يرتبط هذا المفهوم جغرافيا بالوطن أرض وشعب وسيادة،وثقافيا بالمعتقدات والسلوك،واجتماعيا بالمجتمع وقيمه السائدة الغالبة التى تميزه فى الإطار الإنسانى الجامع.
فالثقافة الوطنية هى المعتقدات والقيم والتعبيرات التي محصلة ماهو موجود فى المجتمع فعلا، حقيقة اجتماعية معاشة ومشاهدة.
يقول الدكتور حسن حنفي فى معنى الثقافة الوطنية هى المكون الرئيسي لمزاج أي شعب يستمد منها تصوراته للعالم وبواعثه على السلوك تظهر سماتها فى الأفراد والشعوب على حد سواء فى الوعى الفردى والوعي الاجتماعي والتاريخي.
العناصر المؤثرة في الثقافة الوطنية هى المكون الديني والتراث والحكم والأمثال الشعبية وسير الابطال والملاحم الشعبية وشواهد التاريخ وحكمة الشعوب.
إن مظاهر التقنية والحداثة وأساليب الحياة الحديثة حديثة عهد ومحصورة طبقيا واجتماعياً،وإن بدت تتسع تأثيراتها على الطبقات الشعبية ضمن مايعرف بالتغريب أى التأثر بالثقافة الغربية وأنماطها السلوكية وتعبيراتها المادية.
تتاثر الثقافة الوطنية بالواقع المعاش الذى نشأت فيه،وأن إعادة بنائها يعتمد عنصري الأصالة والمعاصرة.وهى جزء من من تحديث المجتمعات وضمان لاستمرار ثورتها وحركة التغيير الاجتماعى.إنها مرحلة انتقال من التقليد إلى الحداثة ومن القديم إلى الجديد والتراث والمعاصرة.
الثقافة الوطنية تعمل على تثوير الشعوب فالأدب الروسي هو الوعاء الثقافي الذي خرجت منه الثورة البلشفية وحركة التنوير هي وعاء الثورة الفرنسية،وفي الصين الثورة الثقافية هى محرك التغيير.
لايتصور أن تكون الثقافة الوطنية وحدة متجانسة وتعبير عن نسق واحد بل تضم مكونات عديدة متنافرة ومتناقضة أحياناً إيجابا سلبا، ومرجع هذا هو هو مكوناتها التي هى إفراز للعديد من الظروف المتباينة والطبقات الاجتماعية بمصالحها المتعارضة.
تعبر الثقافة الوطنية عن خصوصية الشعب ضمن ما يسمى بالثقافة العالمية أو ثقافة العولمة،هذه الخصوصية تجعلها قادرة على الحماية من الهيمنة الثقافية والحضارية.
كما أن الخصوصية لاتعنى الانعزال دون رابط أو اتصال مع الثقافات الأخرى فالتاريخ يؤكد الاتصال بين الثقافات المختلفة الثقافة العربية الإسلامية فى عصرها العباسي والثقافة اليونانية والفارسية والهنديةعبر الترجمة وغيرها من وسائل الاتصال.
وترادف حكمة الشعوب وتشابه الأمثال والحكم،بالاضافة إلى التجربة البشرية الإنسانية المشتركة المتصلة بعنصري الزمان والمكان.
إن التشبث بالثقافة الوطنية والانحياز لقيمها فى هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة يمثل تحدياً كبيراً لتعزيز قيم الانتماء الوطنى الجامع.