باريس التي كانت عاصمة النور و الثقافة و المفكرين صارت عاصمة الإباحية و المثلية و لكنها أمس الجمعة السادس و العشرين من يوليو ستتحجب و تتأدب و تتشرف بارتداء مبادئ الميثاق الأولمبي، و افتتحت الدورة الأولمبية و أوقدت الشعلة الأولمبية التي انطلقت من جبل أوليمبس باليونان،
** الجبل الأولمبي الذي شهد انطلاق أول دورة في ١٨٩٤م هو نفسه الذي كتب عنه الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم و غناه الأستاذ حمد الريح، رحمهما الله (و أنا في قمة الأولمبي جالس و حوالي العرائس يا مريا ).
** تابعت استعدادات فرنسا، آسف باريس لان الاستضافة تمنح للمدن و ليس الدول مثل كأس العالم و النهائيات الرياضية – تابعت استقبال الدورة و أحسست بأنها ستكون الأفضل و الأعظم، خاصة حفلي الافتتاح حيث توقد الشعلة، و الختام حيث تطفأ بعد وصول بطل العالم في العاب القوى أو الماراثون العالمي،
** باريس تصر بأنها الأفضل و الأروع، و هي كذلك لأن حفل الافتتاح أمس لم يكن تقليديا داخل الاستاد الرئيس إنما كان تاريخيا و استثنائيا على نهر السين و في الهواء الطلق،
** باريس انضمت للمدن التي تميزت، بإقامة حفل الافتتاح على النهر مع شمس الغروب على برج إيفيل و تميزت برلين بدخول التلفزة و دورة لوس أنجلوس التكنولوجيا الحديثة،
** حمل علم بلاده الرياضيون المتميزون منهم إبن جبال النوبة البطل معتز عيسى برشم يحمل علم قطر و حامل ذهبية دورة طوكيو الأولمبية في الوثب العالي (متران و ٧٣ سنتمترا) ما شاء الله تبارك الله، و سيدافع عن لقبه محاولات رقما جديدا، و أعلن أمس أن باريس ستكون آخر مشاركاته الأولمبية،
** للسودان ذكريات مع الدورات الأولمبية، أبرزها دورة بيكين بالصين ٢٠٠٨م حين حققنا أول ميدالية في تاريخنا بواسطة البطل إسماعيل أحمد إسماعيل حامل فضية سباق ٨٠٠ج متر، و كنا الأقرب لميدالية أخرى بواسطة البطل أبوبكر كاكي و كذلك خذلنا بطل العالم الكشيف حسن في دورة لوس أنجلوس ١٩٨٤م حين هزمه البطل البريطاني استيف أوفيت و ثار لهزيمته من الكشيف في بطولة العالم بروما قبل شهرين، ،و كذلك حرمتنا مقاطعة دورة موسكو ١٩٨٠م بسبب احتلال السوفيت لافغانستان من ميدالية مضمونة لبطل العالم خليفة عمر،في سباق ١٥٠٠ متر،
** من ذكرياتنا الأولمبية مشاركة منتخبنا لكرة القدم في دورة ميونيخ ١٩٧٢،بفريق ذهبي بقيادة الكباتن جكسا و كمال عبد الوهاب ع عبد العزيز عبد الله و قاقارين و حسبو ، و لكن لم نوفق و لكن بعثتنا اهتم بها الإعلام لأنها كانت مجاورة في القرية الأولمبية للبعثة الإسرائيلية التي احتحزها الفدائيون الفلسطينيون فيما عرف بأيلول الأسود، و كان الوسيط ما بين الفدائيين حسب طلبهم و الأمن الألماني حكمنا الدولي المرحوم أحمد قنديل، و لما جاورته في بري كنت أساله عن ذلك الحدث و يرد بطريقته المميزة (ما تجيب لي سيرته هي كانت جنس شبكة بس ربنا مرق رقبتي)،.
** نلنا شرف عضوية اللجنة الأولمبية الدولية بواسطة المرحوم الدكتور عبد الحليم محمد ١٩٦٨م في مكسيكو سيتي و كان أول أفريقي و تولى رئاسة اللجنة الطبية.
** كذلك نلنا عضوية اللجنة الأولمبية الدولية بواسطة المرحوم زين العابدين محمد أحمد عبد القادر، و جمدت اللجنة عضويته بعد اتهامه و محاكمته بالسجن عقب انتفاضة ١٩٨٥ م و لكنها أعيدت في ١٩٩٠م بعد إطلاق سراحه و بعد تحركات واسعة من صديقه سمو الأمير فيصل بن فهد و كنت شاهدا عليها،
** من الشخصيات السودانية التي عملت في لجان الدورات الأولمبية السادة الدكتور عبد الحليم محمد و كمال شداد في لجان منشط كرة القدم و السيد حسن عجباني و المهندس صديق أحمد إبراهيم في منشط العاب القوي،
** لنا شرف لا يمكن تجاوزه في تغطية الدورات الأولمبية و و بثها لكل الدول العربية بواسطة اتحاد الإذاعات العربية الذي تأسس في السودان ١٩٦٩م و كان البروف على شمو أول رئيس له و بعد انتقاله لتونس كان لنا وجود هو الأكبر من خلال مديره العام المهندس عبد الرحيم سليمان الذي لا يزال في موقعه رغم إنتهاء فترته و كذلك المدير المالي و القانوني الأستاذ السنجك محمد سيدأحمد،
** و أحمد الله فقد تشرفت بالعمل رئيسا للجنة الرياضة بالاتحاد منذ العام ٢٠٠٠م حتى العام ٢٠١٤م و من خلال هذا الموقع ساهمت في قيادة الفريق العربي الإعلامي الموحد في دورات سيدني ٢٠٠٠م و أثينا ٢٠٠٤م و بيكين ٢٠٠٨م و لندن ٢٠١٢م و أخيرا في ريوديجانيرو في البرازيل ٢٠١٦م حيث كان التقاعد و التكريم و الاعتزال، و أصدرت كتابي الأخير (نصف قرن بين القلم و المايكرفون ١٩٦٦م – ٢٠١٦م) و الحمد لله
** كان اتحاد الإذاعات العربية يتعاقد مع اللجنة الأولمبية الدولية بمبلغ َمعين يتم تقسيمه على كل الدول بنسب متفاوتة
قد تصل للمجان و يتولى الاتحاد عبر الفريق العربي الموحد البرامجي و الهندسي التغطية و التعليق و التحليل و البث المباشر عبر العديد من القنوات، و استمر هذا الوضع حتى دورة ريوديحانيرو ٢٠١٦م لأن اللجنة الأولمبية كانت ترفض ما يعرف الآن بالحق الحصري و البث لمن يملك، متعللة بأن الميثاق الأولمبي يمنع الاحتكار و لكن تحت ضغط المال و الدولار و اليورو، لم يمنع و ذهبت الدورات للمحتكرين منذ دورة طوكيو السابقة ٢٠٢٠م و دورة باريس الحالية ٢٠٢٤م، و لا أحد يشاهد إلا من يشتري، و كما قال مرة أحد كبار ممتلكي القنوات الضخمة و كنت أسميها الغول قال مرة في تصريح مسجل (اللي معهوش ما يلزموش).
** استمتع بحفل الافتتاح الكبير أمس من باريس و بالمناسبة كان في القنوات المفتوحة و كذلك الحفل الختامي، و ما عدا ذلك اللي معهوش اشتراك ما يلزموش. و حسبنا الله.
** لاكتمال الفائدة استعنت بالأخ الأستاذ الخبير الأولمبي أبوعبيدة البقاري. جزاه الله خيرا، أرسل لنا ما يلي :👇
: ** عندما تم تأسيس الألعاب الأولمبيه الحديثة وبالتالي اللجنة الأولمبية الدولية في يوم 23 يونيو 1894 في جامعة السوربون التي شاركت في اجتماعها الأول 13 دولة بدعوة مؤسسها البارون الفرنسي كوبرتان ،،تقرر إقامة أول دورة في مهد الأولمبياد باليونان ،،واستضافتها مدينة أثينا (6-16 أبريل 1896) في الملعب الأولمبي البيضاوي الذي يسمي بنثناكيوس ويسمي أيضا مرمرونً لانه بُني بحجارة المرمر ،،
** الدوره الثانية استضافتها (باريس – فرنسا عام 1900)الدوره الثالثة مدينة سانت لويس -أمريكا 1904،،الرابعة (لندن 1908)الخامسة أستكهولم 1912،، لم تقام نسبة للحرب العالميه الأولى،،الدورة السادسة 1920(أنتويرب -بلجيكا)وهي الدورة التي تم فيها رفع العلم الأولمبي وترديد النشيد الأولمبي (يامن في السماء أنرنا بنورك في الأرض) الدوره السابعه (باريس -فرنسا 1924)لذلك تُعتبر الدورة الحالية 2024 مئوية الأولمبياد الفرنسي ،،
** الدورة الثامنة (1928 امستردام -هولندا )الدورة التاسعة (لوس انجلوس 1932)الدورة العاشرة (برلين المانيا-1936)
** الدوره الحادية عشر (لندن -1948)الدورة الثانية عشر (هلسنكي 1952)الدورة 13-ملبورن 1956)الدورة 14 روما 1960(أول مشاركة السودان) الدورة 15-طوكيو 1964،،الدورة 16-مكسيكو سيتي 1968وهي الدورة التي انتخب فيها د/حليم عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية كأول أفريقي
** الدورة 17-ميونخ – المانيا-1972وحادثة منظمة أيلول الأسود واعتدائها علي القرية الاولمبية ،،
** مونتريال -كندا 1976وهي الدورة التي قاد فيها د/حليم الانسحاب بعد وصولهم وتبعته 23 دوله احتجاجاً على ممارسة الفصل العنصري
** موسكو 1980،،أيضا قاد د/حليم الانسحاب احتجاجاً علي غزو الاتحاد السوفيتي لدوله أفغانستان،
** تقاسيمتقاسيم تقاسيم**
** السادس و العشرين من يوليو، شهد عدة أحداث و يخلده أخوتنا المصريون باطلاقه على العديد من الشوارع و الجسور، لانه كان يوم تنحية الملك فاروق ملك مصر و السودان بعيد ثورة يوليو،
** و على المستوى الشخصي فهو يوم مولدي ١٩٤٩/٧/٢٦م نعم ٧٥ و يوبيل ذهبي و الحمد لله.و رفض إبني الأصغر محمد إقامة احتفالية اليوبيل الماسي للأسرة باعتبار أن ذلك حرام.
** تمر مئوية ثورة اللواء الأبيض ١٩٢٤م بقيادة الأبطال على عبد اللطيف و عبد الفضيل الماظ و صالح عبد القادر و عبيد حاج الأمين رحمهم الله تمر الذكرى دون أي إشارة، السبب معروف.
** الدعوة التي انطلقت أول أمس بجنيف لحظر السلاح لكل السودان، و طبعا الغرض المرض واضح المقصود جيشنا، لأن مجلس الأمن حظر في ٢٠١٣م دخول السلاح دارفور و النتيجة تحول دارفور لأكبر مستودع للسلاح، و طبعا لا أحد يسأل كيف تحولت دارفور لأكبر ترسانة سلاح رغم الحظر.
** يصرف الهلال و المريخ ملايين الدولارات للإعداد للبطولة الأفريقية و لا يقتنعان بأن أي إعداد بدون اللعب التنافسي ضرب من الهبل، ليتهم يحولون جزءا بسيطا من هذا المال السائب للاعبيهم القدامى الذين وصل ببعضهم الحال للتسول و طلب العلاج،
** تجددت الأحزان و التلفزيون ينقل كشف قبر الأخ المصور التلفزيوني المهذب عصام مرجان داخل منزله بأمدرمان و تشييعه لمقابر أحمد شرفي،
** فقدنا هذا الأسبوع النجم الكبير محمد محمود حموري الكبير بمدني و هو الشقيق الأكبر للنجم الراحل معتصم محمود حموري، و انتقل لجوار ربه الفنان المسرحي الكبير نبيل متوكل في القضارف بعد معاناة طويلة، رحم الله موتانا و رحمنا و إنا لله و إنا إليه راجعون.
** قد نلتقي السبت القادم إن كان في العمر بقية.