▪️المسكوت عنه فى تاريخنا ليس حصرا على الصحافة، وإنما هناك المفزع والمخيف المسكوت عنه فى تاريخنا السياسي، أعنى تاريخ الأحزاب السياسية السودانيه وهو بالتأكيد ليس نظيفا ومجيدا كما يحكي رواته، ولكنه يعج بمايشيب له الوالدان من مخازي، ولكن من يجرؤ على إعادة كشف الحقائق والأخطاء الفادحة، والتى تسببت فى صناعة واقعنا السياسي المأزوم الآن،نحتاج أن نعرف الأخطاء الفادحة لأحزابنا السياسية، فلربما يساعدذلك أجيالنا القادمة فى اجتناب تلك الأخطاء، والابتعاد عن ذاك الطريق الذي اتبعه سياسيونا منذعقود،ومثلما للصحافة والسياسة تاريخ قميئ مسكوت عنه، فإن أخطاءا اقتصادية مهلكة قد اٌرتٌكبت وتسببت فى معاناة الشعب السوداني المزمنة.. فثقافتنا مثلما هي مليئة بالجمال والأبداع فإنها كذلك تتختبئ فيها الكثير من العيوب والأوهام والإدعاءات الكذوب.
▪️فالثقافة الخالية من الأوهام والقائمة على التسامح والتعاضد أي ثقافة الأبواب المشرعة والمنصات المتاحة لكل صاحب فن وموهبة وفكرة جديدة هى بالتأكيد ثقافةتعرف جيدا كيف تحسم أنصاف المثقفين الذين يتجادلون حول هوية وطن اسمه السودان، لأنهم يجهلون أن الانتماء إلى السودان هو الهوية التى لاتسمح بخزعبلات الجهلة وهرجلات من يتوهمون الانتماء إلى من كان السودان أصلا هم خرجوا منه..والسياسة والصحافة الناضجتين يوظفان تلك الثقافة لترقية المجتمع وبناء وطن أكثر أمنا وسلما وتطورا.
▪️إذا كنا نرغب فى تأسيس دولة بمواصفات جيدة، وأسس سليمة، فإنه يجب علينا أن نتخلص من كل عيوبنا على مستوي الأفراد والجماعات والمجتمعات والحكومات، فإختلاق الأكاذيب واعتمادها ضمن تاريخنا وثقافتنا ونظمنا السياسية ، تٌعدٌ خطرا يهدد بقاءنا على ظهر الأرض. ولذا نحتاج بناء ثقافي يتجاوز القبيلة والجهة.
ويمنحنا القدرة على إعادة تأهيل أنفسنا لنكون أمة شديدة الثقة بنفسها وعظيمة الطموح لبناء وطنها
كماينبغى البناء ولاينهض البناء السليم إلا على أرض نظيفة وأسس متينة.
ملاحظة
مراجعة الماضي من تاريخنا والاعتراف بأخطائنا والعمل على تصحيحها ، يعني الخروج من دائرة
تكرار الأخطاء والدوران فى طريق دائري يعيدنا إلى نقطة الصفر كلما أسرعنا للحاق بالآخرين.
هناك فرق بين كشف الأخطاء للمحاسبة وكشفها لأجل الابتعاد عن تكرارها مستقبلا..