▪️إليكم ﻧﺒﺬة ﻋﻦ ﻧﺸﺄته:
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻓﻲ ﺳﺮﻛﻴﻤﺘﻮ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺒﺮﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ أﺑﻮﺳﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻠﻔﺎ؛ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺩﺭﺱ أﺑﻮﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮسطى ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﻮسطى، ﻭﻗﺪ ﺯﺍﻣﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ الأستاذ وﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﺩﻱ ﻭﺍلأﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﻘﺪ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻤﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ إﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ أﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﺪﺭﻱ.
ﻳﺘﺤﺪﺙ أﺑﻮﺳﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺫﻫﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﺮﻱ إلى ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ أﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻘﻴﻦ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﺣﺠﺮﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻵﺧﺮ ﺣﺪ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ أمجد ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭأﻗﺪﺭﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻭإﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ « ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ » ﻭﻭﻛﻴﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻮﻓﻴﻖ « ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ » ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻌﺮﺑية ﺑﺎلإﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺳﺎﺗﺬﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﻭﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ « ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ » ، ﻭأﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺍلأﺳﺘﺎﺫ ﻃﻠﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺳﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻭﺍﺣﺪ ﺍﺳﻤﻪ ﻧﺎﺟﻲ ﺩﺭﺳﻨﺎ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰﻱ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺩﺭﺳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺍلأﻣﻴﻦ . ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺪﺭﺳﻴﻦ ﻣﻤﺘﺎﺯﻳﻦ . ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 40 ــ 42 ـ 1943 ﻡ ﺍﺗﺬﻛﺮﻫﻢ ﻛﺄﻧﻬﻢ أﻣﺎﻣﻲ ﺍﻵﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺍلأﺳﺎﺗﺬﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﻭأﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺷﺠﻌﻮﻧﺎ، ﻭﺣﺒﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻮﻧﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﻛﺘﺒﻬﺎ .. ﻫﺆﻻﺀ ﺍلأﺳﺎﺗﺬﺓ أﺧﺮﺟﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻤﺔ ﻭأﺩﺧﻠﻮﻧﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ . < ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻨﻴﺔ، ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ ﺃﻗﻮﻯ، ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻭﺳﻄﻰ ﻧﻜﺘﺐ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺎلإﻧﺠﻠﻴﺰﻱ، ﻭﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻨﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻛﻤﻠﺖ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍلأﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻗﻴﺎﺕ ﻷﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ، ﺣﺘﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺮﺃﺕ للأﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ، ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻋﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﻪ ﺟﺪﺍً . ﻭﻓﻲ ﺣﻠﻔﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭأﺫﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ « إﻗﺮﺃ » ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ أﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ .. ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍلأﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻦ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﺳﻠﻔﺎً ﻣﺘﻤﻜﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺂﻧﺲ ﻣﻌﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﻟﻪ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ، ﻭﻣﻬﺘﻢ ﺟﺪﺍً ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻭأﺧﺮﺝ ﻟﻨﺎ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻟﻴﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺳﺔ، ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﺗﺠﺪ ﺭﻭﺍﺟﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﺪﻯ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ـ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﻔﺎ ـ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺣﻀﻮﺭﺍً ﻣﻤﻴﺰﺍً . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﻘﺪ « ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻻﺣﻘﺎ ” ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻤﺘﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﺭﻏﻢ أﻧﻨﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺬﻫﺒﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺬﻫﺒﻲ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺯﻣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻭﻗﻮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺜﻼً ﺑﺎﺭﻋﺎً، ﻭﻟﻪ ﺻﻮﺕ ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪﺍً ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ، ﻭﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺑﻴﺖ، ﻭﻗﺪ ﻣﺜﻞ ﺩﻭﺭ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻟﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻟﻴﻠﻲ، ﻭﻧﺎﻝ إﻋﺠﺎﺏ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺣﻠﻔﺎ ﻭﺗﺼﻔﻴﻘﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻭﻗﻒ ﻟﻴﻘﻮﻝ : أﻫﻼً ﺑﻚ ﻭﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﻚ ﻳﺎ ﺷﺒﺎﺏ، ﻓﻄﺎﻟﺒﻮﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻴﺪها أكثر من مرة . ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻵﺧﺮ ﺩﺭﺟﺔ، ﻭﻛﻨﺎ ﻛﻄﻼﺏ ﻧﺼﺪﺭ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ « ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ » ﻭﻫﻲ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻲ أﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ، ﻭﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺘﻄﻒ .
توفي أبوسليم في ٧ فبراير ٢٠٠٤م.