شخصيات وسمات

شخصيات وسمات
  • 11 يوليو 2024
  • لا توجد تعليقات

أ. د. محجوب محمد آدم

الإنسان المتميز ، أديباً كان أو مفكراً أو سياسياً .. أو كان مجرماً .. المهم متميز عن غيره .. أو له دور في حياة من حوله .. أو بصمة في النشاط البشري ..
وقد ينجح الشخص في محيطه الخاص ، ولا يكاد يعرفه أحد خارج حدود دائرته .. وقد تتسع هذه الدائرة لتشمل منطقة فأكثر .. وقد يشهد بتميزه العالمين .. ومَن أفضل من نبينا صلوات الله وسلامه عليه مثالاً .. اختار أحد الباحثين أفضل مائة من عظماء العالم ، ووجد محمداً r في مقدمتهم .. ووصلت العداوة بدانتي في الكوميديا الالهية فوضع نبينا في أعظم درجة في جهنم ..
ويشعر بعضنا أنه دون غيره ممن حوله .. فيجتهد في لفت الأنظار إليه بأي شكل .. فالطفل ينبهنا بوجوده بالبكاء .. فإذا كبر يلفتنا بكسر كوب أو تمزيق ثوب .. أو إفساد شيء .. حتى ولو أدى ذلك إلى عقابه .. المهم يصر أن يكون في بؤرة اهتمام من حوله بأية وسيلة .. ومن الناس من يعلن عن نفسه بالمناكفات .. أو تحدي أسرته .. وبخاصة إذا ضغطت عليه الأسرة في مرحلة من حياته ليهتم بدروسه .. أو واجهوه بتقصيره في أداء ما يكلف به ، أو كثرة لعبه .. وقد يصل في تحديه إلى ارتكاب ما يضره ، ويفسد عليه حياته ..
وما أكثر من يخالفون مجتمعاتهم في قيمهم وعاداتهم وأساليب حياتهم ؛ ليُعرَفوا أخذاً بقاعدة ( خالفْ تُذكَر ) .. وأخفهم ضررا أولئك الذين يتعالمون .. وهم من سماهم نبينا r بالمتشدقين والمتفيهقين ، وقال إنهم من أبعد الناس عن مجلسه يوم القبامة .. ونسى بعضهم أنه قد يثبت جهل مخاطبه في مسألة معينة .. لكنه لا يستطيع أن يحوز احترامه وتقديره .. بل يجتهد الناس في تحاشيه كفَّاً لشره ..
وبعض الناس يتصدرون المجالس ، وغاية أحدهم أن يسمعه الناس أو يقدمونه .. وتحضرني قصة الرجل الذي تقدم ليَؤُمَّ الناس .. ولم يعرف ما يقرأ بعد الفاتحة .. فقال : اقرأ يا فلان ..! والنكتة تروى بروايات أخرى ..
ومنا من تصل به البجاحة أن يلقي النكات في أحزان الناس .. أو يعظهم بالموت والمصائب في أفراحهم .. أو يلفت نظرهم بتشويه صور رموزهم الدينية والفكرية أو يطعن في عقائدهم !!!!
ولكن .. قليل هم الذين لا يهتمون بأن يحكوا عن أنفسهم .. أو يلمعوا ذواتهم .. هؤلاء لهم عالمهم الخاص .. ولا يهمهم رضي الناس عنهم أو سلقوهم بألسنة حداد ..
وما أكثر نماذج الشخصيات واختلافها .. فمن الناس من يحمل أكثر من شخصية .. أو تختلف حياته بحسب ما يكون عليه من حالة .. فيلبس لكل حالة لبوسها .. أو تتداخل في شخصيته طبائع مختلفة .. وتظهر لك مجموعة السمات الشخصية من خلال أقواله وأفعاله .. تصرفاته .. تعابيره .. علاقاته مع الآخرين ..
وفقد الحنان يؤثر قطعا على شخصية بعضنا .. ونجتهد عندها أن نبدو أفضل مما نحن عليه .. ونتجمل في مظهرنا .. وننتقي ألفاظنا .. وقد نعتني بتصفيف شعرنا .. ونضع على وجوهنا الكريمات والمساحيق .. ونكلف أنفسنا فوق وسعها .. لنلفت إلينا الأنظار .. ونبهر الطرف الآخر .. مع أنه يعرف في الغالب حقيقتنا .. أو لا يغيب عليه أن ما يراه فينا مزور .. ولاشك أن واقعنا أجمل .. والبساطة أحلى وأكثر قبولاً ..
وقد اكتب عن شخصيتي .. عندئذٍ ثق أني سأكتبها كما أراها .. أو كما أتمنى أن أبدو عليها .. ولا يمنع أن أنقد تصرفاً بدر مني .. أو أعلِّق بأنه ما كان ينبغي لي أن أتصرف على النحو الذي صدر مني يومئذٍ .. أو أركز على تبرير مواقفي وأفكاري ..وأتغنى بأسلوبي في الحياة .. أو أصور نفسي في بعض حالات ضعفها .. أو في حالات قوتها ..
فهل يراني الناس كما أرى نفسي !! لا أظن .. لأن مواقف الناس حيال غيرهم مختلف .. فالمحب والصديق غير العدو والمبغض والحاسد والمنافس .. وهؤلاء يوجدون في حياة كل منا .. ولا نستطيع إلا بجهد كبير أن نغير بعض مواقفهم منا .. الناس متفقون أنه لا يمكن إرضاء كل الناس ..
إذا لم يعجبك بعض أفكاري .. فاقلب الصفحة ..

التعليقات مغلقة.