وصف رمضان نويصر الخبير الأممى مستوى انتهاكات حقوق الإنسان في السودان فى ظل الحرب بالمرعب.خلص الخبير الأممى إلى نتائج مرعبة من خلال زيارته إلى السودان ولقائه بالمسؤلين الحكوميين وبالنازحين فى مدينة بورتسودان وسماعه لقصص رواها النازحون تدمي القلوب..
جدير بالذكر أن الخبير الأممى المعين من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أواخر عام 2022 لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان فى السودان عقب انقلاب أكتوبر2021 قد مددت ولايته لتشمل توثيق انتهاكات حقوق الإنسان بعد نشوب الحرب فى السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع فى أبريل 2023.
لقد شهدت الحرب الدائرة الآن والتى تجاوزت الخمسة عشر شهراً انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتجاوزات فظة للقانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان الدولية والإقليمية تمثلت فى انتهكات لكافة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحق الحياة كحق أصيل للبشر، ولقد رصدت هذه الانتهاكات ووثقت من جهات عديدة ذات صلة بمجريات الحرب داخلية وخارجية.
لقد مارس طرفا الحرب انتهاكات مرعبة حسب وصف الخبير الأممى من خلال بيان صحفي وصف فيه الانتهاكات اللإنسانية المتمثلة فى منع دخول المساعدات الإنسانية وممارسات القتل على أساس الهوية والقتل خارج نطاق القانون وانتهاكات حقوق الموتى وقتل الفارين من جحيم الحرب وانتهاكات حقوق الأسرى ونهب الأموال والمقتنيات والممتلكات والاغتصاب ….الخ وتجاوزت الانتهاكات الإنسان إلى الحيوان بالقتل.
تمادى طرفا الحرب فى الممارسات اللإنسانية باستهداف المدنيين بالأسلحة المتفجرة والمدافع والطيران والمقذوفات فى المناطق المأهولة بالسكان، الأمر الذى شكل انتهاكا صارخاً لقوانين الحرب الداعية لحماية المدنيين وشكلت التجاوزات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب المحاسبة عليها وعدم تجاهلها وعدم سقوطها بالتقادم.
فى إطار توثيق الخبير الأممي في تقريره المقدم لمجلس حقوق الإنسان دعا الخبير الأممى طرفا الحرب إلى ضرورة مراعاة حقوق الإنسان فى ظل الحرب فى جوانب عددها فى عدم استخدام الأسلحة شديدة الخطورة والتفجير فى أوساط المناطق المأهولة بالسكان،وفى أهمية حماية المدنيين وعدم استخدامهم وقوداً للحرب،وكذلك دعا إلى أهمية فتح مسارات آمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية المتعلقة بالغذاء والدواء،وفى جانب آخر دعوة الجهات التي تمد طرفي الحرب بالامتناع عن إمداد الطرفين بالسلاح.
لقد امتدت الانتهاكات إلى كافة مناحي الحياة بالنسبة للإنسان السوداني اقتصاديا بإنعدام فرص العمل وتوقف كافة المشاريع الإنتاجية وارتفاع معدلات العطالة والفاقة،واجتماعيا بانتشارالظواهر السالبة وتفسخ الحياة الاجتماعية،وانتشار خطاب الكراهية وتنامي الخطاب العنصرى،وثقافيا بتعطل وتدمير المؤسسات ومصادرة حق التعليم قسراً للأطفال والشباب وحشدهم فى الاستنفار والأجندات الحربية لطرفي النزاع.
إن استمرار الحرب سيلقي بأعباء كبيرة على أوضاع النازحين واللاجئين الذين تجاوزت أعدادهم العشرة ملايين وسيعدم فرص الحياة لشعب السودان بعد أن دمرت الحرب كل مقومات الحياة وستبدد فرص التنمية والتقدم لسنين قادمة وهذا يستوجب على طرفي الحرب التحلي بالإرادة الوطنية والامتثال لإرادة الشعب بالوقف الفوري للقتال والدخول في مفاوضات جادة تؤسس لعودة الحياة المدنية الديمقراطية ووقف انهيار الدولة الوشيك.