انتهى الموسم الكروي للعام 2024 للمنتخبات والأندية الأوروبية وبدأ الحديث حول من هو اللاعب الأكثر استحقاقا لجائزة الكرة الذهبية لموسم 2023-2024.
جائزة الكرة الذهبية هي الهدف الأسمى لكل نجوم العالم وهي الجائزة الأهم بالنسبة لكثيرين، رغم أنها في آخر أربع سنوات بدأت تفقد بريقها الإعلامي وبدأ البعض يشكك في مصداقيتها نسبة لتضارب الآراء حولها وماهية المعايير التي تقاس بها أحقية الفائز بالذهب. ولعل المتسبب الأول في هذه البلبلة الإعلامية هو البرغوث الارجنتيني ليونيل ميسي الذي حير عقول الملايين حينما توج بهذا الذهب في السنة الماضية.
ربما هذا الموسم هو من أكثر المواسم التي رشح فيها لاعبون، وتفاوتت نسب الترجيح بين هذا وذاك، لأننا اعتدنا ولأكثر من عشر سنوات على لاعبين اثنين فقط هما المهيمنان على هذا التنافس. أما في الموسم الحالي فهناك كثير من اللاعبين الشباب الذين قدموا موسماً كروياً يستحق أن يتوج بالكرة الذهبية سواء أداء فردي أو انجاز جماعي من خلال التتويج بعدد من الألقاب.
وعندما تذكر الألقاب يذكر ريال مدريد النادي الذي حصد في بداية الموسم كأس السوبر الأوروبي، والسوبر الإسباني، وختم موسمه بالدوري، ودوري أبطال أوروبا لذا حق له أن يكون صاحب النصيب الأكبر من المرشحين. فتجد في المركز الأول فينيسيوس جونيور الجوهرة البرازيلية الذي قدم موسماً خرافياً من ناحية الأداء الفردي والجماعي، حيث ساهم ب 30 هدفاً في الموسم ما بين الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكان هو رجل الحسم في نصف نهائي ونهائي دوري الأبطال ضد الجراد الأصفر بوروسيا دورتموند الألماني.
المرشح الثاني من النادي الملكي هو الجوهرة الإنجليزية جود بيلينغهام النجم الذي صنع الكثير من الضجة الإعلامية في الموسم المنصرم، وأحدث المفاجأة كونه أتى الريال كلاعب خط وسط و فاجأ العالم بأن أصبح هداف الملكي بتسعة عشر هدفاً في الدوري في غياب المهاجم الفعلي للفريق، بل لعب دور المنقذ و اللاعب صاحب الأهداف الحاسمة في كثير من مباريات الموسم، غير أنه لم يكن بذات الفعالية في مباريات دوري الأبطال ذات الحساسية العالية والأهمية الأكبر مما قلل من فرص نيله لهذه الجائزة، وأيضاً لا ننسى خسارته لنهائي اليورو أمام اللاروخا منتخب إسبانيا.
وعلى سيرة اليورو يأتي اللاعب الثالث من صفوف الريال وأحسن أظهرة العالم داني كارفاخال الذي حصد كل ما هو ممكن في الموسم الكروي وكان ختامه يورو 2024 مع المنتخب حيث قدم اداءً عالياً في الجانب الدفاعي والهجومي مما دفع الكثيرين للمناداة بأن يكون صاحب الكرة الذهبية.
زميله في المنتخب ولاعب السيتيزنس مانشيستر سيتي أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم حالياً رودريغو أو رودري من اللاعبين الذين يستحقون هذه الجائزة منذ العام الماضي، وهو اللاعب الوحيد في هذه القائمة الذي يحظى بجماهيرية نقية لا يعكرها تعصب ولا يشوبها كره، ولأنه قدم موسماً عظيماً فحري به أن يتوج بلقب فردي.
وآخر لاعبي قائمة الخمسة المرشحين للكرة الذهبية هو الألماني توني كروس الذي قرر الاعتزال وهو في ذروة مستواه الفني، وأكثر اللاعبين فعالية مع النادي الملكي. اللاعب الذي أتى لريال مدريد بكل هدوء وخرج منه بضجيج يملأ قلوب وحناجر الجماهير الملكية، وحصد كل ما هو ممكن في عشر سنوات، ختم مسيرته بلقب دوري الأبطال السادس والخامس له مع ريال مدريد، كان أحد اعمدة الفوز بالألقاب مع الفريق وقدم موسماً رائعاً، ولكن في اعتقادي أنه إذا توج بالكرة الذهبية فسيكون الأمر عاطفياً أكثر من كونه استحقاقاً، فهنالك من هم أجدر منه بهذه الجائزة.
من وجهة نظري المتواضعة أنه طالما أن هذه الجائزة فردية فالأداء الفردي له النصيب الأكبر من الحظوظ، فينيسيوس جونيور كان من اللاعبين الأكثر مراوغة في هذا الموسم إن لم يكن أكثرهم، ومن أفضل اللاعبين متعة للعين وهذه هي فاكهة كرة القدم الحقيقية التي نفتقدها في هذا الجيل. ومن الناحية الجماعية فهو من أكثر اللاعبين حصداً للألقاب مع ناديه، لذلك أرى أنه الأكثر أهلية لنيل الكرة الذهبية.
من يا ترى سيكون صاحب الكرة الذهبية لهذا الموسم وهل سنرى مفاجآت أخرى مثل العام الماضي تكون مادة للتشكيك في مصداقية الجائزة عبر منصات التواصل الاجتماعي والصحف ؟ أم أنها ستذهب لمن يستحق؟ وما هي المعايير التي ستقاس بها الجائزة في هذا الموسم.
ننتظر.