أكد حزب البعث القومي أن إيقاف الحرب هو الواجب المقدم على غيره، ثم الحفاظ على الوطن موحدا، مبينا أن الطريق الصلب والمعبد نحو ذلك يبدأ ببناء المركز الموحد والموسع على خطى برامج ثورة ديسمبر- أبريل المجيدة.
ودعا الحزب في بيان اليوم الأحد (٣٠ يونيو ٢٠٢٤م) إلى التحاور و التنسيق بين مراكز وتجمعات قوى الثورة المختلفة تحت شعار إيقاف الحرب وبقاء الوطن موحدا وقطع الطريق على مخططات الفلول التفتيتية وعدم عودة الاستبداد و الشمول.
نص البيان:
حزب البعث القومي
المكتب السياسي
بيان جماهيري
تمر علينا اليوم ذكرى ثقيلة علي قلوب السودانيين، ذكرى انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩م المشئوم والذي جثم على صدورنا ثلاثه عقود ومازالت اثار استبداده وبطشه وقتله للمدنيين ماثلة ومستمرة ، بل فى واحدة من أسوأ تكتيكاته للقضاء على معارضيه السياسيين ، كون المليشيات الدموية والمتطرفة ، وبنى الجيوش المتعددة، منها الدعم السريع احد أطراف الحرب الحاليه التى أشعلها دهاقنته الاسلامويين فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ، والتى شردت الملايين من بيوتهم ونهبتها وانتهكت كرامة المدنيين والمدنيات ، وقضت على البنيه التحتيه لعاصمه البلاد والمدن الاخري التى أصبحت مسرحا للحرب ، ولازالت تتمدد الحرب مخلفه ضحاياها من الذين رحلوا والذين فى انتظار الموت بالجوع والمرض ومنع الاغاثات ، هل من صحوة للضمير وتحكيم صوت العقل لإيقاف معاناة شعبنا ؟؟
وأيضا فى نفس اليوم تمر علينا ذكرى انتفاضة وهبة الشعب فى ٣٠يونيو ٢٠١٩ التى تكثف فيها الوعي الجماهيري المتصاعد للحفاظ على ثورة ديسمبر/أبريل المجيدة بعد أن حاول الاسلامويين واعوانهم الانقضاض على الثورة والسلطة بفض الاعتصام أمام القياده العامة للجيش فى الخرطوم والمدن الاخرى ، وقتل المئات من الثوار والثائرات ولكن جاءت الجماهير الهادرة من كل فج عميق تطالب بالحكم المدنى وانجاز مهام الثورة وبرنامجها الذى كتبته بالدم على الشوارع ، مما أدى إلى تراجع قوى الردة و الفلول أمام امواجها التى احتلت الشوارع وكستها بشعارات الثورة، معبرة عن وعيها بضرورة التغيير الذي سيبقى مهما كانت سطوة الاستبداد وكيد الشموليات، وسيبقى برنامجها حيا يكرس هذا الوعي ، ويصنع ارادة التغيير ، وعلى رأس اولوياتها الان ملحمة ايقاف الحرب ، وذلك بالعمل على وحده القوى المدنيه وبناء مركزها الموحد والواسع تحت شعار وقف نزيف الدم السودانى والتخريب الذي افرزته هذه الحرب اللعينه، والضغط على اطرافها ، ثم الاستجابة للعون من الشعوب الحرة والانسانيه الرحبة فى الإقليم من حولنا والعالم الفسيح ، من أجل إغاثة الضحايا وجهودها المخلصة مع شعبنا لإيقاف الحرب ، ثم العمل على عودة الانتقال وبناء التوافق الاوسع علي مهماته ، واستكمال مرحلته بانتخابات شعبيه نزيهة توطن الديمقراطيه وتفتح الطريق للتداول السلمي للسلطة وتودع الاستبداد والأنظمة الشمولية الى الابد ، ثم اعادة بناء ما دمرته الحرب وأساس هذا المركز دون شك وركيزته الاقوى هى قوى الثورة وبرنامجها الذي من أجله ارتقى الشهداء فى كل مراحل تراكم هذا الوعي الجماهيري الذي عبرت عنه هذه الذكرى الغاليه، و التى افشلت الانقلاب الاول ضد الثورة وأعادة الانتقال ، وتظل هذه الذكرى باقيه كدرس عظيم للإيمان بإرادة الشعب ، رغم التآمر الذى وصل قمته بقيام الحرب ووضع البلاد أمام احتمالات التفتت والانقسامات نتيجة الانزلاق نحو مستنقع الحرب الاهليه والقتل بسبب اللون أو القبيله وتفشى خطاب الكراهيه.
يا جماهير شعبنا الصامدة.
بعد عام ونيف مازالت الحرب الدائرة فى بلادنا تخلف الدم والموت والدمار والخراب ، والعالم من حولنا يتفرج ،وهنا وهنالك تتبدى دعوات لإيقاف الحرب ، و منها الدعوة المصريه الاخيرة لاجتماع السودانيين فى القاهرة من أجل ايقاف الحرب ، واغاثة الضحايا ونؤكد ترحيبنا بها ونقدر ونثمن دور الشعب المصرى الذى احتضن اشقائه السودانيين بعد الحرب وما قبلها ومنذ امد بعيد لطبيعة العلائق مابين الشعبين ، ونأمل أن تنجح مساعيها فى استجابة أطراف الحرب، ثم توافق القوى السياسية المجتمعة على العمل من أجل ايقاف نزيف الدم ، ورفع معاناة الحرب عن كاهل السودانيين نازحين ولاجئين ومكتوين بنيرانها فى مناطق إطلاق النار . وكذلك دعوة أخرى من الاتحاد الأفريقي والتى نعيب عليها عدم التشاور التفصيلي مع أصحاب الشأن، لأن اي عمل لإيقاف الحرب لا يشارك فى تفاصيله وقيادته السودانيون أصحاب الشأن لا يحقق النتيجة المرجوة ، فليعلم الجميع ذلك .
يا جماهير شعبنا الأبي
الواجب المقدم على غيره دون شك هو ايقاف الحرب، ثم الحفاظ على الوطن موحدا، والطريق الصلب والمعبد نحو ذلك يبدا ببناء المركز الموحد والموسع على خطى برامج ثورة ديسمبر/أبريل المجيدة، فلنعمل بصبر ونبدأ بالتحاور ثم التنسيق بين مراكز وتجمعات قوى الثورة المختلفة تحت شعار ايقاف الحرب وبقاء الوطن موحدا وقطع الطريق على مخططات الفلول التفتيتيه وعدم عودة الاستبداد و الشموليه .
المجد لشهداء الشعب من أجل التغيير والاستقرار والرفاه والنهوض فى كل مراحل النضال الوطنى .
الشفاء العاجل للجرحى.
الدعوة إلى فتح كافة مسارات الاغاثات للضحايا والمحتاجين والنازحين واللاجئين .
والثوره متراكمة ومنتصرة ومستمرة .
حزب البعث القومي
المكتب السياسي
٣٠ يونيو ٢٠٢٤م