يا صلاح بابكر، يا أبامحمد ، ياسيد، يا شهيد سلام، جثمانك تحت الثرى وبه يتدثر سلام، فى بطن طائر يحلق فى السماء يغرد سلام، فى جوف حوت فى عمق الماء يسبح سلام، فى ذرات رماد تذروها الريح فى مكان سحيق سلام .
من كانت منيته بأرض
فليس يموت فى أرض سواها
سلام يا شهيد،، لا يهم المكان، لا معنى للزمان، ولا لحال الإنسان، والملائك الكرام تتخطف روحك وتفرد أجنحتها مغردة صاعدة مسرعة إلى الرحمن لأنك استعليت على نفسك وعلى الشيطان وكان منك قريب اليد واللسان.
سلام يا أبا محمد سلام. إنا نشهد، والناس تشهد، أنك كنت تسعى إلى الشهادة منذ الصغر، وبها تحلم، وطرقت إليها كل السبل.
وظننت أن السياسة هي المدخل الانسب، وخضت فيها الغمار الاصعب. وفجعت؛ لان دنياها ضاجعها الامثل فهوى، فخفت على نفسك وفررت منها فرار السليم من الأجرب، وهربت من غائلة ربدها الى يقين التوحيد وتكريم الانسان ، وسلمت.
يا صلاح يا شهيد سلمت لان التوحيد فى نفسك مغروس، والايمان فى القلب مزروع ،والتعبد معهود، وخشيت ان تظلم انسانا كرمه الله وهنا سر خلق الانسان. وهرعت انت الى هذا النوع من العبادة ، واصبحت لك عادة لاكثر من عشرين عاما هي بقية عمرك، واحتضنتها احتضان المرضعات للفطيم ، واصبحت هي أنت وانت هي.سلام.
سلام يا شهيد طوبى لك ولرفيق دربك شيخ خالد, ويومك كله عبادة واستعداد للشهادة؛ آذن يرفع، وصلاة تقام، ونوافل تؤدى، وقرآن يتلى، ومريض يزار، وعزاء فيه مواساة، وفرح فيه مشاركة ، ومولود يبارك.وهو يوم فيه ذو رحم يوصل، وذو حاجة اليه يهرع، وارملة جائعة، وعجوز ضاوية، وصغار ويتامى تتضوع، وفتق اجتماعي يرتق، وكفن فى اليد يحمل لميت يغسل ويكفن ويقبر، ومقابر وتايات فيها عمل وعمل . هذا ورد الشهيد فى كل يوم وليلة ويتراكم ويرفع .
سلام ايها الشهيد هيأت نفسك للسفر الطويل حتى لا يصيبك فيه نصب ولا يعتريك تعب ؛ نفس منكسرة، وضمير يحاسب، وقلب يراقب، وكلامك همس، وصوتك خفيض، ولست همازا ولا غيابا ولا طعانا ولا فحاشا.تسامح وانت مقتدر، تقيم الحق على نفسك واهلك وبنيك والناس تندهش.
يا سيد الشهداء سلام، الآن ادركت لماذا اختار الله لك ابتداء الشهادة بعد عام من الحرب اللعينة وفى مسجد توتى العتيق وانت تصد التتار عن الناس وتصاب وينزف الدم ويعانق موضع السجود وتمتزج العبادة التليدة والعبادة الجديدة والشهادة الزكية ويبعث صلاح الشهيد .
سلام يا رمز المقام. كنت متيقنا، وكذا الناس، انك استشهدت ذلك اليوم أو بعيده، ولله أقدار . وجاء الخبر بعد شهور عدة خاتما شهداء توتى الصامدة الصابرة السبعة، وللرقم دلالاته. يا سيد الشهداء، يا قائد الركب سلام.
سلام يا غسيل الملائكة سلام، يا من كفنه الدعاء سلام، يا من صعد بروحه الملائكة سلام. يا شهيدا له من الله تحية ورضوان ومحبة وغفران.
اللهم انه احبك واحب رسولك (ص) والمستضعفين من خلقك واجعله مع من احب، وبارك له فى ذريته. وللصديق المؤمن شفاعة فشفعه فينا.
ولا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون