▪️الدكتور إبراهيم إمام أستاذ الإعلام بجامعة القاهر ..هو رائد فكرة الإعلام الإسلامى وهو من أنجز تأسيس
كليات الإعلام وأقسامه في عدد من الجامعات المصرية والعربية ، ويأتى إعلام جامعة الأزهر فى مقدمة تأسيس الدكتور إبراهيم إمام لهذا العلم..
عند التحاقنا بإعلام الأزهر كانت ضمن المواد الدراسية مادة اسمها إعلام إسلامي وفكرتها تتعلق بهنج التأصيل الإعلام كعلم إسلامي له دوره.. أذكر أن الأستاذ الذي كان يدرسنا هذه المادة هو الدكتور على الفولي (وكالة الشرق الأوسط للأنباء ) وكان ذلك فى العام 1983 كنت كثير المتابعة لأنشطة المؤسسات الإعلامية العالمية وأتابع الإصدارات التي تزدحم بها مواقع بيع الصحف والمجلات وأثناء متابعاتي وجدت مجلة أنيقة صقيلة وزاهية اسمها هي وهو…تصفحتها وتتبعت المقالات وكل ماينشر على صفحاتها واكتشفت أنها مجلة كنسية ولكن ليس من السهل اكتشاف أنها تتبع لإرساليات الكنائس ،وكانت تجد اهتماما قبولا من الشباب ويتابعونها بشغف فالتصميم ممتاز واستخدام الصور صورالفتيات الجميلات على وجه الخصوص يجعل المجلة أكثر جاذبية.. تصفحي لتلك المجلة قادني لسؤال مهم قررت أن أواجه به أستاذي الدكتور على الفولي..
أذكر أن القاعة الكبرى ممتلئة بالطلاب من مختلف الجنسيات
▪️دخل الدكتور وبعد التحية بدأ محاضراته عن الإعلام الإسلامي ومضى يشرح وقبيل نهاية محاضرته سألنا هل هناك من يريد أن يطرح سؤالا يتعلق بالمحاضرة
كانت مجلة هي وهو معي وصحيفة اسمها اللواء الإسلامي (صحيفة نصفية تابلويد بلون أخضر )
رفعت يدي للدكتور فسمح لي بالسؤال ،فقلت له لماذا تقيدون رسالة الإعلام بكلمة إسلامي..
كان سؤالي صادما ، طلب مني دكتور الفولي إعادة السؤال مرة أخرى ،فقلتٌ له كلمة إسلام تمنع وصول الرسالة لغير المسلم..فلماذا تضيفون كلمة إسلامي للإعلام؟
رفعت له مجلة هي وهو وقلت له هذه مجلة كنسية المحتوى والرسالة ولكن يقرأها الكنسيون والمسلمون وغير المسلمين لأن من أصدروها لم يظهروا أنها تتبع للكنيسة ولكن هذه ورفعت له صحيفة اللواء الإسلامى لايقرأها إلا المسلمين فقط.. ولو كانت اللواء فقط لانتشرت مثل هذه المجلة رفعت مجلة هي وهو..
أطرق لفترة قصيرة ثم رفع رأسه وسألني ما اسمك ؟ذكرت له اسمى سألنى مرة أخرى من أي بلد؟ قلت السودان فطلب من كل الطلاب أن يصفقوا قائلا حيّوا معي هذا الطالب صفقوا جميعا ،ثم طلب منهم أن يصفقوا مرةَ أخرى تحية للسودان صفقوا مرة أخرى… ثم قال موجها الحديث إلي اتبعنى إلى المكتب..،انتهت المحاضرة على ذلك النحو خرج الدكتور ثم تبعته إلى المكتب ،وكان هناك مجموعة من الأساتذة قال لهم دكتور الفولي مبتسما وهو يؤشر ناحيتي هذا الطالب نسف نظرية أستاذنا الكبير دكتور إبراهيم إمام صاحب منهج الإعلام الإسلامي..
ثم تولى هو توصيل اعتراضى على فكرة تقييد الإعلام بتسميته إعلام إسلامي ..كانت عيونهم تخبئ شيئا
وملامح معظمهم تقول ومن أنت حتى تسجل ملاحظة كهذه ،لم يعقب أحد وكأن الدكتور على الفولي أدرك بفطنته أنهم جميعا لايقبلون أن تأتى مثل هذه الملاحظة من هذا الطالب النحيل شديد السمرة والذى يقف أمامهم.. التفت إلى وقال 🙁 شكرا يابني خلاص ممكن تمشي).
▪️مضت السنوات وعدنا إلى السودان
وذهب حكم نميري وعام سوار الذهب ثم الحكم الديمقراطى ..ثم حكم الجبهة الإسلامية القومية حكم الإنقاذ.. ثم انتشرت فى طول البلاد عرضها المسميات الإسلامية وسائل النقل والمواصلات إسلامية المطاعم إسلامية الشوارع إسلامية كل شئ ربطوا اسمه بالإسلام..ظنا منهم أن ذلك يعني تأصيلا ولكن وماعلموا أنه
أقصر الطرق للاساءة للإسلام ،فماذا لو اكتشف زبون أن من يعمل في المطعم الاسلامى كذاب ومن يبيع فى المتجر الاسلامى محتال . ومن يعمل فى المصرف الاسلامى مرتشى ،فتصل الرسالة مشوهة وضارة للاسلام ،فإذا كان المطعم او المصرف او المتجر باسم اى اسم بعيدا عن الاسلام اى غير مقترن بإسلامى هذه ، فالمحتال فى هذه حالة محتال والكذاب كذاب والمرتشى مرتشى كصفات ملتصقة باشخاص.. وليس بالاسلامى ..
ملحوظة تلك كانت بدعا حقيقية اضرت بالاسلام فإذا كانت مطلوبة لما ظلت معالم مكة المدينة كماهى .. لان الرسول لم يطلق على المعالم والطرقات اسماء سور القرآن ولا اسماء صحابته ولاغير اسم جبل احد مثلا وحتى اسامى مواقيت الحج..