بهدوء يشبه ذات الهمس الذي يتحدث به وبذات قوافي قصائده حين تنساب فى مسارب الدم محمد المكي إبراهيم تعب من ضجيج الحياة وتلك الحروب والدمار والخراب فأسلم الروح إلى بارئها …..
بعض الرحيق لا يتحمل فواجع الرحيل ..
هذا الرجل الذى أسهم بشكل كبير فى تشكيل وجدان الشعب السودانى ،رحل من مستشفى الفؤاد حيث هو عاشق الأفئده الرقيقه وذلك بمدينة أكتوبر وكم أنشد لأكتوبر والقرشي وتلك الخلاصية التى خباءها فى الوردة …
محمد المكي أحد أبرز معالم شعراء التفعيلة فى ستينيات القرن الماضي …
وفى تلك الفترة من تاريخ الوطن سطر شاعرنا اشتعالات حقول الخرطوم حين كانت الخرطوم ..
والحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني …
وغنى للغابة والصحراء وكم دق صخور الخرطوم ..
وندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضره …
وتمرد على كل القيود حينما صدح
والقيود انسلت جدلة عرس فى الأيادى ..
هكذا أسكت الموت اليوم هذا الاندياح الشعري ..
وكان أكتوبر فى أمتنا منذ الأزل صامد منتصرا حتى إذا الصبح أطل ولم ينتظر محمد المكي صبح خلاص الوطن رغم أنه كان مرابطا خلف الأحزان …..
لك رحمه الله ومغفرته ياصوت الشعر ويسكنك الله مع الخالدين بعد أن سجلت اسمك فى نبضات قلوب كل ثوار وشرفاء بلادى ..
وداعا أيها الشاعر النبيل …
أسامة عبد الماجد بوب
28/9/2027