من المؤكد أن حربنا التي تُدار بأجندة مابعدها يتعقًد حلها وتشتد صعوبته لأن المتنافسين فيها والخائضين لها لا ينظرون إليها من جانب هلاكها ودمارها لكل شيء: الأرض والأرواح والعرض والممتلكات والواقع يحكي ذلك، وإنما بماذا يكسبون بعدها ولا هم لهم إطلاقاً بمن يموت أو يحيا أو يخسر .. ولا عجب بمن يقول أنهم لن يُقفونها حتى وإن استمرت مئة عام ومن هنا يتضح حلمهم بأن يتحقق هدفهم المنشود بعد الحرب وهو البقاء في السلطة ودحر العدو وهزيمة المعارضين لهم ولا شك أنهم أيضاُ يهتمون بما يكسبون بعد الحرب وهم تقدم أو الحرية والتغيير ومن معهم من أصحاب الاتفاق الإطاري الذي يهدف إلى حكم مدني يستبعد الجيش منه ويذهب للثكنات ويقوم بمهامه الأمنية والعسكرية وحراسة الحدود..
ومن واقع الحرب وتصلبها واستصعاب توقفها وحل مشكلتها أن الجيش يجد الدعم والمساندة من التابعين لنظام الإنقاذ السابق والإسلاميين من المدنيين والعسكريين الذين ينادون بعدم وقف الحرب والحوار مع الدعم السريع إلا إذ استسلم وأزعن لمطالبهم وهناك من يرى منهم أنه لا مانع أن يتم نسيان كل شيء وعفا الله عما سلف إذا جنح الدعم السريع للسلم ورجع إلى حضنه وانتصر الجيش الذي من خلاله سيعودون إلى السلطة بمعاونته لهم..
ومن نظرة المتحاربين من جميع الأطراف إلى المكسب من ما بعدها والتي ليس من أولوياتها إيقاف الحرب لإنقاذ المواطنين من خسارتهم في الأرواح والممتلكات والأعراض وإحلال الأمن والسلام ومن حرب بين المتنافسين على السلطة وليس لهم فيها ذنب يتضح تماماً أن حلها صعب المنال في القريب العاجل وإن كثرت المنابر والاجتماعات لأنها حرب نشبت للبحث عن السلطة والمكسب السياسي وليس عن ظلم وضرر أصاب المواطنين من حاكم رفضوه وقاموا بالتظاهر ضده كما في اليمن وسوريا وليبيا والعراق التي بقيت مشكلتها سنين إلى اليوم بلا حل رغم ذلك.. فكيف يتم حل مشكلة حربنا التي نشبت بين جيشين كل منهما يرفع السلاح للآخر وإلى متى؟ وهناك من يقول لا حوار بتاتاً.. وهل يصدق فيها قول من قال لن نوقفها ولو استمرت مئة عام تعنتاً وإصراراً على عدم النظر والحذر لمآلاتها وضررها على الوطن والمواطن.
نختم بأن الحكمة والروية والوطنية ومصلحة الوطن والمواطن غائبة تماماً عن المصرين على استمرار هذه الحرب وإن قضت على كل شيء والوطن ذاته…