الشاعر سليمان عبد الجليل رحمه الله من أهل حلفا القديمة وكان من ضمن الذين رفضوا هجرة الحلفاويين لمنطقة (خشم القربة) بعد غرق حلفا القديمة ببحيرة (السد العالي) فقد هاجر لحلفا الجديدة 45 ألفا وبقي في حلفا القديمة 5 آلاف .
للشاعر ثلاثة بنات عم بينه و بينهن إحترام و تقدير فائق ..
البنات الثلاث فضلن الهجرة و مغادرة مسقط الرأس في أرض النيل و النخيل
فنظم لكل واحدة أغنية وداع بصوت الفنان الراحل (حمد الريح) رحمه الله
البنات الثلاث هن :
1/آمنة ونظم لها أغنية (سيد الوجعة) :
يا مساخة الحلة يوم ناس “آمنة” فاتوا
والقمرا غابت في عشياتو
والقمري عشعش ما قوقن جنياتو
نحب ياتو ..نسيب ياتو ؟
نحب النيل وشتلاتو
نحب نخلا يحت للناس تميراتو
و لما رحلتو ياناس آمنة
سيد الوجعة ما عارفين حكاياتو
2/ “ليلي”
و نظم لها أغنية (الرحيل)
حليل ناس “ليلي” ساعة الليل يجن
حليل أرض الجزائر والمراكب والطنابير الترن
الغالية يا تمرة فؤادي
الليلة ماعاد المراكب شرقن
والقمرى فوق نخل الفريق فاقد الأهل يبكي ويحن
نحمل رسائلنا واشواقنا لي حبايبنا وللأهل
للقاطعين الرسائل الأحلي من عسل النحل
لذات الضفائر الجالسة بين مجلس عشيرة وبين أهل
وبي خجل بتسأل عن أهلنا حبايبنا قرايبنا
فاتوا للحلة لابيكاتبوا ولايفيدونا الحصل
حليل الراحو خلو الريح تنوح فوق النخل
حليل السابو دار الأهل بدون أهل
الجروف الشاربة من شاطئ النهر صابا المحل
والنخل متاكي وين سوح طيرو وج وج في أمل .
3/ “فاطمة الفنجري”
و نظم لها أغنية ماحرام يا “الفنجري” وتسمي أغنية (الوصية) لأنها سافرت ولم تودعه من الخجل
ما حرام يا الفنجري ما تسيب وصية
قمت ذي طيرا غريب سافر عشية
لاسلام منك وما منك تحية
الوراك خليتو عايش في أسية
ما زمان وصوني ياحليل الوصية
كت مكضب كنت ناسي دابو صدقت المفارق عينو قوية
السواقي النايحة نص الليل
حنين الدنيا ممزوج في بكاها
زي طيورا في الغصون
محتارة بتفتش جناها
الديار والناس بتسأل عن صبية
فارقت حلتنا زي طيرا غريب سافر عشية
أوع ليل الغربة ينسيك
ريحة الطين في جروفنا
والتميرات البهن
ديمة راقصات في حروفنا
والدعاش والغيم رزازا في العصير بالفرح بلل كتوفنا
و جينا راجعين في المغيرب
للديار لا حد نشوفو لا يشوفنا
منقولة من صفحة نوبية بقلم عبد العليم عبد الرزاق