رغم أجواء الإحباط السائدة حول ما يجري في السودان لم نفقد الأمل في إمكانية الحل السلمي الذي يفضي لاسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية.
ليس لأننا نتفاءل بالحراك الاقليمي والدولي خاصة بعد قرارات لجنة تقصي الحقائق الدولية التي صدرات مؤخراً لأنها وحدها لاتكفي في ظل استمرار عناد الانقلابيين وإصرارهم على مواصلة الحرب العبثية.
كما أن الحراك المدني وحده لا يكفي لوقف هذه الحرب إنما لابد من تكثيف الضغوط والخطوات العملية لمحاصرة هذه الحرب بشتى السبل والوسائل لوقف نزف الدم السوداني وحماية المدنيين الذين مازالوا يتضررون من اثار الحرب المدمرة.
هذا يتطلب من الانقلابيين الذين أشعلوا الحرب ومازالوا يؤججونها مراجعة أنفسهم بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم وأن يستجيبوا لنداء السلام والإنسانية بدلاً من السير إلى المجهول بلا هدى ولا بصيرة.
على الانقلابيين الإستماع لصوت العقل والعودة إلى مائدة التفاوض ليس لإقتسام كيكة السلطة التي عجزوا عن الحفاظ عليها رغم تسلطهم إنما للنزول لإرادة الجماهير التي رفضت سلطتهم كما رفضت سلطة الأمر الواقع الحالية.
عندما نقول للانقلابيين ارفعوا أيديكم عن السلطة فإننا لا نعني إبعادهم السلبي إنما نعني إعادتهم لحضن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تحت مظلة عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية.
إن الأولوية القصوى الان لوقف الحرب وتأمين السلام الشامل العادل ودفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي في كل مجالات العمل العام وبصفة خاصة الإصلاح المؤسسي العسكري والأمني دون وصاية أو تسلط فوقي أحادي.