الخذلان أم الاستغفال أيهما يؤلمك أكثر؟ وايهما تقبل على مضض إذا خيروك أن تختار أحدهما؟ الخذلان هو أن يتخلى عنك أحبابك ويتجاهلك من تبذل نفسك لأجلهم دون من أو أذى ولا يلتفت إليك فى لحظات ضعفك من كنت عندهم.
والخذلان هو نكران الجميل مع القدرة على رده عند حاجة من قدمه إليك وأنت تمتلك القدرة على أن تحسن لمن كان باذلا نفسه لأجلك.
أما الاستغفال هو استغلال من يثق فيك وأن تستنزف طاقاته وعطاءه لمصلحتك وأن تمنع عنه حقه المشروع ، مع التزامك لآخرين هم أقل عطاءً، الاستغفال هو أن تستغل من هو أكثر منك موهبة وذكاءً وتوظيفه لتحقيق ما لا تستطيع أنت بقدراتك المحدودة إنجازه، ظنا منك أن من تستغله لايعرف أنك توظفه بلا مقابل.
الخذلان والاستغفال من أسوأ أنواع سلوك الأفراد والمجتمعات والحكومات والدول.
▪️الأشخاص والحكومات والدول التى تمارس الخذلان والاستغفال ، هى نفسها مصدر الكوارث والمآسى التى تحاصرنا دائما، وهى التى تسرق سعادتنا وتصادر حقوقنا وتمنع عنا كل سبل العيش الكريم ولا تتردد فى أن تجلب الينا الخطر وكل ما يقودنا إلى الهلاك.
المجتمعات ضعيفة الوشائج يتصدرها هواة الخذلان ومدمنو الاستغفال، هم بالتأكيد لصوص لأنهم يحتالون فى حالتى الخذلان والاستغفال، والحكومات التى يتولى أهل الخذلان والاستغفال فيها مكانا مرموقا هى حكومات تحتال على شعوبها وتوردها موارد الهلاك.
أما الدول التى تمارس ذات السلوك وتركز على الاستغفال استغلالا لدول أخرى ،فإنها بالتأكيد لن تسمح لتلك الدول أن تصحو من غفلتها وأن تجد طريقا لمنع استغفالها أو استغلالها لصالح تلك الدول المحتالة.
▪️ لن ينصلح حالنا مادمت أنت تستغفلنى أو أنا اتعمد خذلانك ،لأننا بهذا السلوك السيئ نشكل مجتمعا رديئا ، لن يجد طريقا للحياة المستقرة والتطور المنشود.
الخذلان والاستغفال هما أسوأ لأنهما تطبيق عملى لنكران الجميل ومصادرة حقوق الآخرين علينا، لا يعقل أن ننتظر من أى مجتمع يتصدره أهل الخذلان ويقوده ممارسو الاستغفال أن ينجب لنا حكومات مخلصة لشعبها ووطنها.
▪️تعالوا نتخلص من هذه العيوب ونطهر أنفسنا من شهوة الخذلان وممارسة الاستغفال ،حتى ننظف مجتمعنا من أكبر عيوبه؛ ليكرمنا الله بحكومة صادقة وأمينة وذات كبرياء يمنع دولا أخرى من أن تستغفلنا وتستغل مواردنا لصالحها أو أن تمنعنا من النهوض لتأسيس دولتنا وحماية وطننا من اعتداءات الآخرين.
mhgoub33@gmail.com