«نفيسة» قصة شموخ وكبرياء

«نفيسة» قصة شموخ وكبرياء
  • 25 سبتمبر 2024
  • لا توجد تعليقات

أماني محمد صالح

امـرأة شامخة مثل النخيل هادرة مثل النيل في تقلباته، وفي الإهداء حكاية عن الأجداد (إلى جدي الذي علمني كيف يتزواج الاعتداد بالذات واحترام الآخر)..

«نفيسة» مجموعة قصص للدكتور حسين حسن حسين، أربعة عشر قصة ناقش فيها الكاتب الكثير من القضايا والرسائل المهمة في كل قصة في سرد مترابط ومشوق وسلس وبسيط وممتع في بناء درامي جميل ومبسط.

«نفيسة» مجموعة قصص تحمل معاني عظيمة

قصص تقليدية بسيطة لكن تحمل معاني عظيمة وتناول مبهر لقضايا مهمة تنقل فيها مابين الاجتماعي والرومانسي والسياسي والفكاهي.. قصة (حمارة جدي وهدوم العيد) تناوله في سرد رائع وبسيط حيث ينقلك إلى عوالم القرية والطفولة وفرحة العيد وما فيها من تفاصيل استطاع الكاتب توصيفها في سرد درامي ممتع يجعل القارئ يعيش ويسرح بخياله مع الحكي وتفاصيله يستعيد معها ذكرياته مع العيد.

(حمارة جدي) نزعة النوستالوجيا في قصة بسيطة لكن تحمل بداخلها الكثير من المشاعر والحنين والذكريات برع الكاتب في تنوعه في قصص تحمل الكثير من المعاني التي وفِّق في توظيفها لإيصال رسالته وقضيته من خلال قصص قصيرة بسلاسة وسرد ممتع وبناء درامي تقليدي مبسط، قد يعتبره البعض قصص عادية لكن قصص تحمل الكثير من الرسائل الرمزية، فقصتة (نفيسة) التي سُمِّيت القصص باسمها في اعتقادي اختيار موفَّق من الكاتب في اختيار عنوان القصة لمدلولها العظيم.

الغلاف.. رمزية جميلة للشموخ والكبرياء

والغلاف الذي يُعتبر من العتبات المهمة في العمل القصصي والروائي فهي صورة لوجه امرأة كلها شموخ وكبرياء، امرأة قائدة شامخة، فيه رمزية جميلة للشموخ والكبرياء، (نفيسة) صاحبة القصة المرأة الحكيمة التي تعتبر عمدة ومستشارة القرية التي يلجأ إليها في فض النزاعات وحل مشاكل القرية بكل حكمة ودبلوماسية، هذه المرأة لم تتحمل أن ترى العسكر في قريتها الوديعة، تستغرب وتستنكر وتندهش فينهرها ويهينها العسكر لجهله بها ومكانتها في القرية، فتعود إلى البيت مقهورة في القلب أوجاع وقهر لا يشعر بها إلا أمثالها، فقد اعتبرتها إبنتها حدث عابر وعادي حراسة القرية، لكن عندها لم يكن كذلك فتنام فلا تصحى فتودع الحياة رافضةً أن تشرق عليها شمس بعد هذه الإهانة والتدخل العسكري في بلد عاشت فيها كريمة شامخة طول عمرها..

ياللهول

(ياللهول) تعـبـيـر عربي قح عن الدهشة والذهول بفجائية الموقف وغرابته حسب تعبير الكاتب. قصة من القصص الرمزية التي تجعلنا ندهش على أشياء وواقع نصنعه بأنفسنا ثم نندهش ونبكي على اللبن المسكوب ونردد من عبارات التي تعبر عن الحسرة، كلٌ حسب ثقافته فقد جسَّده الكاتب في اختلاف الإخوة في تقسيم الميراث، وبدل الاتفاق على حلول فيمن بينهم أدخلوا الغريب بينهم وأصبح الغريب صاحب أرض، فتمدد الغريب في البلدة واستولى على الأراضي، أصبح الآمر والناهي، لم يكن لدى أهل البلد غير (ياللهول) لكن بعد ايه جيت تبكي؟!!

البناء الدرامي في القصص

وفِّق الكاتب في البناء الدرامي والرمزي في هذه القصة على حالنا وحال المجتمعات العربية وحالنا الذي صرنا عليه اليوم نردد ياللهول بكل اللغات واللهجات..

«نفيسة» قصص تنوع فيها الكاتب ما بين الاجتماعي والرومانسي والسياسي والفكاهي بأسلوب بسيط وسلس وفِّق فيها في إيصال رسالته من خلال قصص قصيرة في سرد ممتع وجميل ومشوق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*