في بداية عقد الثمانينات، إبان هجرة جماعية للصحفيين والإعلاميين قاصدة دول الخليج، آتين من جريدتي الايام، والصحافة، ووكالة سونا الإخبارية ومجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح، ومجلة سودان ناو الإنجليزية … جمعتنا مدينتي مكه، وجده في (بيت الصحفيين العزاب) كما كنا نسميه … ثلة من (كوماندوز) جريدة المدينة، وآخرون من (كتيبة) جريدة عكاظ الضاربة، ومن اشطر الصحفيين والإعلاميين الذي تسَّيدوا الساحة الصحفية آنذاك.
… في المدينة، معاويه يس، وعثمان آدم، وعلى عثمان المبارك، وعثمان عبد الله، وأستاذ الجميع إبراهيم أحمد، والمخرج على فضل، والمخرج عبد الحليم أحمد، والمصور عبد الله عتيق، وجاء بعدنا حسن ساتي، وشاركهم الراحل العزيز عبد الرحمن محمد صالح (مامان) رحمه الله تعالى.
.. ونأتي نحن من مكة، صحبة (شيخ الصحفيين الشيخ درويش)، وعبد الباسط عز الدين، وكمال مصطفى، و(شيخ المخرجين بلا منازع الراحل حسن كندوره) رحمه الله، وشخصي.
… هذه التشكيلة الفريدة تلتئم في البيت ذو الست غرف موزعة بينهم، ضمت صحفيين من تونس (جمال حاجي وجمال باشطبجي) … تعلم الأول (إعداد القراصه بالوييكه) كأبدع ما يكون على يد الصديق الحبيب الراحل (عبدر الرحمن مامان) شاعر الأغنية الشايقية المبدع ومغنيها بالطنبور … باشطبجي الذي رحل بعدها إلى فرنسا كنا نطلق عليه على سبيل الدعابة (الحلبي) ، كان يردد على مسامعنا أن (العرب والتخلف، توأم سيامي ملتصقان.. متى ما تخلصت من أحدهم، تخلص البشريه من شره) … اتصل مرة من باريس بالهاتف وخاطبنا قائلاً (معاكم الحلبي التونسي معلم القراصه بالوييكه) 😂!!
.في عكاظ المجاورة، كان مختار العوض وصلاح إبراهيم ومحمد خير كباشي وعبد الله عباس وعثمان سيد أحمد وياسر عبد الفتاح وبركات بله .. وفي جريدة البلاد أخينا أحمد دهب.
شكل هذا الفريق المتجانس المتحاب عقدا فريدا، وكوكبة من أميز اعلاميي السودان المهاجرين المضاربين في أرض الله الواسعة بحثاً عن الرزق، والاستزادة من الخبرة المهنية في تلك السنوات الباكرة … تلك أمة خلت مثلت السودان في إخلاص وتجرد ومهنية… وكانت ايام !!