جيل من العظماء الذين لا يتكررون..

جيل من العظماء الذين لا يتكررون..
  • 22 أغسطس 2024
  • لا توجد تعليقات

سهيل سعيد


ورحل عن دنيانا الأديب الشاعر الرائع أستاذنا العزيز كمال عبد الحليم.. إلى رحمة الله وفردوسه الأعلى بإذنه تعالى ورحمته وفضله..

إنا لله وإنا إليه راجعون..
رحمه الله رحمةً واسعةً ورزقه الفردوس الأعلى وطرح البركة في زوجه وأسرته وفي ذريته وأهله ومحبيه وفي كل الأهل..

كان رحمة الله عليه من أعزّ أصدقاء الوالد الباشمهندس سعيد إبراهيم، رحمة الله عليه.. كان صديقه ورفيق عمره منذ الصبا حتى فرقهما الموت وكان أبي يحبه جداً وقد ورثنا انا وأني الغالية حفظها الله واخوتي حبه ومحبة كل أسرته هو والراحلين أعمامنا محمد سليمان حسين ومحمد شريف فضل وحسن أحميدي وأخوه عبد الحميد نقد الله وعبد الوهاب صالح عثمان رحمهم الله جميعاً..

والأعمام صلاح بشرى وعبد الرحمن صالح عثمان وشرف الدين ود عيسى وسعيد محي الدين… وغيرهم من الأصدقاء لجيل من آبائنا الكرام جيل لا يعوض ورجال لا يتكررون..
رحمهم الله أحياءً وأموات وطبب ذكرهم في العالمين وكرح البركة في ذرياتهم وجعلنا جميعاً خير خلف لخير سلف..

كان الراحل العم كمال عبد الحليم أديباً مبدعاً وتعامله مع الناس أرقى ما يكون وذو فكرٍ عميق وادبٍ جم متواضعاً وزاهداً برغم ثقافته العالية وفكره الغني الثر.. وكنت أحرص كلما زرت القرية على زيارته والاستمتاع بحديثه والنهل من مورده العذب وثقافته الواسعة.. كان أديباً وشاعراً لكنه للأسف لم ينشر كنوزه الرائعة من الشعر الذي كتبه باللغتين العربية “الفصحى والدارجية” والنوبية..

وللراحل مسرحيات شعرية غاية في الروعة منها مسرحية شعرية وملحمة رائعة بديعة باسم “نبرة وفضلون” أهداني إياها لدى إحدى زياراتي له أثناء إجازة قضيتها بقريتنا أرقين شمال بحلفا الجديدة، وهي مكتوبة في مجموعة أوراق بخط جميييل ورائع وقد شبكها بشوكة صلبة من نبات شجرة المسكيت.. يا لبساطته وتواضعه الجم.. ويا لروعة احتفائه بي وبزياراتي له، ومحبته الكبيرة لي والتي أفخر بها وأعتز كثيراً..

كان فيلسوفاً وحكيماً وأباً رحيماً ومناضلاً سياسياً وطنياً عظيماً، وكان مكافحاً ربى أبناء عظماء نجباء مثله ومثل زوجته العظيمة الفاضلة الحبيبة ذات القلب الحنون خالتي فريال، فتفوق أبنائه في الخلق والعلم فخرج منهم الطبيبة والمعلمة المربية وضابط الشرطة الهمام وفي علوم شتى.. جعلهم الله خير خلف لخير سلف وحفظهم وحفظ أمهم الغالية خالتي فريال وعظم اجرهم وصبرهم وصبرنا على فقده الكبير..

أنشأ هو ووالدي وصديقهم الأستاذ الشاعر الكبير الراحل محمد سليمان حسين ومجموعة من المبدعين من الفنانين والشعراء والأدباء جماعة أولوس الأدبية الثقافية ذات الصيت والانشطة الثقافية الكبيرة والشهيرة لمدينة كسلا في منتصف سبعينيات القرن الماضي، كما أسس برفقة الوالد ومجموعة من الاصدقاء المبدعين فرقة “شللا واي إر وايي” بحلفا الجديدة والتي كانت متنوعة الأنشطة الإبداعية من شعر وغناء ومسرح.. وكانت تنتج أشعاراً ومسرحيات درامية وكوميدية وشعرية بجانب انتاجهم للأغنيات النوبية الرائعة شعراً ولحناً وغناءً.. ومنهم بجانب الراحل أ. كمال عبد الحليم والدي المهندس سعيد ابراهيم وأ. محمد سليمان حسين وعبد العزيز حسن عرابي زوج خالتي والشقيقان عبد الوهاب وعبد الرحمن صالح عثمان وعبد العزيز رضوان وغيرهم آخرين لم تسعفني ذاكرتي بهم اللحظة.. وشغلوا الأوساط الثقافية بمدينة حلفا وقراها وأثروا باحاتها ومنتدياتها ومسارحها ومجمعاتها الثقافية لسنوات.. يا له من جيل مسكون بالإبداع حدّ النخاع.. ألم أقل لكم إنهم لا يتكررون..

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله.. وإنا لفراقك لمحزونووووون عمي الغالي العزيز أستاذنا الجليل وأديبنا الأريب كمال عبد الحليم..

جمعنا الله وإياك ووالدنا وكل صحبكم الكرام في جنات النعيم وفي الفردوس الأعلى حيث لا فراق ولا نحيب ولا حزن بل نعيمٌ مقيم..
و{إنا لله وإنا إليه راجعون}؟..

الوسوم سهيل-سعيد

التعليقات مغلقة.