لكزة.. خروج المثقفين من دائرة الفعل والتأثير

لكزة.. خروج المثقفين من دائرة الفعل والتأثير
  • 30 يوليو 2024
  • لا توجد تعليقات

أ. د. عبدالله محمد الأمين

منذ حراك ثورة ديسمبر اعتلى ساحة الفعل ما وصفهم الحديث النبوي بالرويبضات وهم التافهون الذين ينطقون في أمر العامة ويقررون في شأن الناس…. ثم بعد أكتوبر 2021 جاء الجيش وجربندية الحركات وجوقة الضباط الاداريين وكتبة الخدمة المدنية ليقودوا الناس بعقول كليلة وأحلام زلوطية فغابت هيبة الدولة و تساقطت الولايات تحت وقع تاتشرات الدعم السريع وتشرد المواطنون… يطحنهم الفقر والمرض والقتل وانتهاك الكرامة…
غاب المثقفون عن الساحة وتركوها لعساكر الجيش والدعم وجربندية الحركات وجوقة الضباط الاداريين حكام الولايات وكتبة الخدمة المدنية وزراء الوزارات… وصارت الدولة تتدحرج نحو الهاوية حتى صارت مضرب المثل في الفشل… وانهار كل شئ،،، السياسة. التعليم. الاقتصاد… الجيش… البوليس…
انزوى المثقف يلعق جراحه كغيره من المواطنين البسطاء… وضاعت الشهادات والألقاب العلمية هباء منثورا… فلا المعلم معلم ولا المهندس مهندس ولا الدكتور دكتور ولا البروف بروف… ومادام الأمر هكذا فلا وجيع اذن على إغلاق المدارس والجامعات… ولا وجيع على تدهور الاقتصاد.. ولا وجيع على غياب التخطيط الاستراتيجي..ولا وجيع على غياب الخدمات الصحية..ولا وجيع على غياب الوزن السياسي للبلد…
الذي دمر البلد وقطع حلقوم العمل السياسي والخدمة المدنية هو تجاهلها لقيمة العلم والكفاءة فأوسدت أمور ادارة الدولة للفاقد التربوي فوصل تاجر الحمير والمخزنجي لمنصب نائب الرئيس في سنوات التيه الأخيرة بينما الكفاءات العلمية في أدنى درجات الخدمة المدنية يلوكون لالوب الصبر ويتحينون الفرص للهروب من بلد يتحكم في مصائرها اللصوص والقتلة وأشباه الرجال…

لا أمل في مستقبل وبلد مستقر ومزدهر وآمن إلا بوجود حكومة كفاءات وطنية لها القدرة على التخطيط …. وقيادات مستنيرة لقيادة دولاب الخدمة المدنية والعمل السياسي…
لا أمل البتة في التقدم والازدهار إلا بوضع شروط لتولي المناصب العامة وأن تكون الدرجة الجامعية شرط أساس…
لا أمل البتة في التقدم والازدهار إلا باشتراط الدرجة الجامعية للرئيس ونوابه والوزراء…
لا أمل البتة في التقدم والازدهار إلا باشتراط الدرجة الجامعية لضباط الجيش والشرطة والأمن وأن تكون الكلية الحربية والشرطة كليات تأهيل وليست كليات لمنح النجوم والنياشين،، لا نجمة تمنح إلا لخريج جامعي بعد اجتياز التأهيل بالكليات العسكرية….
ومن المعلوم أن الجامعات كثيرة وكثر تبعا لذلك خريجوها فلا عجز بشري اذن يعوق سن قانون اشتراط الدرجة الجامعية لكل وظيفة تتطلب القيادة والادارة….
لا أمل البتة في التقدم والازدهار إلا باشتراط الشهادة السودانية لتعيين الجنود بالقوات النظامية… فالجندي المتعلم ينعكس تعليمه على الحياة اليومية فيحترم إنسانية المواطن ويرشده ويوجهه ويحميه في الشارع العام.
لابد من اعلاء قيمة العلم حتى نتقدم ونزدهر ونصير علما بين الأمم… لقد سئمنا من قيادة الفاقد التربوي للبلد فقد أوردونا موارد التهلكة….وعلى المثقفين أن يبادروا باعلان الجهاد وجهاد الكلمة اضعف الجهاد، تغييرا للعقول،واستنهاضا للهمم،،،نجدة للوطن وبحثا عن غد أفضل للسودانيين ….
أ. د. عبدالله محمد الأمين. جامعة الجزيرة
29/7/2024

التعليقات مغلقة.