للأوطان أوتاد إذا فقدت تزحزحت ،بل تزلزلت .
أدى صلاة الفجر الجمعة الماضية 20 سبتمبر 2024 وأكمل تجهيزاته لصلاة الجمعة وتأكد من طباخة غداء الفقراء ، وقبيل أذان الجمعة صعدت روح الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ محمد الأمين ود أبوصالح أحد أشهر أركان مسيد الشيخ ود أبوصالح بشرق النيل عن عمر ناهز ال105 من السنوات .
ود أبوصالح تلك البقعة المباركة التي ظلت تهدي السودان وجواره مئات الحفظة من كتاب الله العزيز منذ القرن التاسع عشر.
توارث خدمة هذا الشرف العظيم رجال هم مصابيح النور في بلادنا وسر أسرارها .
يجمع العارفون بحياة الراحل الشيخ عبد الرحيم بأنه فريد زمانه ذكرا وعبادة لله وانفاقا على طلبة العلم .
فأما ذكره فيكفي الإشارة إلى أن ورده اليومي من القرآن الكريم عشرة أجزاء يختمه كل ثلاثة أيام ، نعم عشر ختمات كل شهر .
وقيام ليله يبدأ عند الحادية عشر ليلا وحتى مطلع الفجر.
ولكن أعظم كراماته ومظاهر ولايته أنه يشرف بنفسه منذ عشرات السنين ودون إنقطاع على تمويل وإعداد وتوزيع الطعام على الطلاب لثلاث وجبات يسبقها شاى الصباح ويختمها بشاى الليل .
كان هذا دأبه حتى غادر الدنيا ، فوا عجب أمثالنا !!!
أعزي أهل السودان قبل أحبابنا المشايخ خليفة وأولاد الشيخ ود أبوصالح وأحبابهم وتلاميذهم .
هذا سطر واحد من كتاب الشيخ عبد الرحيم الطويل العريض .
ولئن كانت من عبرة تجفف بعض دموع أهل السودان في مصيبتهم هى أن يوقنوا بأن هذا الوطن المبارك المبتلى سيحفظه الله بمن فيه من الصالحين الأخيار الذين تشبه سيرتهم سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهم أعظم أثرا وأطول عمرا وأن منهجهم هو الذي سينتصر باذن الله .
أما الذين تصدروا مشهد البؤس الذي نعيش ، وتولوا كبر مصيبة أهل السودان وانتهكوا حرماته ، فهم غثاء وزبد لا قرار له في وطن فيه أمثال الشيخ عبد الرحيم وألوف غيره من الأتقياء الأنقياء الأخفياء .
اللهم تقبل هذا العبد الصالح وأجزه عن كتابك وفقراء المسلمين خير الجزاء وأحسن عزاء أهل السودان فيه .
وعجل بنصر قريب وفرج عاجل .