مهلا و أهلا إيها الموت (٥٢)

مهلا و أهلا إيها الموت (٥٢)
  • 29 يونيو 2024
  • لا توجد تعليقات

كمال حامد

** ( عمر عبد الرحيم على مدني، عمر دقيق، مركز عمر دقيق الثقافي، عطبرة شعارنا النصيحة لله و الرسول و المؤمنين ) هكذا كان يختم رسائله الصوتية التي تصلنا منه يوميا، و كلها خاصة بعطبرة و قضاياها.
** و عطبرة إذ تفقد فتاها عمر الاحد الماضي فإنما تضعه ضمن العديد من رموزها التاريخية في العمل النقابي و السياسي و الرياضي و الاجتماعي و الاقتصادي و الإنساني و كل واحد منهم تخصص في أحد هذه المجالات أو اثنين منها و لكن عمر دقيق تخصص فيها جميعا كما سنرى و كما كتب عنه الكثيرون.
** شخصية متفردة مثيرة للجدل و أحيانا للخلاف و لكنه غادر و ليس في نفسه شئ من أحد و لا أظن هنالك أحد يحمل عليه،
** وصلتني رسالة صوتية من الأخ الدكتور غلام الدين عثمان الذي عمل في ولاية نهر النيل لسنوات زادت من العشرين وصف فيه الرجل و تطرق لحبه لعطبرة الذي يقوده لمواجهة المسؤولين في عطبرة و الولاية و أحيانا الخصومة غير الفاجرة و الحمد لله.
** أعتبره كما غيري من أقرب الناس لي و أسرتي و يسال عن الأحوال و موعد وصولي لعطبرة و اسم البص، و أجده في انتظاري مقدما قائمة المناسبات السعيدة و غير السعيدة و برنامج يبدأ بالتعازي و أحيانا في نفس اليوم،
** في الخامس و العشرين من رمضان ١٤٣٩ هجرية، ٢٠١٨م كنت مع والدتي في العنابة المكثفة بالمستشفى و قبيل الإفطار أسلمت الروح، و ليس أمامي إلا عمر دقيق لأبلغه بالخبر و بكى و أبكاني،قائلا خلاص خلي الباقي على، و في دقائق وصلتني الرسالة الجماعية منه لكل المجموعات و الأفراد بتحديد زمان التشيع عقب صلاة التراويح، و كان مشهدا جعلني أذكر دائما ضرورة أن أدفن في عطبرة حيث الجموع التي تعزي بعصها البعض و تمدح و تتلو القرآن و لا حديث عن الدنيا و التلاعب بالهاتف كما هو الحال في العاصمة و ربما غيرها.
** مرة في اجتماع لإحدى اللجان الخدمية بدار التعاون اشتد الخلاف بينه و آخرين و ارتفعت الأصوات فتخدثت مناصرا منطق من يختلفون معه، و تركهم و كال لي الهجوم، فقلت له أنا معاك دائما لكن الآن أنا َمع المجموعة و لو المسألة شخصية أنت أقربهم مني و جمايلك مغرقاني و سبق و كرمتني عدة مرات بحديقة العطبراوي، كان رده، لكنك ما بتستاهل، و ضحكنا جميعا إلا هو و بعد الاجتماع عدت معه بسيارته كما حضرنا و قال لي يجيك بكرة صباحا للعزاء في صديقك صبري مالك، هكذا هو عمر دقيق.
** مرة أرسلي ورقة دعايته الانتخابية و قد اختار رمزه صورة أنبوبة الغاز،مع عبارة، (من أجلها ترشحت،) و قد كانت أزمته طاحنة، قلت له لو انتهت أزمة الغاز ستسقط في الانتخابات رد بضحكته المميزة، و إيه يعني أنا ظللت أترشح و أسقط لتسع و ثلاثين مرة، و لم أزعل،
** حضرت مرة اجتماع بدار هيئة المياه بدعوة من الأخ حسن أحمد الشيخ، و وجدت الاجتماع و كانه مخصص لرفض لجنة أعلنتها الحكومة بمجموعة عمر دقيق كما فهمت، و سار الاجتماع لافاجا باقتحامه القاعة و قلت لمن يجاورني و أظنه الدكتور حاج بشير السقد هذه مفاجأة، أجابني بأنها ليست مفاجأة فهكذا عمر دقيق، الذي طلب الحديث بقوة لا مثيل لها، و غادر، حقيقة احترمت شجاعته و قوة إرادته.
** بوفاة أخي الكريم عمر دقيق انطوت صفحة من تاريخ الرجل و لكنها ستظل باقية لدى عطبرة التي تعرف الوفاء لابنائها و فكرت فيمن يملا بعض المواقع التي كان يشغلها الرجل، و أذكر منها رئاسة اتحاد الناشئين، و رئاسة نادي الشاطئ و لجنة حماية المستهلك و لجنة
حي أمبكول، و اتحاد أصحاب المخابز و هامحرا.
** ربنا يرحم أخانا و رفيقنا و فاكهة عطبرة عمر دقيق و من على البعد لا أعرف من أعزي الاهل و الجيران في أمبكول أم آل علي مدني أو آل تكة أم آل الملك أم رواد حديقة العطبراوي، أم أسرته الصغيرة أم إبن عمتي الأخ عبد الحافظ عبد السلام، صديقه و كما يصفه بنفسه أنه الفرامل بتاعتي،.
** يوم الجمعة الماضي اتصل بي البروف هشام عباس زكريا يبلغني بأن عمر دقيق في العناية بمستشفى التأمين الصحي و اقترح القيام مبادرة لضمان علاجه بالداخل أو الخارج و اتفقنا، و لكن كان القدر أسبق إذ استعاد الله وداعته يوم الأحد إنا لله و إنا اليه راجعون

** تقاسيم** تقاسيم** تقاسيم**

** ليت الأهل و الزملاء في عطبرة الذين تداعوا للمساهمة في علاج الأخ عمر دقيق، أن يتواصل الجهد للإعداد لتأبين الرجل بما يستحق، و فيما تابعت من كلام طيب في حقه من الكثيرين بمن فيهم بعض المسؤولين في حكومة الولاية و الولاة و الوزراء أن يتم جمعه و يقدم لأسرته و الأجيال،
** ما أشرنا اليه الأسبوع الماضي عن تحرك العمل في َمطار عطبرة الدولي، و طلبنا إشراك المغتربين في النفير، فقد أبلغني البعض بأن العمل في مستشفى عطبرة الذي تأسس ١٩٠٦م يستحق أيضا الاهتمام، و تابعنا ما يقوم به العطبراويون المغتربون نحو هذا المستشفى التاريخي، و منهم الأخوة ازهري بكري و المعتز الفار في جدة و جهود أخرى في الرياض و الدوحة.
** لبنان معرض لحرب شاملة ينفخ فيها الاستعمار يون النار و نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا عن تخزين أسلحة لحزب الله في المطار، و هللت إسرائيل بالأمر مما دفع الحكومة اللبنانية لعقد مؤتمر صحفي و ترتيب رحلة للسفراء و الإعلاميين، أحبطت الكذبة و رفع لبنان دعوى ضد الصحيفة المذكورة
** تمثيلية سخيفة اسمها دوري النخبة في تنزانيا، بمشاركة ثلاثة فرق فقط، للمشاركة في بطولتي الأندية الأفريقية، و هي المشاركة التي لم نجن منها غير الهم و الصرف البزخي.
** هلل تلفزيوننا و روج لما سماه حلقات خيوط المؤامرة، و ذكر أنها تتواصل كل سبت، و قدم الحلقة الأولى بصور توضح أن َمستشار الدعم السريع داخل الإذاعة لإعلان بيان الأنقلاب،ثم أعلن عن موضوع الحقة القادمة عن إثبات موت حميدتي، و طبعا لم تظهر الحلقة و لن تظهر لسبب بسيط، لو كانت لديهم موادا لتم بثها في الأيام الأولى للحرب.
** يجب أن نشجع المبادرة السودانية لتقدير دور مصر الحالي و التي تجد الارتياح من الاغلبية العاقلة من الأخوة المصريين، حساسية الأمر و وجود بعض الأصوات النشاذ من الأقلية غير العاقلة هنا و هناك.
** تقرير أممي فظيع يعلن عن موت ١٢ ألف طفل في الحرب، و عن حرمان ١٧ ألف طفل من حق التعليم، لطفك يا الله.
** تنتظم وسط أبناء الجالية السودانية في أبوظبي هذه الأيام الإعداد لمهرجان وداع القنصل الدكتور أبوبكر محمد نور الذي صدر قرار بنقله من أبوظبي الي العاصمة النيجيرية أبوجا، الرجل يستحق فقد كان يشكل حضورا و وجودا َفي معظم المناسبات و يقدم خدماته مبتسما من مكتبه المفتوح دائما لمن يطلب.
** انتصفت بطولة الأمم الأوروبية و لا تخلو من المفاجإت، و إسبانيا الأقرب للكاس.
** قد نلتقي السبت القادم لو كان في العمر بقية.

الوسوم كمال-حامد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*