللاه ساعاتي، محمد القدادي و عبد الله جار الله المالكي،
** كنت أحتفظ بفخر مما أعلنه الأب المؤسس للرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله ، و الرجل المجدد الذي انتشل حركتي الشباب و الرياضة إلى الآفاق الأوسع أمير الشباب الأمير فيصل بن فهد رحمه الله.
** من الشخصيات السعودية التي التقيت بها و نقلت عنها بالتسجيل الصوتي و على الورق السادة رحمهم الله، الشيخ عبد الرحمن بن سعيد شيخ الرياضيين، و سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود، و عبد الله فرج الصقر، و عبد اللطيف لناجة، و الشيخ يوسف الطويل و الدكتور عبد الفتاح ناظر و الكابتن الحكم الدولي الأستاذ عبد الله كعكي الذي أهداني صورة نادرة لأول منتخب مثل المملكة في أول بطولة عربية في بيروت في ١٩٦٠م،
** لابد هنا من وقفة مع أول منتخب سعودي جهزه الأمير الراحل عبد الله الفيصل على عجل من ناديه الأهلي و نادي الاتحاد و نادي الوحدة بمكة المكرمة و هم نواة الكرة السعودية.
** كان كابتن المنتخب النجم الكبير عبد الله أبوهيوت، كما ظهر في المقدمة و خلفه الحارس مخمد محمود بلية، ثم اللاعبين كشيب، زرقان، سيد مصطفى، عبد الحفيظ ميرغني، جربان، بشرى إبراهيم، و الله جابو، رحمهم الله،و اللاعبين السعوديين الوحيدين عبد الله كعكي و عبد الرحمن الجعيد رحمهم الله جميعا
** الذاكرة اشتغلت و و بدأت تصب على المعلومات صبا، مما قد يجعلني أفكر في حلقات أخرى، و لكن لابد من ذكر أبرز الأسماء و المدربين السودانيين في الفترة التي عشتها جزءا من الإعلام الرياضي السعودي في صحف عكاظ و الشرق الأوسط و الرياضية منذ العام ١٩٧٥م و حتى نهاية عقد التسعينات، من الناحية العملية و لكني لا أزال و افتخر بانتمائي للرياضيين في هذا البلد الطيب،
** إن لم يكن للسودانيين وجود حاليا في التدريب أو اللعب للأندية السعودية، فقد كان لنا مدربون أوائل في الدوري الممتاز و دوري الأولى منهم في نادي أحد الكباتن منصور رمضان و سيد سليم و عبد العال ساتي رحمهم الله، بل أن المرحوم منصور رمضان سقط في الملعب و هو يقوم بتدريبات خاصة لنحمي النادي حبيب الماجري و أبوصرصار من أبرز نجوم منتخب تونس في كأس العالم الارجنتين ١٩٧٨م،
** درب الجبلين المرحوم محي الدين ديم الصغير، و درب الطائي المرحوم محمود ود الزبير، و درب التعاون المرحوم يوسف مرحوم، و درب الاتفاق المرحوم النور الطيب، و درب الراذد المرحوم حامد صالح، و درب الربيع الكابتن على سيدأحمد، و درب ضمك شوقي عبد العزيز و المرحوم جقدول و درب النخيل بيشة الكابتن كمال حسب الله،
** ساواصل في كشف المدربين و لكن طالما الذاكرة حاضرة فلنستعرض أبرز نجوم الدوري الممتاز و دوري الأولى في السبعينات، على رأسهم في نادي النصر الكابتن الكبير علي قاقارين و الكابتن مصطفى النقر، و في الأهلي الكابتن عماد خوجلي،و في الوحدة متوكل عبد السلام و في القادسية بكري السيد منزول الصغير، و في الاتفاق جعفر عبد الرازق و ختم كسلا، اللذين انتقلا للخليج، في التعاون فيصل كوري و النيل حسن، و في الجبلين محمد قسم السيد حمام نجم المريخ، و في هجر شمس الدين،
** تعاقد اتحاد جدة مع النجم الكبير عبد المنعم الصياد و نجم كسلا و المريخ كرم حمودة، و تأخرت أوراقهما و غادر الصياد للأهلي المصري و بقى كرم سكرتيرا تنفيذيا لنادي الاتحاد لسنوات،
** عدد من السودانيين عملوا كمدربي حراس و مساعدين لمدربين أجانب منهم و على رأسهم الكابتن الكبير المرحوم سبت دودو في الأهلي و المرحوم هشام السليني في الاتفاق و الشباب و الاتحاد،
** مؤكد هنالك المزيد من الأسماء و لكن بمساعدتكم و تنشيط الذاكرة السبعينية فقد نقدم المزيد في الحلقات التالية،
**تقاسيم *تقاسيم* تقاسيم
** تتميز بعض دول شرق آسيا بإعداد الملابس و البدل في نفس اليوم، و حدث عام ١٩٨٤م و كنت مرافقا للمنتخب السعودي في نهائي كأس آسيا بسنغافورة التي فاز بها كأول بطولة خارجية للمملكة، وجدت ترزيا داعبته أن يستطيع خياطة جلابية سودانية، قال جيب واحدة، أحضرت له و معها طاقة قماش جهز لي بعد ساعات خمسة جلاليب جميلة، في الفندق حكيت هذا، و جاءني نجم النصر الكبير فهد الهريفي طالبا عمل خمسة جلاليب لمدربه الذي (علمه الكورة) الكابتن كمال حسب الله في نادي بيشة، فاسرعت و أعددت له في اليوم التالي، و فاجأني نجم الهلال الكبير المدافع حسين البيشي بنفس الطلب لنفس المدرب،
** في العام ١٩٧٦م وجه الاتحاد السعودي الدعوة لمنتخبنا للتباري معه استعدادا لإحدى دورات الخليج، تسلمت اعتذارات من الاتحاد عبر السفارة في جدة و حملتها للرياض، استدعاني أمير الشباب المرحوم فيصل بن فهد طالبا اسمي رئيس اللجنة الأولمبية السودانية و رئيس اتحاد الكرة لدعوتهما للمملكة لأمر عاجل،
** وصل المملكة بعد أيام قليلة سكرتير اللجنة الأولمبية المرحوم اللواء صديق حمد، و المرحوم الأستاذ عامر جمال الدين رئيس الاتحاد، و اجتمعا بالأمير فيصل، الذي خرج من الاجتماع و خاطب الصحفيين، بعبارة لن أنساها (لن يهدأ لنا بال إن لم نعمل على إقالة عثرة الكرة السودانية) و كان البروتوكول الأول للتعاون و أعقبته بروتوكولات، أضعناها بسبب الجدل و آثار الانتخابات و تعيين وزراء يمثلون الحركات المسلحة، و كنت أكتب عن البروتوكولات كمن يؤذن في مالطة.
** فاكهة الكرة السعودية المرحوم الأمير عبد الرحمن بن سعود كان لا يخفي إعحابه بالسودانيين و الكرة السودانية و أعلن غير مرة أن باني كرة النصر الحديثة هو المدرب السوداني المرحوم محمد عبد المجيد ترنة و كنت أذكر هذا للأصدقاء السعوديين الذين يذكرون أن خطة المدربين السودانيين هي (إن فاتتك الكورة ما يفوتك الزول) ،
** و هنا لابد من وقفة مع أكبر حالة كروية سودانية سعودية تتمثل في الكابتن الكبير المدرب عمنا أحمد عبد الله و إبنه أسطورة الكرة الكابتن ماجد عبد الله، فقد أتى عمنا أحمد محترفا في الأهلي من حي العرب سوكرتاه مهاجما بارزا يحمل الرقم ٩، ثم انتقل للنصر مدربا مهديا القميص رقم ٩ للأسطورة جلاد الحراس الرمح الملتهب ماجد،
** في إحدى أمسيات إحدى البطولات كان الجدل بين الإعلاميين المصريين و السعوديين عمن هو الأفضل ماجد عبد الله أم محمود الخطيب، و ارتفعت الأصوات حتى حسمها ضاحكا أحد الزملاء المصريين (مفيش مشكلة كلهم بتوعنا الخطيب من شمال الوادي و ماجد من جنوب الوادي).
** على ذكر الكرة السودانية أسعدنا فوز منتخبنا على موريتانيا و تصدره مجموعته، قد تكون فرصة للتأهل لكأس العالم ٢٠٢٦م في أمريكا، و الحكاية عاوزة شغل شديد خاصة أن معظم لاعبينا تجاوزوا الثلاثين و منهم بعد سنتين سيصل الأربعين،
** فضائيات أخوانا العرب أفرزت التعليقات لمنتخبات مصر و الجزائر و المغرب، و حتى السنغال ذكروا أنه سيلعب مباراته القادمة أمام السودان، في صياغة تافهة لأن الأفضل أن تذكر السودان متصدر مجموعته سيلاقي السنغال ثاني المجموعة، و بالمناسبة مباراة السودان و موريتانيا تم نقلها بدون أستوديو و بمعلق هاوي،
** وصلتني دعوة من نادي القادسية السعودي للمشاركة في احتفال بمناسبة عودته للممتاز، التهنئة على البعد لرمز النادي السيد أحمد الزامل شفاه الله و للأخوة جاسم ياقوت و جمال العلي و عبد الله جاسم، و لأهل مدينة الخبر الجميلة.
** أشدنا الأسبوع الماضي بمذيعة قناة الحدث تهاني النجعي، و اليوم أجد زميلتها سارة تستحق الإشادة لحوارها المحايد في المسألة السودانية المخالف لسياسة القناة المنحازة.
** يكاد صبرنا ينفد من حكومة البرهان و كباشي و العطا التي تتجاهل رغبة الناس بتكوين حكومة طوارئ من كفاءات، و ليتفرغوا للشأن العسكري و يتركوا أمر الزيارات و استقبال الوفود.
** حمدت الله عدم صحة الإشاعة الخاصة بحفظ بلاغ الرشوة لمنح التأشيرة المصرية، و لكن علمت أن الإجراءات بطيئة خاصة ما يتعلق بوزارة الخارجية من أجل رفع الحصانة عن الدبلوماسيين السودانيين و المصريين المتهمين في البلاغ ٨٢٠-٢٠٢٤، لدى نيابة وادي حلفا،
** رحم الله صديقنا الفنان المغترب بجدة حمد البابلي و أسكنه الله الجنة و العزاء لأسرته في أمدرمان و النيل الأبيض، و كذلك حملت الأنباء استشهاد الزميلين الصحفيين معاوية عبد الرازق، و مكاوي محمد أحمد َمغدورين من مليشيا الجنجويد، إنا لله و إنا اليه راجعون،
** قد نلتقي السبت القادم إن مد الله في الآجال.