في ذكرى الايام الوردية.. بيت (الصحفيين العزابه) … بجده .. مهوى أفئدة زملاء مهنة المتاعب !! (1)

في ذكرى الايام الوردية.. بيت (الصحفيين العزابه) … بجده .. مهوى أفئدة زملاء مهنة المتاعب !!  (1)
  • 30 يوليو 2024
  • لا توجد تعليقات

منير حسن منير


أيام بيت الصحفيين والإعلاميين السودانيين في شارع المكرونة في السعوديه بمدينة جده .. كان جمعاً انيقاً ومتجانساً من زهاء العشرة صحفيين أو أكثر، كانت وجهتهم السعودية في بداية الثمانينات ضمن كوكبة أخرى من أشهر الإعلاميين عملوا في الصحف والمجلات المحلية، أو وكالة الأنباء الرسمية (سونا) في أوج نجوميتها، تفرقت بهم السُبل ف(تشتتوا) في فيافي دول مجلس التعاون الخليجي (لم تكن قد تأسست بعد) وصحارى جزيرة العرب، شكلوا خلال ما تسمى بال(الطفرة الثانية) لتلك الدول، ثاني هجرة جماعية لجيل من الصحفيين والإعلاميين آنذاك، بعد أن سبقتهم مجموعة أخرى من زملائهم الذين توجهوا قبلهم إلى الكويت، ثم قطر بعدها، فوضعوا اللبنات الأولى، وأسسوا مع نفر قليل من المصريين واللبنانيين القواعد الأولى للإعلام الخليجي.
تركز عمل “مجموعة صحفيي جده ومكه” في صحيفة (المدينة المنورة) في كيلو تلاته بشارع مكه حي (مدائن فهد) وكان من ضمن من سبقوا إليها شيوخ الصحفيين الأكارم الأساتذة (محمد علي صالح، وإبراهيم أحمد، وسيد احمد خليفه)، ثم التحق بهم عدد آخر عند انتقال الصحيفة إلى شارع الأربعين في مبناها الحالي نذكر منهم (معاويه ياسين وعثمان آدم وعلي عثمان المبارك وعثمان عبد الله، وعبد الله عباس، بوجود الأستاذ إبراهيم أحمد، فيما هاجر محمد علي صالح إلى أمريكا، فيما انتقل الراحل سيد أحمد خليفه إلى صحيفة الشرق الأوسط التي اسهها الأخوين هشام ومحمد علي حافظ أبناء (مؤسس صحيفة المدينة المنورة مع شقيقه عثمان)، وانضم إليهم في المدينة المصور عبد الله عتيق، والمخرج علي فضل، ثم التحق بهم الأستاذ حسن ساتي رحمه الله، رئيسا للقسم السياسي.
في صحيفة “عكاظ” المنافسة الأولى لأختها “المدينة المنورة” كان بها مختار العوض، وعثمان سيد أحمد الذي كان أول من حرر صفحة تخاطب السودانيين أسبوعياَ فارتفع توزيع الصحيفة لأرقام غير مسبوقة، ومعهم صلاح محمد إبراهيم، ولحق بهم عبد الله عباس قادماً إليها من صحيفة المدينة، والمخرج محمد خير كباشي، وانضم إليها متأخرين ياسر عبد الفتاح وآخرين.
مجموعة صحيفة المدينة المنورة، كان أغلبهم (عُزاباً) لم يتزوجون بعد، فسكنوا في بيت من ست غرف و”حوش” واسع بشارع المكرونة قريبا من مبنى الصحيفة، وسكن معهم الراحل “عبد الرحمن محمد صالح” الشاعر والملحن والمغنى الهاوي، والمشهور بلقب (مامان) رحمه الله تعالى، وكان يشغل وظيفة عالية في البنك الأهلي مديرا لمكتب مديرها العام، كان شغوفاَ وعاشقاً للغناء بال(طنبور) ومجيداً للأغاني أهله (الشوايقة والبلد رايقه) كما كان يردد، معجباً بالفنان النعام آدم ويردد أغانيه على أنغام الطمبور الذي يعزف عليه بإنسجام واحترافية منذ أيام دراسته في جامعة الخرطوم.
شكلت مجموعة (بيت الصحفيين العزابه) كما كنا نسميه، كورالاً رائعاً وفريقاً متجانساً إلفة وغناءً ومحبة تجمعهم مهنة “الصحافة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة”، وضمتهم صالات التحرير ومقاعد دسك الصياغة مع مصححين من أبناء السودان عملوا بتلك الصحف.
كان إبراهيم أحمد ومعاويه ياسين(تنقل ما بين صحف المدينة والشرق الأوسط والحياة اللندنية والايام البحرينية والإمارات والبي بي سي في لندن، وعلي عثمان المبارك (عمل بعد المدينة في صحيفة المسلمون ومجلة المجلة واعلام هيئة الإغاثة العالمية)، وعثمان آدم (الشرق الأوسط والاقتصادية)، وعبد الله عباس(ما بين المدينة وعكاظ).. كانوا هم عماد وأعمدة التحرير بكل أقسام الصحيفة بلا منازع، و”دينوموهاتها” المحركة لخلية العمل تحريرا وتصحيحاَ وإخراجاً، بينهم زملاء اعزاء من تونس (جمال باشطبجي وجمال حاجي، ومن مصر شريف قنديل وفراج إسماعيل وعبد المنعم وآخرين من الزملاء السعوديين.
ومن الطرائف العالقة في الذاكرة كيف أن “الراحل مامان” المتخصص في تجهيز (القراصه)، قام ب(تدريب) الصحفي التونسي باشطبجي كيفية عمل القراصه، فبرع فيها، ولكن غلبته (ملاح النعيمية وأم رقيقه) !!
كان بيت الصحفيبن (العزابه) موئلاً دائما وملتقى أسبوعياً لنا نحن القادمين من مكة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، (شخصي والشيخ درويش وعبد الباسط عز الدين وكمال مصطفى، والاقتصادي ابو عبيده سيد أحمد) .. نلتقي فيه مع الأصدقاء والأحباب يجتمعون في ذلك البيت الكبير، كل واحد منا يعرف أين ومن سيشارك غرفته، وانضم إلينا لاحقاً الفنان الشاب “عادل الصديق” النجم الصاعد في سماء الأغنية السودانية، وعازف العود البارع الذي سطع في الدورات المدرسية قادماً من كوستي، ثم هاجر مثل كثير من شباب تلك الفترة الذين (تشتتوا) في دول الخليج هجرة شبه جماعية ومنفى اختيارياً إلى حين !


في الصورة :
يميناً علي عثمان المبارك ومعه معاويه ياسين. ثم، معاويه وعلى وقد انضم إليهما كمال مصطفى وابو عبيده سيد أحمد (يقطعان اللحمة لتظبيط حلة القطر قام) !!


…. فاصل …. ونواصل.

تلك الأيام ….

بيت الصحفيين العزابه في جده !!

التعليقات مغلقة.