الحديث عن هذا الرجل القامة – له الرحمة والمغفرة – ليس بالسهل ولا باستطاعة فطاحلة الكُتّاب أن يوفوا هذا الهرم حقه فما بالكم في واحد زي جدو الحوام زول حوامة ومشاهدات حايم يزحف ويدوّن !!
بالتأكيد حيكون آخر انبساطة لمّا يكتب عن هذه الشخصية المتفرّدة”إن شاء الله نص صفحة” طبعاً من حقو يفرح ..
عبدالمنعم عبدالعال بحر دميرة في العمل يكسح ويفرح مع طاقمه المتفاهم المتناغم ، حكمة الله مايزعل إلا في بعض المواقف النادرة المتعلقة بالعمل في الرابطة فقط ، لكن إن كان زِعِل زعلو شين!! وقلّ مايكون كذلك لأننا تعوّدناه هادئ الطبع كما نيلنا الصافي الرايق .. كي أتحدث عن الهرم عبدالمنعم عبدالعال لابد لي أن أرجع للوراء بعيداً لأستذكر كيف ومتى وأين وماهي المناسبة التي تعرفت فيها على هذا الرجل العلاّمة ، عشان أنا عارف روحي ضعيف في التواريخ لذلك سأختصر فيها بقدر المستطاع .. أبدأها من وزارة الخارجية السعودية في جدة إلى أن انتقلت للرياض في العام ١٤٠٥ يلاّ احسبوها بالعربي والأفرنجي..
أعود بالذاكرة وراء شوية لربط الأحداث مع بعضها ، صديقي المكنوز حباً بالرياضة طيب الذكر محمد عبده اسماعيل الذي يتمتع بشغف غير عادي مع الإعلام ومحبة لا حدود لها مع قبيلة الرياضيين خاصة الهلالاب وأنا بحكم هلاليتي كنت أتابعه حضرنا كثير من اجتماعاتهم ومشاهدة دوري الرابطة في خنشليلة فعرفني بشخصيات رياضية واعلامية ، وبحكم عملنا سوياً كنت أساعده في الطباعة والتصوير للطرفين وكنت أعلم أن هذا الشاب يرمي لبعيد باستضافته وفود الرياضيين ومسؤولي الرابطة في منزله ويعرفني بهم ويشيد بمقدراتي التدريبية والإدارية ويؤكد لهم بأنني سأكون معهم في الفترة القادمة ، الله يرحمه يتكلم بلساني وأنا أقول ليهم بلغة السعوديين “يصير خير إن شاء الله” ، رافقته لفترات متقطعة كانت فرصة لي أن أقرأ المشهد واتفحّص الوضع في مجتمع الرياضة..
لا أخفيكم الجو العام فيه لم يعجبني لذلك لزمت بيتي وتفرغت لأسرتي ..
في تلك الفترة كان إبني حاتم وزملائه يتمرنون مع بعض في اسكان الخارجية فطالتهم عين كشّاف المواهب الكوتش عصام ود السكة ، ومن باب المعرفة والحرص ذهبت مع ابني في تمرين لهم بمنطقة الدرعية وفيها كانت معرفتي بكوتش عصام محمد أحمد ود السكة ، بعد تمرينين تلاتة طلب مني مزاملته في الجهاز الفني لأنه بصدد تكوين فريق في الرابطة فوافقت وكانت البداية من فريق النيلين في الرابطة الثقافية وامتدالزحف إلى رابطة الصالحية مع فريق القرير ، كانت فرصة طيبة أن اتعرف على رجال كنت أسمع عنهم مجرّد سمع منهم الرجل الذي أسّس رابطة الصالحية عبدالمنعم عبدالعال
من محاسن الصدف كان لنا لقاء أسبوعي بمنزل صديقي إبن ناوا عمر فرح سنادة له الرحمة والمغفرة ، يوم ونحن مسخنين في قيم كوشتينة استذكرت حجم الصداقات التي كان يحكي عنها وكان دائم الوقوف عند إسم عبدالمنعم عبدالعال من خلال حديثه الدائم عنه وعن العمل المرهق في رابطة الصالحية فانتهزت الفرصة لأستشيره في الخيار وبابتسامته الساخرة قال لي يعني إنت داير تمشي وين ياجدو بشير!! الملاذ الآمن واضح وباين وطوالي واصل في تركيزه مع كٌشتينتو ، طبعاً طوالي فهمت قصدو وأيقنت أنه يريد القول أن رابطة الصالحية هي الملاذ الآمن ..
بطولة اتحاد محليةدنقلا العجوز
نظّم اتحاد محلية دنقلا العجوز بطولة تضم قرى المحلية بالضفة الشرقية للنيل ، أهلي في جمعية أبناء ناوا بالرياض كلّفوني بمهمة اختيار الفريق وتدريبه لمعرفتهم بأنني مدرب في الروابط ، كان لي شرف قيادة فريق قريتي العزيزة ناوا حتى وصلت بهم نهائي البطولة ، في الختام قدمنا الدعوة للروابط والرياضيين وهم مصنفين على فصيلين الرابطة الثقافية برئاسة دكتور كرار ورابطة الصالحية برئاسة الريس عبدالمنعم عبدالعال ، ساعدنا إبن ناوا الحكم الشاب عبدالرحمن ياسين كومر بحكم عمله في المجال التحكيمي في تلك الروابط واختار لنا من زملائه حكام الصالحية طاقم تحكيمي لإدارة المباراة النهائية ..
قٌبيل المباراة بربع ساعة اقتحم الموقع الريس عبدالمنعم عبدالعال على رأس وفد عالي واعتلوا المنصة ، انتهت المباراة بفوز فريق ناوا وأثناء تسليم الكأس والميداليات من راعي الحفل عبدالمنعم عبدالعال صافحني الريس مبتسماً وشدّ على يدي مهنئاً وقال لي ياكوتش محمد بشير انت عندك فريق جاهز مكانه الطبيعي رابطة الصالحية مرحب بيكم ناس ناوا أفرحوا بي كاسكم وتعالوا تلاقونا في أنتظاركم أنظروا لكلمات هذا الرجل ودهائه ، تلك الكلمات كانت بمثابة دعوة ، أما عبارات التحفيز فسكنت قلبي ، ودون تفكير ختّيت نقطة وقلبت الصفحة معلناً انتمائي وأنا بكامل قواي العقلية لرابطة الصالحية وكان هذا أول لقاء لي وجهاً لوجه عياناً بياناً مع الريس عبدالمنعم عبدالعال حٍمّيده..
(دهاء وذكاء الريس عبدالمنعم)
يلاّ تعالوا ندخل في الغريق .. انخرطت في العمل التدريبي الذي أعشقه وكنت ومعي الأخ الصديق عصام ود السكة في الجهاز التدريبي لفريق القرير بعد أن ابتعدت عن فريق النيلين برابطة كرار ، عملت مدرباً لفريق أوربي لفترة بسيطة كانت نهاية دورة خلالها كنت أساعد أمين عام الرابطة الأخ التجاني محمود في طباعة الخطابات وتصويرها وكان الريس يراقب العمل من بعيد وهو في غاية السعادة لهذا التناغم ، قال لي تجاني ليه مانعيّن محمد بشير رسمي طالما هو بهذه الإمكانية وهذه الروح الأخوية معاك! أنا سااااامع وعامل أطرش ، اتفق مع الأخ تجاني أن أعمل بصفة رسمية بعد أخذ الموافقة من اللجنة التنفيذية ، وبالفعل تم تعييني في اللجنة التنفيذية رئيس لجنة التدريب باعتباري مدرب في الرابطة ، بعد فترة الريس قال لي يامحمد بشير أنا عايزك في موقع تاني بس لامن يجي وقتو ، قلت لي خير ياريس ..
قضيت الدورة الأولى وأنا مرتاح في اللجنة التنفيذية رئيساً للجنة التدريب ومعاوناً للأخ تجاني في الأمانة العامة ، وكانت محاولات تجاني معي كثيرة لأستلم رئاسة اللجنة المنظمة وكنت أعتذر له في كل محاولة ، لمّا تِعب كلّم الريس بتلك العصلجة فكان كعادته هادئاً ولم يعِر كلام تجاني اهتمام وقال ليه عليك الله ياتجاني ماتنضم معاه تاني أصبر ، هنا يتبيّن كيف كان الريس يصطاد بطريقته الخاصة لأن حكمته كانت حاضرة دوماً ودهاؤه أبعد من نظرة تجاني الوقتية ، عندما دخلنا الدورة التانية إذا بالريس الحكيم يباغتني بزيارة ومعه الأمين العام الأخ التجاني في منزلي بحي المنصورة ، دخل كعادته مبتسماً ابتسامته العريضة تلك وقبل أن يسلم قال لي فاجأناك مش كده؟قلت لي ياسلام ياريس لنا الشرف والدار داركم نسعد بيكم وتشرفونا في أي وقت ، دخل في الموضوع طوالي قبل تقديم واجب الضيافة لهم قال لي تتذكر ياكوتش لما قلت ليك أنا عايزك في موقع تاني بس خليه لما يجي وقتو!! قلت لي نعم ياريس بالحيل ، قال لي أهو الآن جاء وقتو وإنا جيتك في بيتك مش عشان أسمع موافقتك دي عارفنها ومنتهين منها بس جينا عشان ننسق ونجهّز للإعلان عن موقعك الجديد برئاستك للجنة المنظمة!! قلت لي لكن ياريس شغل المنظمة كتير وأنا شغال في اللجنة الأولمبية دوامين صباح ومساء وقتي مابيسمح لي ، قال خلاص الحِجَج دي نتجاوزها لأني عارفك في وزارة الشباب والرياضة وعارف كمان نهاية الأسبوع كلو انت مرتاح في البيت عندك يومين في الأسبوع خميس وجمعة نايم بختكم ياناس الحكومة مين زيّكم..
بالله أقسم لينا شاي اللبن ده نشرب ونغمّز فيه القرقوش السمح ده نقوم ورانا مشوار تاني !!
كتل لي الدُّش في إيدّي وقام مرق..
لو رجعتوا لا فوق في البداية قلت ليكم أناماشاطر في التواريخ ، وحسب معلومات استقيتها من الأخ الموسوعة تجاني قال لي أول لجنة تنفيذية تكوّنت عام 1999 واستمرت أربعة سنوات جيت دخلت أنا في التنفيذية الثالثة ممثلاً للجنة التدريب الذي كان أول ممثل لها من اول لجنة تنفيذية هو الكابتن بابكر عبد الله حامد أتى بعده الكوتش سمير عبد المطلب ، ثم جاء ثالثاَ العبد الفقير محمد بشير ممثل للجنة التدريب في اللجنة التنفيذية إضافةَ لرئاسة اللجنة المنظمة ، ومن ديك وعيييييييك لي يوم الليلي كايس الفكاك ما لامّي فيه ولا لاقي لي درب!!!
المؤسس العالم عبدالمنعم عبدالعال حميده أسّس رابطة الصالحية على قواعد وأنظمة وفقاً لقانون الاتحاد العام لكرة القدم السوداني وإلى يومنا هذا الصالحية الرابطة الرياضية الوحيدة التي تعمل على أسس وقوانين ونظام أساسي وقواعد عامة كما يقول الكتاب ..
رحم الله الرجل المؤسس الراحل المقيم عبدالمنعم عبدالعال حمّيده وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا ،،،