استضاف الصحفي شوقي عبد العظيم بمنصة استقصائي التي يقدمها على (فيس بوك) السبت، الصحفيين والمحللين السياسيين وائل محجوب محمد صالح، وعثمان فضل الله، للحديث وتقديم إيضاحات مهمة عبر حلقة بعنوان “بين جنيف وجدة… أين تضع الحرب عصا الترحال”.
موقف يتبلور
قال وائل محجوب محمد صالح الصحفي والمحلل السياسي إن حل التفاوض بين طرفي الحرب الدائرة حاليا في السودان وهما الجيش والدعم السريع، هو الحل الأقل تكلفة، منوها إلى تبلور موقف دولي وإقليمي كبير بالنظر إلى التحركات الدولية الجارية الآن معتبرا أن كل ذلك يشكل أضخم موقف لوقف الحرب منذ اندلاعها في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م وهو في حالة تجميع لكل المبادرات السابقة والقوى الساعية لوقف الحرب.
حجة الجيش
وحول صلاحية الرجوع لمنبر جدة قال محجوب إن هناك حديث كثير عن تنفيذ ما تم التوافق عليه في جدة، ولكن نجد أن هذا الحديث تجاهل حقيقة أساسية وهي أن اتفاق جدة نفسه مؤسس على توقيع وقف إطلاق النار وبالتالي مافي أي مجال لتنفيذ بنود جدة مالم يتم وقف إطلاق النار.
وأضاف محجوب كانت هناك حجة لدى الجيش ومن أسباب رفضه للتفاوض مع الدعم السريع، وهي خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين، منوها بأن هذا الكلام غير موجود في اتفاق جدة والاتفاق المعلن عنه بشكل رسمي لم يشترط في إجراءات بناء الثقة خروج الدعم السريع من منازل المواطنين.
حجر الزاوية
وتوقع محجوب في حديثه لبرنامج استقصائي أن المحادثات المزمعة بين الجيش والدعم السريع بمدينة جنيف السويسرية في ١٤ أغسطس ٢٠٢٤، توقع أنها لن تبدأ من الصفر وأن حجر الزاوية الأساسي فيها ماتم التوقيع عليه في من إعلان مبادئ في مفاوضات جدة وسيكون اتفاق جدة هو الأساس الذي يبني عليه التفاوض في جنيف.
وأوضح الصحفي والمحلل السياسي أن محادثات جنيف ستناقش وقف العدائيات وصولا لاتفاق وقف إطلاق نار شامل، وكذلك الأعمال الإنسانية.
ولفت إلى أن عملية وقف العدائيات التي ستؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم هي عملية عسكرية فنية لأن كل المحاولات السابقة باءت بالفشل في وقف إطلاق النار، وعليه فوقف إطلاق النار هي عملية ذات طبيعة مختلفة، تعتمد على رغبة المتقاتلين وإنفاذ هذه الرغبة، ووجود لجنة المراقبة، فضلا عن الشق الثاني المتعلق بالوضع الإنساني.
الطرف الثالث
من جهته يرى الصحفي والمحلل السياسي عثمان فضل الله أن الرجوع مرة أخرى للتفاوض بعد عام ونصف من الحرب بالرغم من وجود جولات تفاوض كانت في بدايتها، يرى فضل الله أن ذلك يعود إلى أنه هذه الحرب حتى قبل أن تندلع كانت كل التقارير حتى الاستخباراتية منها تقول إن الحرب إذا اندلعت فسيكون عدد القتلى المدنيين ما بين (٨-١٠)ألف شخص وبالتالي لم يكن هناك تحمس للقتال ومن الممكن أن نقول أن القوات المسلحة كانت غير راغبة في استمرار الحرب باعتبار أنها فوجئت بالطلقة الأولى مثلها مثل الطرف الآخر المتمثل في الدعم السريع.
وأضاف فضل الله كلما نعرف أن الطلقة الأولى خرجت من الطرف الثالث الذي كانوا يحدثوننا عنه.
الإسلاميون وإفشال مفاوضات جدة
تابع الصحفي والمحلل السياسي عثمان فضل الله حديثه قائلا: في بدايات الحرب كانت هناك مفاوضات في جدة وظهر بعد ذلك الطرف الثالث وضغط من أجل إفشال المفاوضات وعرقلتها وذلك بنفوذه الكبير في القوات المسلحة وبعد ذلك ظهر قائد كتيبة البراء وقال إنهم “حيبلغوا للقائد العام للقوات المسلحة والتبشير بالنصر”، منوها بأن هؤلاء طرحوا مشروع سياسي متمثل في عودة الإسلاميين للسلطة، وبعد ذلك شهدنا الهجوم على الحرية والتغيير والحديث عن أنها كانت تعد مع الدعم السريع للحرب، وتم الترويج لروايات جاهزة ومصممة من غرفهم الإعلامية، وبالتالي أصحاب هذا المشروع هم من يريدون استمرار الحرب .
وأوضح فضل الله أن المجموعة الإسلامية الموجودة داخل الأجهزة العسكرية بشكل عام، قادرة على التأثير على القرار داخل القوات المسلحة وهي لديها مصلحة في استمرار الحرب، فضلا عن من صنعوا أوضاعا معينة في ظل الحرب، بالإضافة إلى المجموعات التي تنتحي منحى عنصري.
عدم السيطرة
وحول حرص الدعم السريع على التفاوض، قال فضل الله إن ذلك مرده حرص قيادة الدعم السريع على وقف الحرب، لتخوفها من عدم السيطرة على قواتها وأن لا تنصاع لأومرها.
وتسائل فضل الله هل سيلتزم الدعم السريع بوقف إطلاق النار؟