قال الباحث والإعلامي السوداني حسين حسن حسين، إن التقارب بين السودان وروسيا ليس جديدًا، بل هو أداة يستخدمها البلدان لتحقيق أهدافهما الخاصة، ولا سيما في ظل علاقاتهما مع القوى العالمية الأخرى. في عام 2017، وقع الرئيس السوداني السابق عمر البشير اتفاقية مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر لاستقبال السفن الروسية، بما في ذلك السفن النووية، وتمركز 300 جندي فيها، إلا أن الاتفاق لم يُنفذ، رغم الإعلان عن إنشاء “مركز للدعم اللوجيستي” في بورتسودان لمدة 25 عامًا.
أضاف «حسين» في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن لقاءً جمع محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، مع الرئيس الروسي بوتين، في عشية انطلاق حربه ضد أوكرانيا، وأعلن دقلو – وكان ممثلاً للسلطة في السودان -دعمه لروسيا في هذه الحرب، ضد أوكرانيا، وكان نائبًا للفريق عبدالفتاح البرهان، مشيراً إلى أنه مع تزايد التوترات الدولية، زار المبعوث الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، السودان، وكشف الفريق ياسر العطا بعد عام من الحرب في السودان عن اتفاق يسمح لروسيا بتزويد السودان بالأسلحة مقابل إقامة محطة تزويد على البحر الأحمر، إلا أن هذا الاتفاق لم يُفعل.
يرى المحلل السياسي السوداني أن هذه التحركات السودانية قد تكون رسالة إلى القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة والسعودية، مفادها أن السودان قد يتخذ مواقف مستقلة دون التنسيق معها، مدركًا أهمية البحر الأحمر لهما، موضحاً أنه في الوقت الحالي، تتسارع العلاقات بين الجيش السوداني وروسيا، حيث أجرى وفد من البنك المركزي الروسي محادثات في بورتسودان، وقام وزير الدفاع السوداني بزيارة إلى موسكو.
يعتقد« حسين» أن الطرفين يسعيان لتحقيق مصالح استراتيجية محددة؛ حيث تسعى روسيا لتوسيع نفوذها في أفريقيا عبر السودان الذي يعتبر بوابة للعديد من الدول الأفريقية، بينما يسعى الجيش السوداني للحصول على دعم عسكري لمواجهة التحديات الحالية، خاصة بعد استهداف قوات الدعم السريع لمنظومة الصناعات الدفاعية، ويتزامن هذا التقارب السوداني الروسي مع انعقاد مؤتمر جنيف، الذي اعتذرت القيادة السودانية عن حضوره، متمسكة بمنبر جدة وما أسفر عنه من اتفاقيات. وتأتي هذه الخطوات في ظل محاولات الولايات المتحدة لعب دور فاعل في حل الأزمات الدولية، وعين قيادتها على السباق الرئاسي.
اختتم المحلل السياسي السوداني، أن الفريق عبدالفتاح البرهان نفسه في موقف صعب، حيث يصعب عليه تنفيذ الاتفاق مع روسيا بسبب تحفظ المملكة العربية السعودية، التي قد ترى في إنشاء قاعدة روسية قبالة شواطئها تهديدًا لمصالحها الإقليمية، وقد ظلت علاقات البلدين على اختلاف الأنظمة في السودان مستقرة، بل متنامية