مكي إلى العش

مكي إلى العش
  • 24 سبتمبر 2024
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

تربطني بالعزيز الأستاذ مكي علي إدريس علائق الزمالة والأخوة المنطلقة من البلد، مرورا بعطبرة والخرطوم وصولا للرياض.
مكي الذي أعرفه من كثب مبدع موهوب، متعدد التفانين .. تدريس، مقالات، بحوث، رسم تشكيلي، شعر باللغتين، عزف، غناء، تقديم المحاضرات، المشاركة في الفعاليات، وتبني قضايا الهم العام، حتى على حساب نفسه وأسرته.
وهب مكي عمره لخدمة النوبة .. مكانا وإنسانا فلا وقت خاصا له مطلقا فهو إما مشغول باهتماماته الممتدة، إما منهمك في استقبال زواره الكثر من الجهات المتعددة، الذين لا يتوقف تدفقهم حتى انتصاف الليل وهو يستقبل ببشاشة غامرة دون إبداء حتى علائم الفتور والرهق.
يتمتع مكي بميزة الصبر والأناة واحتمال الرأي المخالف، بل احترامه فقد كنا نتحاور .. نتفق ونختلف لكن بروية دون امتعاض و ” نرفزة ” فهو رفيع، مرن، وتصالحي.
بجانب مؤهلات التربية، التي خدم بها الشمالية ونهر النيل والخرطوم والخارج تخرج مكي في كلية الموسيقى والمسرح في جامعة السودان، هذا فوق التزود الدائم من بحر التعلم الذاتي العريض.
لصلابته في الذود عن قضايا المنطقة والوطن تعرض مكي لاعتساف الاعتقال والمطاردة زمنا مديدا دون أن يطرف له جفن.
يتجه مكي لمسائل لا تشغل العامة لكنه يهتم بها بغية التوثيق وإفادة الأجيال مثلا لديه بحث عن ألعاب الأطفال في المنطقة يضم عشرات الأنشطة بالشرح والرسومات التوضيحية .. ليته طبع.
عبري التي نحن إليها شأن شاعرنا الملهم د. جيلي عبد الرحمن، موطن مكي وأمه أحسنت صنعا وهي كعهدنا بها تأتلق في الاحتفاء بعودته الميمونة بعناقيد الرطب بعد غياب طال:

أحن إليك يا عبري
حنينا ماج في صدري

مكي ( صاحب عديلة وكجبار وإركق مشكلين أيقة والقاموس النوبي .. إلخ ) ابن النوبيين جميعا، بل ابن السودان بأسره البار خليق بأن تتحالف فعالياتنا من أجل تخصيص معاش مادي تفريغي يفي بحاجاته لكي يتابع رسالة عمره العظيمة في خدمة المنطقة والوطن في تفان ونكران ذات.
.. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

الوسوم أنور-محمدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*