أقام منتدى الفكر والسلام والتنمية بجامعة المغتربين حلقة نقاش حول ” مفهوم المشروع الوطني السوداني وضرورته” بالمنتدى الثقافي المصري بالقاهرة الثلاثاء (١٣ أغسطس ٢٠٢٤م)، والتي عقب من خلالها مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والمتهمين بالشأن الوطني، على المشروع، وتحدثوا عن أهميته، خاصة في ظل الوضع الراهن، والأزمة التي تعيشها البلاد، من حروب ودمار.
أطروحات وقضايا
الأستاذ عثمان الحسن النور مدير جامعة المغتربين تحدث في تسجيل صوتي عن البدايات والتأسيس والتساؤلات التي كان يطرحها المنتدى حول لماذا تخلف السودانيون عن بقية الأمم ولم يلحقوا بهم، لافتا إلى أن جامعة المغتربين كانت قد نظمت مؤتمر دولي حول العلوم الاجتماعية ودورها في نهضة الأمم، فضلا عن عقد المننتدى في العام ٢٠٢٢م نحو (٩) ندوات شملت موضوعات عديدة منها ثقافة العنف والانتقال إلى ثقافة العمل المشترك، وموضوعات مثل الدولة الحديثة، والفنون ودورها في التعافي الوطني، وقضايا التنوير، و النشأة الاجتماعية ودورها في البناء الوطني، منوها بأن المنتدى أصبح أكثر ضرورة بعد قيام الحرب.
تعريف المشروع
بدوره قدم المفكر محمد عبد القادر الجيلاني نائب رئيس المنتدى تعريفا للمشروع الوطني بأنه استخلاص لتصورات لكيفية إدارة الدولة بعمل وطني واستخلاص للمعرفة بعقل سوداني.
ولفت المفكر الجيلاني إلى أن أي مشروع وطني فيه أداء فكري وأداء إبداعي، مبينا أهمية أسس المشروع الوطني والمعايير التي منها الوحدة، مؤكدا أن المشروع الوطني له تجليات على الواقع الوطني وأن التجلي الأساسي الانتقال من الأيدلوجيات إلى عملية معرفية بالاستنتاج والاستخلاص، مؤكدا على أهمية الهوية الوطنية والانتقال من ثقافة القبيلة إلى الوطنية.
تعريف السياسيين بالمشروع
من جهته قال الأديب عبد العزيز بركة ساكن إن المشروع الوطني لأبد أن يتحول لكتاب، وأضاف لكي يحصل تحول نحو المشروع الوطني لابد من وجود السياسيين وتعريفهم به، منوها بأن معرفة السياسيين بالمشروع مهم.
وأكد ساكن على حوجة السودانيين للمشروع الوطني للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد.
وتابع بالقول نحن في السودان لم ننتقل من مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة بشكلها الحديث، مشيرا إلى أن البندقية هي ما تقود الدولة في السودان.
سياقات الثقافة السودانية
من ناحيته أوضح خالد طه الإعلامي المهتم بدراسات السلام، أن كل القوى السياسية والمدنية والعسكرية إذا لم تشتغل بالمشروع الوطني فهي ليست وطنية وليست سياسية.
وقال إن هناك مكونات متجاورة في السودان لاتعرف بعضها، ولذلك فإن المعرفة للذات وللآخر مهمة.
وأشار طه إلى أن كل الصراعات في السودان مغلفة بالاستحواذ السياسي وعلى الموارد، لافتا إلى أهمية معرفة السياقات للثقافة السودانية.
وتطرق إلى الحساسية تجاه التعامل مع القبيلة، وكيف أن القبيلة تطورت للفعل السياسي والعسكري والأمني وتلقت الدعم الدولي، فضلا عن تحول القبيلة لمسارات خطر راهنة.
وأوضح طه أن التشكيلات العسكرية في السودان عاجزة عن إطلاق مشروع وطني، وشدد على معرفة أهمية الانتقال من القبيلة للدولة.