رأي رياضي.. هروب المريخ وهوان الاتحاد!!
لم تكن كاميرات قناة الملاعب التي نصبت حول ملعب نادي عزام، قبل مباراة القمة في نهائي كأس السوبر السوداني أمس الأول، لوحدها سببا في انسحاب المريخ أمام الهلال.
ولا نعتقد أن المبررات التي ساقتها قيادة بعثة الفريق الأحمر في دار السلام بالهروب أمام الهلال قبل لحظات من انطلاق المباراة ، كانت كافية لاتخاذ مثل هذا القرار الكارثي.
صحيح أن للمريخ الحق في معرفة تفاصيل النقل والمطالبة بحقه المالي منه ، طالما أنه طرف في اللقاء، ومن حقه أيضا معرفة الكيفية التي منح بها الاتحاد حقوق النقل لقناة الملاعب.
لكن الطريقة التي تعاملت بها بعثته الإدارية مع الموضوع، وأفضت لاتخاذه قرار الانسحاب من المباراة التاريخية قبل لحظات من بدايتها ، كانت غير حضارية وأشبه بالفوضوية.
كان بإمكان المريخ ، أن يحسم هذا الأمر مع الاتحاد، حتى قبل أن يغادر فريقه إلى دار السلام، لكن يبدو أن قيادته لا زالت في سنة أولى إدارة وفضلت السير على نهج أسلافها المتمثل في الهروب أمام الهلال عند الشدائد.
أحيانا تساورني الشكوك، وتحدثني نفسي، وتدفعني إلى التصديق بأن ما حدث عشية أمس الأول، لا يخرج من كونه سيناريو تم ترتيبه بعناية بين أحد قادة الاتحاد وإدارة المريخ لإنقاذ الفريق الأحمر من بطش الهلال.
وما يعزز فرضية هذه الشكوك، هو تجاهل الاتحاد لمطالب المريخ حول حصته من نقل المباراة، وعدم الرد عليه، ثم تعمده إلغاء الاجتماع التقليدي الذي كان سيحسم الجدل ويحدد ضوابط اللقاء.
أما المريخ صاحب الشأن ، فقد نام على الخط ، وتجاهلت إدارته إثارة الموضوع، وانتظرت إلى ما قبل بداية المباراة، حتى تتمكن من إيجاد المبررات الكافية وتنفذ قرار الانسحاب في الوقت المناسب، وهذا ما حدث.
اختار المريخ الطريقة الأنسب والأسهل لتجنب الخسارة في الديربي، وفضلت إدارته الانسحاب، خوفا من الفضيحة، وعدم منح الهلال فرصة الاحتفال بكأس محمول جوا على انقاضه.
لكن كل ذلك لا يقلل من أحقية الهلال وجدارته بالفوز ببطولة السوبر السوداني، وسيسجل التاريخ أنه الفريق الوحيد الذي عاد بكاس محمولة جوا في منافسة رسمية نظمها اتحاد بلاده الوطني بمشاركة نده المريخ.
انسحاب المريخ وهروبه من الملعب أمام الهلال، وفي مباراة رسمية خارج السودان، سيضاف إلى سلسلة انسحاباته أمام الزعيم ، ولن تفلح محاولات البعض في تجميل قبحه، وتبرير قراره.
يا ترى هل يستطيع اتحاد القدم تطبيق اللائحة، ويحرم المريخ من التمثيل الخارجي الموسم المقبل، أم أنه سينبطح أمامه كالعادة ويكافأه باللعب في دوري أبطال أفريقيا؟.
التساهل مع المريخ هذه المرة ، وتمرير انسحابه دون رد فعل قوي من الاتحاد ،سيزيده غرورا ويجعله يدوس على القانون ويزدري اللوائح من جديد.
وداعية:
من أمن العقوبة أساء الأدب.
