بسم الله الرحمن الرحيم
نداء الوحدة
الأحباب والحبيبات
الأخوة والأخوات
الأبناء والبنات
أبناء دار بني هلبا
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته،،
اهتداءً بقوله تعالي:-(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب) أوجه لكم هذا النداء لتعزيز معاني وقيم المحبة التي هي من مقاصد ديننا الحنيف وأقول:-
1) لقد ابتليت بلادنا السودان ارض الأجداد والآباء ومسقط رؤوسنا ومصدر رزقنا بحرب ضروس لم تشهدها من قبل ولو ان أحدنا قد حلم باسوأ ما يتوقع لتجاوز هذا الامر ذلك الحلم والتوقع سوءً وسواداً لما اشتمل عليه من رعب وارعاب وإزهاق لأرواح بريئة وإراقة لدماء غالية وانتهاك لأعراض مصونة وسلب ونهب لأموال وممتلكات عامة وخاصة وهي محرزة، وتدمير لبنيات تحتية ترتكز عليها النهضة والتنمية وأسباب التقدم والنماء وما صاحبها من مؤامرات ومخططات لتمزيق اواصر ترابط الشعب وتفكيك وحدة الأمة وضياع الوطن.
2) لقد لعب اسلافنا أدواراً تعاظمت من اجل بناء الدولة السودانية حماية لوحدة ارضها وحفاظا لكرامة انسانها وصونا لاعراضه فكان للأجداد اسهام كبير في قطع اشجارها وقتل دبيبها والسير في ركب التبشير بها حماة وحداة، وإقامة ما امر به الدين القَيّم أداءً واحتكاماً شاركنا فيه ابناء الوطن بمكوناتهم وانتماءاتهم الجغرافية بغير استعلاء ولا انكسار، قدمونا تارة وقدمناهم تارة اخري من لدن الخليفة الشهيد مرورا بالسحيني وعبد الرحمن دبكة والي يومنا هذا نتقدم الصفوف في قيادة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ومتحدثين باسم أهلها في كل المحافل الإقليمية والاممية بمساعدة ومناصرة مكونات الفسيفساء السودانية المتفردة في محيطنا الاقليمي والدولي جاعلين من ذلك التنوع المتعدد عامل اثراء وقوة للوطن.
3) لقد درجنا منذ حين من الوقت علي ان نخضع أمورنا الكبيرة لشوري وتشاور واسع من خلال اجتماعات مجلس الإدارة الاهلية والذي يؤمه عدد من قيادات المجتمعات المحلية مع المحافظة على تنقله من مقر عمودية لاخري لتجسير العلاقة بين الأهل وقياداتهم وكان ذلك منهج انفردت به الادارة الاهلية في دار بني هلبا عن سائر رصيفاتها داخل وخارج الولاية ورغم انها تجديد وتأكيد لما كان سائدا قبل عقود مضت (مرور الناظر) الا انها اشتملت علي درجة من التحديث والتطوير بحيث انها أصبحت مرورا لمجلس الادارة الاهلية الشامل والذي قاده ناظر عموم القبيلة ووكيلها ومقدومها ودملجها والتي خرجت عن المنطقة الي الولايات الاخري وما أعظم وقعها لدي سلطنة المساليت ودمنقاوية الفور تعبيرا عن وحدة اهل المنطقة وتماسكهم.
4) وما كان لذلك أن يحدث لولا توفر الإرادة والتمسك بقيم المحبة والتحابب واشهد الله رغم طول فترة الترحال وبعد مسافات المسير لم اشهد فيهم مخاشنة ولا تباغض ولا انكماش (فانعم بهم من قيادة واعظم بهم من رجال يتحانون فيما بينهم ويتسامعوا القول ويُقيلوا عثرات بعضهم البعض) فكانوا مكان إعجاب ومصدر الهام لغيرهم.
5) من تداعيات هذه الحرب اللعينة ان تباينت المواقف منها ومن مكوناتها ولكننا لم نخضع أمرها للتشاور واتخاذ قرار مثلما حدث من قبل عندما اندلعت الفتنة والحرب في مطلع هذا القرن حيث قاد الراحل الناظر الهادي عيسي دبكة (رحمه الله) شوري واسعة ابتداء من الخرطوم الي عد الفرسان مرورا بنيالا ليعدل موقفه ويتخلي عن ما وعد به قيادة الدولة وقتذاك وذلك نزولاً عند رأي الاهل وركوناً لقرار القبيلة مما جعلنا أنموذجا يحتذي به في حسن إدارة الأزمات داخلية او خارجية. وبكل أسف الآن لم يتم تطبيق الشوري المطلوبة ولم تفعّل مواعينها ولذلك اصبح لكلٍ موقفه وقناعته وأسلوبه في التعبير عن ذلك مما نتج عنه بعض المخاشنات والمصادمات بين مشاعر ومواقف البعض من الأهل والعشيرة ثم توالت التداعيات السالبة بتبادل البيانات المتشددة والمنتقصة لقدر الآخر ثم التمحور في محاور ضد او مع كل من يدعي انه المعبر عن أهل المنطقة وبالرغم من ان لكل منهما قدر من ذلك الا ان القرار الملزم والنهائي والمعبر عن الغالبية منا لم يصدر ولذلك كان من الواجب أن يلتمس كل منهم العذر لاخيه باعتبار أن رأيه صحيح يحتمل الخطأ او العكس وأنهم جميعا من رحم حواء دار بني هلبا تتساوي حقوقهم وواجباتهم تجاه اهل الدار، إذ أن الخلاف والاختلاف بين الخلق من سنن الخالق في خلقه وهو القائل:-(ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) ومن حسن إدارة الخلاف ان يري كل منا ان نصف رأيه عند أخيه وان رأيه صحيح يحتمل الخطأ ورأي اخيه خطأ يحتمل الصواب وأن ندير امرنا من خلال الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة تشاوراً وتحاوراً بالحسنى لقوله تعالي:-(ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) اعتصاما بالله ونصرة للحق وحفاظا علي الوحدة تطبيقا لقوله تعالى:-(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا…الخ) .
6) استصحاباً لماضي تليد وحفاظاً علي إرث عظيم وتأكيداً لاستفادتنا من الخبرات والتجارب المتراكمة والعلوم والمعارف المتجددة أوجه للجميع هذا النداء أن تجنبوا تبادل الاتهامات والاساءة لبعضكم بعضا تعصباً لقناعة او انحيازاً لموقف امره واساسه شراكة بينكم فلكل رأيه والدار واهلها للجميع وارجو ان ان يكون اختلاف الرأي غير مفسد للود بيننا ولا سبباً للترصد والتوعد.
والله متم امره وراحم لعباده ولو بعد حين.
صديق محمد إسماعيل
وكيل نظارة عموم بني هلبا
٢٠ أغسطس ٢٠٢٤