عندما قلنا إن المهام المنتظرة بعد وقف النار كبيرة لإعمار ما دمرته الحرب لم نكن نعني إعمار المباني فقط لأن الأهم حقيقة هو إعمار العلاقات الإنسانية بين مكونات النسيج السوداني وتحقيق السلام المجتمعي.
هذه المهمة صعبة ومعقدة لكنها ضرورية لتأمين السلام وحمايته من الانقلابات العسكرية والانتكاسات السياسية لذلك أكدنا مرارا أهمية تنفيذ عملية التسريح وإعادة الدمج في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
عندما نقول عملية التسريح وإعادة الدمج فإننا لانعني بذلك إجراء تغييرات فوقية في قيادة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ولانعني بالطبع توريثها للقوات غير النظامية .
لذلك ظللنا نؤكد أهمية جمع السلاح من كل القوات غير النظامية كمقدمة ضرورية لتنفيذ عملية التسريح وإعادة الدمج وذلك يتطلب درجة قصوى من الوطنية والتجرد لتعزيز قومية واستقلالية ومهنية القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لذلك لابد من التراضي بصدق على دفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي الأمني والعسكري.
هذا يتطلب أيضا حراكا سياسيا وسط الأحزاب الديمقراطية بمشاركة فاعلة من الشباب والكنداكات لتحقيق الإصلاح السياسي والحربي الأهم لتعزيز وحماية الديمقراطية .
كذلك لابد من حراك سياسي وسط الإتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدني بمشاركة فاعلة من الكنداكات والشباب والتسامي فوق الخلافات والأطماع لتحقيق السلام المجتمعي بين مكونات النسيج السوداني وتنقية أجواء التنافس السياسي من كل أنماط العصبية الاثنية والمناطقية لضمان ديمومة الديمقراطية.