لقد استمعت إلى المحاضرة مرتين، وكانت محاضرة قيمة وعميقة وهادفة، والبروف عزالدين معروف بغزارة العلم وسلاسة الأسلوب وترتيب المعلومات وربط الأحداث والوقائع.
المحاضرة بالنسبة لي كانت مفيدة وخرجت منها بالآتي :
أولا: أن ما يحدث في بلادنا الآن هو نتيجة لتراكم أزمات لها ارتباط بأسباب متجذرة في المجتمع والجغرافيا والتاريخ البعيد.
ثانيا: وقعنا ضحية للمدارس التاريخية التي دونت تاريخ السودان من زاوية مصالحها التي تتعارض مع المصلحة السودانية، وأن معظم المؤرخين السودانيين استمدوا معلوماتهم ومناهجهم من تلك المدارس غير المنصفة.
ثالثا: مفهوم الدولة في السودان ارتبط بالظلم والتحيز والإقصاء والقهر للمواطنين ولذلك، هنالك رفض في العقل الجمعي السوداني للخضوع السلطة الدولة.
رابعا : التاريخ المتجزئ جعل السودانيين مقسمين بين هويات قبلية وجهوية وطائفية وأيديولوجية اعاقت تشكل هوية سودانية جامعة لكل أهل السودان.
خامسا: هيمنة ثقافة الرق جعلت السودانيين ضحية الاستعلاء، والاقصاء، وكراهية العمل، وتضخيم الذات، وهي العوامل التي جعلت الصراع الصفري ملازما لهم.
سادسا: النظرة الخاطئة للذات وللآخر جعلنا نعزي كل أسباب فشلنا للخارج وللمؤامرات وتغاضينا عن محاسبة أنفسنا وتصحيح أخطائنا.
سابعا: لتجاوز الواقع المرير هذا، مطلوب منا أن نغير ما بأنفسنا ونتواثق على رؤية تبدأ بتكريم الإنسان وحب العمل واحترام التعددية والاستفادة من تجارب الآخرين في ابتكار آليات التداول السلمي للسلطة وصيانة الحرية وحقوق الإنسان… إلخ.
أعتقد أنها محاضرة مهمة تضعنا أمام مسئولياتنا لبدء قراءة صحيحة لأسباب أزمتنا ومعالجتها لنخطو نحو المستقبل بوعي وتعاون وجدية.