** يشرفني أن أفسح المساحة اليوم لأحد الأقلام السودانية المميزة، تعرفه الصحافة و القراء في السعودية بجريدة المدينة الحاضنة الأكبر للصحفيبن السودانيين منذ عهد صادق عبد الله عبد الماجد، و سباعي عثمان، إلى عهد سيدأحمد خليفة، حسين حسون، الفنان كاروري،
و حسن ساتي، و أوفدته المدينة لمكتبها في عاصمة الضباب لندن َ
** هنالك اختطفته الصحيفة العملاقة الحياة اللندنية و الإذاعة العملاقة بي بي سي، و فيهما تزاملت مع الأستاذ الكبير معاوية حسن ياسين، و تتلمذنا عليه و على مؤلفاته العديدة،
** أترككَ مع مقاله و رغم ما فيه من عبارات الثناء لشخصي الضعيف إلا أن المقال مليان دروس و معلومات عن خصوصية عطبرة و تاريخنا و معاناتنا معا فيما يسمى العشرية الأولى السوداء من عمر الإنقاذ، و منها ما أورده في المقال حين كان مكتب صحيفة الحياة بالخرطوم الجسر الذي عبرت منه مقالات و كتب الإمام الراحل السيد الصادق المهدي إلى لندن، و مذكراته التي تشرفت و تحملت الأذى بإعدادها في حلقات لمجلة الوسط اللندنية و تشرف الأخ معاوية بمتابعة إخراجها،
** الأفضل ألا أحول بينكم و مقال معاوية ياسين،
و يكتب معاوية 👇َ
** يا لروعة عنوان المقال الأسبوعي الذي يكتبه الصحفي الشامل المخضرم الأستاذ كمال حامد. (من السبت إلى السبت) ..
** يصلح عنوانا لبرنامج تلفزيوني. وكمال هو أحد صفوة آباء وأبناء الرياضة في تلفزيون السودان، الذي ربما كان أول وظيفة له بعد انتقاله من أتبرا للخرطوم.
** وإبلاء كمال في الصحافة الورقية، والإذاعية ليس بحاجة إلى تفصيل. وقد تشرفت بزمالته سنوات عدة في صحيفة الحياة اللندنية. واعتقد أن كمال حامد لم يجد صعوبة في اقتحام عوالم الإعلام المتعددة، التي لكل منها طبيعته الخاصة، لأن ما اكتسبه من لغة جزلة، وقدرة عالية على الإنشاء والتعبير، نتيجة ما حصده من تعليم في الخلوة، ومدارس التعليم العام، خصوصا اللغة العربية، جعله أهلا لكل المجالات الإعلامية التي ارتادها.
** ولا شك في أن فترة عمل فيها معلما بالمدارس الوسطى، تراكمت خلالها خبراته الإعلامية منذ فترة مبكرة. وكانت عطبرة تغص آنذاك بمراسلي الصحف اليومية، ومجلة الإذاعة السودانية. كما كانت المدينة التي رأت النور في عام 1898 منتدى ثقافيا مفتوحا بجمعياتها الأدبية والثقافية، ونشاطها السياسي والنقابي. وهي أجواء تشبع بها كمال حامد، فأضحى أحد نجومها.
** يمثل “من السبت إلى السبت” واحدا من قلة ممن يمكن للمرء أن يقرأ ما يكتبون. ذلك أن محتواه المتنوع يؤكد أن الرياضة سرقت كمال زمنا طويلا، وحرمتنا من أن نراه يمارس صحافة المنوعات. إذ يكتب كمال تعليقاته المتنوعة على الشأن السوداني والإقليمي والعالمي.
** والأكثر أهمية في مقال الأستاذ كمال حامد بكائيته على من غادروا هذه الفانية من الأهل، والأصدقاء، والنجوم والأقطاب. وهي بكائية لا تقل شأنا ومستوى عن المراثي التي تنشرها الصحف الغربية الكبرى. بكائية تجعلك تدمع مثله حتى لو لم تكن تعرف الفقيد الذي يبكيه كمال حامد.
** هكذا يأتي “من السبت إلى السبت” مزيجا فريدا من الرثاء والتعليق على عدد كبير من مجريات الحياة اليومية للسودانيين.
** قد لا يعرف كثيرون النضال المهني الشاق الذي خاضه كمال حامد ضد العراقيل والحفر التي حفرها له نظام الإنقاذ ليعيق عمله مراسلا لصحيفة الحياة ومديرا لمكتبها في الخرطوم، خلال العشرية الأولى لعنف الإنقاذ واستهتارها بحياة الإنسان. وقد استقطب إبن اتبرا الصحفي الراحل عمر محمد الحسن، الذي كان بارعا في جمع معلومات خبره اليومي. ويتحمل كمال حامد المسؤولية القانونية لما يرسله عمر للصحيفة في لندن.
** صحيح أن الرياضة هي توأم الأستاذ كمال، لكنه لم يغفل علاقاته التاريخية بأقطاب المجتمع سياسيين، وفنانين، ورياضيين، وإعلاميين. وكان قلما عبّر من خلاله رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي، وذلك عبر المقابلات النادرة التي أجراها معه كمال حامد.
** ومن أسف أني لم أحظ بالاطلاع على مذكرات الصحفي الكبير كمال حامد.
وربما كان حظنا كبيرا جدا أننا تمتعنا بكتابات كمال حامد، لأن أزمة تعدد الفضائيات لم تكن موجودة حين عمل كمال حامد مراسلا لصحيفة الحياة، وللقسم العربي بهيئة الإذاعة. البريطانية (بي بي سي)، ومديرا قبل ذلك لمكتب صحيفة الشرق الأوسط في الخرطوم. وهو مجد وشرف مهنيان لم يتفقا لشخص آخر في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة.
** أحيانا أضيق ذرعا بالجزء الذي أسميه “نشرة تمانية” في المقال. وكانت نشرة الثامنة مساء في إذاعة أم درمان تدلف بعد بث الأخبار المحلية لإذاعة الوفيات، شاملة ذوي الفقيد، ومكان وموعد الدفن. ليس خوفا من الموت، أو هروبا منه. كلنا ميتون. لكني أحيانا أخاف من زيادة الأحزان التي يتلقاها المرء كل يوم عما يحدث لأفراد أسرته وأقربائه ومعارفه. لم يبق في المآقي دمع. ويردد الفرد قوله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون).
** لكني لا أعرض عن مقال كمال حامد مطلقا، إذ إن الطريقة المبسطة التي يرثي بها أعزاءه وكبار شخصيات البلاد من تعابير مؤثرة، وسرد لمحاسن فقدائه.. أسلوب لا يمكن لمخضرم مثلي أن يفوّته.
أطيب دعوة بالصحة والعمر المديد للأخ كمال حامد ليواصل إحداث هذه الدهشة في نفوس قرائه.
معاوية يس.
تقاسيم* تقاسيم** تقاسيم*
** (يا أهل طابت طبتم و طابت لكم و بكم طابت) عبارة تاريخية من الزعيم الخالد السيد إسماعيل الأزهري، تذكرتها و قد وصلتني دعوة من النادي و الجالية السودانية بأبوظبي لحفل وداع للاخ الدبلوماسي المتميز القنصل العام إبن طابت الدكتور أبوبكر محمد النور يوم غد الأحد بالنادي السوداني بأبوظبي.
** المسؤول المهموم بأمور من تقع عليه مسؤوليتهم و حين يبدع في عمله يستحق كل هذا الاهتمام، الأخ الدكتور أبوبكر أحس بأن كل فئات الجالية تهتم بوداعه و ليت رؤساءه في الخارجية يقدرون هذا و ينشرونه بينهم،
** بمناسبة طابت و رمزها القنصل الدكتور أبوبكر اجدها فرصة لاحي و اتذكر معارفي و أصدقائي من أبناء طابت، المرحوم الشيخ الدكتور عبد الجبار المبارك، الأخ الاستشاري بالسعودية الدكتور عبد الجبار مالك، رفيق دربي الإعلامي المهذب الأستاذ المكتفي بالله سرور ، الفنان الكبير عماد أحمد الطيب و أسرته الكريمة، و ربما آخرون تتجاوزهم الذاكرة السبعينية.
** الكابتن الكبير المرحوم محمد لطيف يركز في تعليقاته و محاضراته على عبارة (ماحدش ياخد غير مكانه (اللاعب لاعب و الحكم حكم و الصحفي صحفي و المشجع مشجع و المدرب مدرب و الإداري إداري) ليت أخوتنا الزملاء الإعلاميين الذين تحولوا إلى سياسيين ليس بالتعليق فهذا واجبهم و لكن بالمشاركة الكاملة في المؤتمرات و اللجان، و لا أرى في هذا تتمزا للزملاء إنما أراه من ضعف و خيبة السياسيين، ** ما كان سياسيونا العظماء أمثال الأزهري و المحجوب و زروق و ع الله خليل و عبد الخالق محجوب و د. حسن الترابي يرحمهم الله يفسحون للصحفيين كما اليوم و لم يكن لأساتذتنا الصحفيين الكبار إسماعيل العتباني، ع الله رجب، ع الرحمن مختار، بشير م سعيد رحمهم الله و غيرهم وجود سياسي إلا من خلال أفلامهم القوية المؤثرة فقط.
** أؤيد انسحاب المريخ من اللعب التنافسي، و المنطق يؤكد ألا تنافس خارجي إلا بالتنافس الداخلي، أما انسحاب المريخ من لقاء الهلال في تنزانيا فأيدته لأن جهة حاولت بث المباراة تلفزيونيا دون عقد تلفزة مع الفريقين بل لم يناقش الأمر في الاجتماع التقليدي قبل المباراة.
** نكاد ننفجر غضبا و البرهان يصم أذنيه عن تكوين حكومة كفاءات ليتفرغ للمهمة العسكرية و هو القائل في سبتمبر العام الماضي سيعلن عن الحكومة بعد عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك، أظنه منتظر الجمعية في سبتمبر القادم.
** العالم لا يحب حكم العسكر، حتى لو (قلب الهوبة،) و المتربصون بالسودان مستمتعون بهذا الوضع و يتحسرون على بلد قدمت للبشرية تجربة المشير سوار الدهب، رحمه الله،
** الخريف وصل و ليس على الأبواب، ترى كيف ستكون آثاره هذه السنة، في غياب الدولة، طبعا لن يفاجأهم الخريف، كما فاجأ رمضان زميلنا بالتلفزيون الأخ فريد عبد الوهاب حين سألوه عن ضعف برامج رمضان.
** اليوم السبت سأشد الرحال من أبوظبي إلى العين استجابة لدعوة كريمة من أبناء عطبرة بالإمارات، كتبناها مولانا الأستاذ عثمان حسن متى، سليل الأسرة العطبراوية العريقة و الذي وسع العالية لتشمل ماعرفنا من نجوم الرياضة،
** في زيارة الرئيس الإثيوبي آبي أحمد ظهر و البرهان في سيارة واحدة لوحدهما يقودها البرهان، و كما جاء في احد التعليقات أن البرهان قال للسائق انزل و قال لآبي أحمد (أبقى راكب.)
** أن يقود الحاكم السيارة مع ضيف كبير نوع من التلقائية و الحميمية، و يحدث هذا كثيرا و أتذكر يوما و كنت مديرا مناوبا في التلفزيون و هذه مهمة يتولاها بالتناوب مدراء الإدارات ليلا و للفجر، حدث في زيارة الرئيس الجزائري بوتفليقة و أقيم له حفل بقاعة الصداقة غنى فيه كابلي جزءا من رائعتيه آسيا و أفريقيا و بها تحية للشعب الجزائري ثم أغلى من لؤلؤة بضة، و هي لمجاهدة جزائرية،.
** بعد منتصف الليل جاءني أحد موظفي المراسم بأنه يود الأشرطة الخاصة بالحفل للرئيس الجزائري الذي سيغادر فجرا، و أضاف أنه بالخارج الآن، لم أصدقه و حملت الأشرطة لأجد السيارة يقودها البشير و بجانبه بوتفليقة، سلمت عليهما و دونت ذلك في تقريري..
** و أيضا سمعت بقصة مشابهة في الدوحة إذ كان الأمير السابق حمد بن خليفة يقود السيارة مع الرئيس المصري مبارك، و مرا على بنيان مما نسميه (صندقة) و عليها لافتة و شعار قناة الجزيرة، و علق مبارك هي دي الكبريتة التي تعذبنا منها قناة الجزيرة.؟
** في هذا الأسبوع خطف الموت منا اثنين من الرياضيين الأول صديقنا اللاعب الإداري فيصل محمد أحمد لاسكو، و مدرب المريخ السابق المصري أحمد رفعت، رحمهما الله و رحمنا و إنا لله و إنا إليه راجعون.
** نلتقي إن شاء الله السبت القادم إن كان في العمر بقية،