** ما أقسى على النفس أن تعجز لتقديم المساعدة لأم يتهيأ أبناؤها للدراسة الجامعية و تفشل حتى للحصول على ما يوصلهم جامعاتهم في بعض المدن، أو سداد الرسوم، بكيت لعحزي عن مساعدتها و أتمنى ألا أبكي إن لم أسمع من يتصدى لمثل هذه الحالة، من الأفراد أو الدولة المركزية أو الدولة الولائية،
** و لكن الصورة ليست قاتمة تماما إذ في الأخبار دخول المساعدات الإنسانية و الأدوية، و في الأخبار قوافل الدعم و العلاج لمواساة ضحايا الفيضانات و السيول، و منظمات السقيا و انتشار ما يعرف بالتكيات لتوفير اللقمة العاجلة و (التكية) إرث و عبقرية سودانية قديمة بل كانت تسمى بأهل الخير و المساعدة و عندنا في عطبرة منها الكثير و أشهرها (تكية حاج الريح ) كانت في قلب السوق،
** حسنا فعل والي نهر النيل محمد البدوي عبد الماجد و تجاوبه و إعلانه علاج الأخوة الزملاء عبد الرحمن إبراهيم أبوزرد و الأستاذ مامون الطاهر و الأخ صلاح النقر،
** المكايدات السياسية و كشف قناع الدبلوماسية الغربية قتلت مبادرات و اتفاقيات جدة و القاهرة و جنيف، و حقيقة لا و لن يحس بأزمة السودان إلا السودانيين أنفسهم، فهل يحسون.؟
** في سنوات سابقة رافقنا حملة إغاثة المتضررين من انقطاع و جرف الطريق القومي و نظرت للفت نظرهم لأن السيول لم تجرف خط السكة الحديد لوجود كباري صغيرة بها ممرات لمياه السيل،
** عن كباري المنافذ الصغيرة التي تحافظ على الخط الحديدي جاءتني العديد من المعلومات المهمة، منها من والدي يرحمه الله و كان عاملا فيما تسميه السكة حديد (الدريسة) و هي الجهة المسؤولة عن سلام الخط الحديدي، و كان يقود ما يسمى الموترتروللي، و مهمته التحرك بين المحطات للتأكد من سلامة الخط الحديدي مع هطول الأمطار، طبعا حركة القطارات لا تتوقف مهما تكن الظروف.
** كشف والدي و لا يخفى إعحابه بإدارة الإنجليز، و ذكر أن مفتش الدريسة الخواجة كان يبدأ عمله مع فريقه قبل التخطيط للخط الحديدي من أعالي نهر عطبرة بالقرب من الحدود الإريترية على ظهور الجمال ليعرف من أين يبدأ السيل و يعلن أن مجرى السيل لا يتغير أبدا، و يهبط ليحدد لهم المواقع المرشحة للكباري و منافذ المياه، و قد تستغرق العملية أسابيع و شهور،
** رحم الله السكة حديد فقد أصابها ما أصابنا و توقفت قطاراتها و نهبت ورشها و مخازنها و بيوتها المنتشرة في كل مكان و لكن لا يزال خطها الحديدي صامدا من السيول على الأقل و إن لم يصمد أمام لصوص القضبان.
** فاز المنتخب و الهلال و تعادل المريخ خارج أرضه و لكن لا تزال الفرحة محبوسة، لأن الإنجازات أتت في غياب المنافسة المحلية و لكن بجهد اللاعبين و تقدير المسؤولية فقط و ليس بإعداد حقيقي و معسكرات منتظمة و مباريات تجريبية مخططة،
** معقووول القضارف تستعين بمزارعين إثيوبيين للموسم؟ بعدين يقولوا الأرض لنا كما فعل الشفتة في الفشقة، استعينوا بأهلنا المزارعين النازحين و ما أكثرهم.
** الأسبوع الماضي ذكرت و اعترفت بأننا سودانيين (ماحدش فينا راضي بالتاني) و ما قاله المبعوث الأمريكي بأن المرحلة القادمة لن يكون فيها دعم سريع و لا إسلاميبن، طيب موافقون و لا مانع حيكون فيها منو؟ َمعقول وسيط يعلن موقفه المنحاز قبل بداية التفاوض، اقترحنا ليكم جيبوا حكام فيفا أجانب مع طاقم الفار،و أبعدوا كل السياسيين المتصارعين الآن، وصلنا للأسف مرحلة نتمنى المستبد العادل حتى لو كان أجنبيا.
** ليت كل سوداني يتحدث بإدخال كلمات إنجليزية يعلم بمدى سخرية الناس منه و بعضهم يقسم بأن هذه الكلمات هي كل ما عنده، و عمرنا ما سمعنا البروف عبد الله الطيب يدخل كلمة إنجليزية واحدة أو الطيب صالح و لا محمد خير البدوي و هم يتكلمونها أفضل من أهلها،
** في قناة الزرقاء و برنامج الأستاذة الأديبة داليا الياس استضافت طبيبة اسمها ميعاد، و الله ما فهمنا حاجة كلمة عربية و كلمتين إنجليزي،و حتى ما ذكرته من كلمات عربية أحسست بأنها لا تعرف مقابلها الإنجليزي. مثل الخلايا الجزعية التي كررتها كثيرا،
** زميلتنا المذيعة المخضرمة في بي بي سي الأستاذة سامية الأطرش، وافقت لتعيد لنا الأدعية الصباحية بصوتها المميز، ذكرتنا أصوات، مديحة المدفعية، ناهد نجار،هدى الرشيد، ماجد سرحان، على أسعد، باسم شبلاق، رشاد رمضان، علي صالح الصيد و محمود المسلمي رحم الله من انتقل منهم و رحم الله بي بي سي القسم العربي الذي توقف في يناير العام الماضي بعد ٨٤ سنة.
** لا يمكن تجاهل الوجود السوداني في بي بي سي، الذي بدأ من الخمسينات و استمر حتى التوقف الأخير و هي قائمة شرف ممتدة من أيام محمد خير البدوي، الطيب صالح، أحمد قباني، صلاح أحمد محمد صالح، إسماعيل طه و حسن عباس صبحي و إبنه عادل رحمهما الله و رحم من ذكرت.
** و من الأحياء عمر الطيب، محمد عبد العزيز، رشا كاشان، معاوية حسن ياسين، أيوب صديق، حليمة عبد الرحمن و مؤكد أن تكون الذاكرة السبعينية قد تجاوزت البعض،
** قبل سنوات طلبت من قسم شؤون المذيعين إفادتي بشهادة عن عملي في بي بي سي أقدمها للسفارة البريطانية للحصول على التأشيرة، (راسي كبر) لما أبلغني بأن فترة عملي كمراسل بي بي سي هي الأطول إذ بلغت ١٨ سنة من ١٩٩٤م إلى ٢٠١٢م،
** بمناسبة المراسلين سبقني من السودان كثيرون أذكر منهم الأستاذين الكبيرين أيوب صديق و الدكتور عبد الدائم عمر الحسن، و من الذين زاملوني خلال هذه الفترة من العواصم الأخرى اتذكر، عبد الرحيم فقرا و لقمان أحمد واشنطن، صلاح عبد الجواد نيويورك، رولا خرساء باريس، إيهاب عباس و عبد البصير حسن القاهرة، كمال بن يونس تونس، أميمة أحمد الجزائر، سلوى اسطواني، سليم عبود سوريا، و على حلني مقديشو، و بشير الزيد و شذى جبوري بغداد رحمها الله،
** قناة سكاي نيوز ذكرت أن زعيم حماس يسعى لاتفاق لإنقاذ حياته، و نست أنه يفرض الشروط من داخل نفق في غزة في انتظار الفوز بالشهادة ، أما الثنائي قرنا الشيطان العربية و الحدث حسابهم عند ربهم و لا زالتا تخصصان ترديد خبر اعتداء الجيش على مستشفى الضعين المحتل و كأنه المستشفى الوحيد.
** بعد بحث شديد عثرت على المحطتين الإذاعيتين بلادي و دنقلا، و لا زلت أبحث عن الرياضية إف إم، أو غيرها، وين إذاعة أمدرمان التي شهدنا بداية بثها من عطبرة السنة الماضية يا شيخ العرب إبراهيم البزعي؟
** عالم بدون إحساس لم يتحرك و مراسل الجزيرة يصف ضرب إسرائيل لمدرسة مصطفى حافظ بغزة ذات الطوابق الثلاثة التي التصقت الأسقف ببعضها و سالت دماء الأبرياء لمسافة بعيدة. و لا يزال حصر الشهداء و إخراج الجثث،
** هزتني كمعلم سابق وفاة الأستاذ محمود سرالختم الحوري في مصر و هو يعمل لتوفيق أوضاع ٤٢ مدرسة في القاهرة وحدها، بعد أن نجح في تجاوز بعض المشكلات التربوية و الامتحانات.
** رحم الله جارتنا السيدة ثريا إبراهيم عثمان العربي بعد سنوات من المرض و عدم الحركة، و العزاء لإبنها الوحيد الناشط العطبراوي جاسم الذي تفرغ لخدمتها، و الرحمة لوالده الأخ صبري مالك مدني الذي انتقل لربه العام الماضي، و العزاء للأهل في أمبكول و عطبرة و الشمالية.
** و رحم الله أخانا الخبير الزراعي عبد الغفار فتح الرحمن، و رحم الله أخانا البروف مصطفى خوجلي و إنا لله و إنا إليه راجعون،
** أما الحدث الكبير الذي هز تركيا و شرق أوروبا فقد كان في رحيل الداعية الإسلامي الدكتور الفاتح على حسنين، و يكفي أن الرئيس رجب طيب أردوغان، اشترط عند زيارته للسودان أن يلقاه و جلس إليه و طلب منه الدعاء له و بعد عودته أرسل له طائرته الخاصة بفريق طبي متكامل نقلته لاستانبول التي شيعته هذا الأسبوع،
** رحم الله موتانا و موتاكم و موتى المسلمين و رحمنا و إنا لله و إنا إليه راجعون و قد نلتقي السبت القادم إن كان في العمر بقية.