كانت أمسية ماسية مايسة تلك التي جمعتنا في قاعة الاجتماعات الكبرى في مبنى الشرق الأوسط الفخيم بالرياض يتقدمنا صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل سليمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والنشر، الذي رحب بالبروف محمد يونس الشخصية العالمية المرموقة، المصرفي، زعيم المجتمع، حامل شهادات دكتوراه متعددة أكاديمية وفخرية من المشارق والمغارب، ونائل جائزة نوبل للسلام.
حيا البروف محمد يونس الجمع شاكرا وطرح تجربته المدوية في بلاده بنغلاديش المتمثلة في إنشاء بنك جرامين المعروف ببنك الفقراء، الذي فتح المجال على مصاريعه حيال تمويل مشروعات المعوزين الصغيرة دون قيود كلاسيكية، الذي شمل حتى طبقة المتسولين في تجربة غير مسبوقة ما هيأ للملايين القفز على زانته، خاصة النساء، ما جعل ريادته ملهمة للعالم أجمع.
اندلعت قبل فترة مظاهرات صاخبة في بنغلاديش المسلمة، التي كانت تسمى باكستان الشرقية ثم استقلت عنها بدعم الهند، التي تعتمد في إنعاش اقتصادها المتنامي على تصدير الملابس الجاهزة وتحويلات مغتربيها الكثر عبر العالم في وضع اقتصاد ينوء بأحمال سكانها ال 175 مليونا.
نتيجة ضغوط الشارع فرت رئيستها حسينة واجد بطائرة خاصة إلى مدريد، كريمة مجيب الرحمن الرئيس المؤسس، التي حكمت البلاد زهاء 20 عاما على فترتين وحلت مكانها حكومة مؤقتة ريثما ترتب الانتخابات رأسها البروف محمد يونس، الذي عاد إلى العاصمة دكا من مقره في باريس استجابة لرغبة الشارع حيث خاطب الجماهير حاثا على الهدوء وتجنب الانتقام وسيادة القانون متعهدا العمل بإخلاص من أجل شعبه المتعب.
تابعت كل تفاصيل المجريات وتشع في ذهني صورته وهو في محفلنا في الرياض يقبل على عمال بلاده الذين كانوا يخدمون جمعنا بزي الشركة الموحد يصافحهم واحدا واحدا ويلتقط معهم صورا تذكارية وهو يلاطفهم ويداعبهم ما ينم عن شخصيته المتواضعة، الودودة، المحبة لبلاده ومواطنيه، وبتصرفه التلقائي الراقي ذاك
استقر حبه في دواخلي.
ترى هل ينجح في مهمته الشاقة، غير المستحيلة لتعلو نبراسا للعالم الثالث الطامح أم تراها تختلف حسابات الحقل والبيدر؟
دعونا نتابع بتفاؤل