ندلف من دلقو الحاضرة إلى جناحها الجنوبي أقترى الوريفة بدءا بمضرب مشروع دلقو أقترى سعدنكورتى الرائد 1948، تليه قبة الشيخ مرزوق وهو أحد أعمدة أول دولة إسلامية في السودان بالمحس، وبالقرب الميناء البري ” بربرن تاوو” أي أسفل بربر حيث كانت القوافل التجارية تنطلق إلى بربر فسواكن وتجيء.
في حي ستوور دار الحاج فرح صالح عمدة دلقو يليها المنزل الذي شهد ميلاد د. محمد أحمد موسى مؤسس أول صيدلية بالشمالية .. صيدلية الشفاء بدنقلا، التي تبرع لها الشيخ الزبير حمد الملك صندوق بريد 3 مرحبا.
نمر بدار اللواء طيار تاج السر علي صبر، الذي تفادي في فدائية الأحياء السكنية في أمدرمان وسقط بطائرته الحربية خارجها شهيدا.
يمنانا أول شجرة نيم في المنطقة (موطنها الهند ) البادية ضخامتها، التي أتى بغصنها من سواكن محمد نصر الزبير الملك وغرسه في بيته وهو من القادة الذين غنت لهم الفلاتية:
يجو عايدين ال فتحوا كرن باينين
قدما يصافحنا منزل عالمنا د. محيي الدين صابر الذي حصل على شهادتي دكتوراه مطلع الخمسينيات منافسا د. مكي شبيكة في الريادة، مؤسس معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها في الخرطوم، الذي أعلن في حفل تأبينه بالرياض حرصه على دعم جامعة الخرطوم تباعا، وقد تدفقت شاعريته تهياما:
صحت القرية والفجر يناجي الربوات
والنسيم العذب يشدو في ظلال السنبلات
هذه سانحة نزور فيها المدرسة والمركز الصحي والمشروع الزراعي والنادي ونؤدي الظهر في الجامع الحديث الأنيق، الذي تنظم في ساحته احتفالات المولد النبوي وغير بعيد تؤدى صلاتا العيدين ثم نقف عند محطة مياه دلقو الجديدة، التي توقفت بعد أن شارفت على الاكتمال وهي تنتظر الالتفات.
هنا ازدهرت تجارة الحاج ميرغني محمد أحمد وكان في المجال سباقا.
نتأمل في إكبار موقع راكوبة عمنا الحاج صالح شريف .. ” سروج ” .. علم الحكمة والعلاج الشعبي، الذي شاركه في مهارته في مشيرفة الحي التالي عمنا محمد المحسي .. ماسي، وبالجوار مراتع صبا د. علي الجندي حكيمباشي صحة الشمالية في مطالع الستينيات وشقيقه بدر الجندي مهندس تصاميم معالم معمارية في العاصمة بارزة، صاحب أول عوامة سياحية في نيل الخرطوم.
أقترى الحبيبة تعج بالأفذاذ ففي قطاع التعليم عشرات يتصدرهم الأستاذان: د. عثمان عمر وجلال محمد طه أول موجه فني سوداني في اليمن، الذي حكى لي ملابسات إعارته شقيقه اللواء سيد محمد طه طيب المولى مستقره، وفي لوحة المجد الشهيد فضل عمر فضل، الذي استشهد في ميادين التصدي للعدوان على مصر، ويبرز في نيل شرف البذل في العمل العام كثر .. منهم السادة محمد أبوعلي، محمد شريف عمر، مصطفى عمر، ومحمد موسى شريف مثالا، وبجهد كل الفاعلين والأهل تصدرت أقترى قرانا في مشروع كهربة المحس.
هنا أصيب بحمى القائد عبد الرحمن النجومي فعولج بطبابة شعبية فعقد قرانه على إحدى الحسان بوعد الدخول عليها بعد النصر في توشكي حيث استشهد فأجرى كتشنر لأرملته 18 ريالا مجيديا معاشا.
عند أقاصي الشط التقينا وهو يتعهد بنخلاته الفريق شرطة طيار عبد الحميد سعيد، الذي أغرقنا في مداعباته الفكهة.
نعبر بزورق بخاري ونحر الهدام أعز الأراضي لا تخطئه العين إلى جزيرة بجبوج، التي يقصدها كثير من مواطني أقترى نسبة لأراضيها العالية خصوبتها على صوت المبدع أسامة عبد الجليل، الذي تتقاطع معه أصوات الطلمبات الزراعية التي تشكو عدم إدراجها في مشروع كهرباء الجزر.
الخواطر تتداعى ومساحة المقال ” تفرمل” انسياب اليراع وبإضافاتكم وتصويباتكم النيرة تكتمل روعة المشهد.