طيف أول :
بعد كل الجرائم المرتكبة في حق المدنيين بالجزيرة يجب أن تعلم الأطراف المتحاربة إن كلاهما هُزم في المعركة لأن لا أنتصار أبدا في حرب ضحيتها المواطن!!
وفي خضم هذه المعارك الدامية على الأرض والتي كشفت سوءات هذه الحرب الهمجية العبثية التي عكست ضحالة الجهل السلطوي المركب الذي تديره عقليات بائسة طفت في برك الفكر والتخطيط السييء وفقر الإرادة الوطنية في ظل هذا الذي
يحدث يلعب عدد من أبناء الوطن الأوفياء من الدبلوماسيين خارج خدمة السلطة الإنقلابية أدوارا جوهرية في تعرية أطراف الصراع دوليا جهودا كبيرة وجبارة في براحات الدوائر العدلية توثيقا لأغلب الإنتهاكات الجسيمة التي ارتكبت على الأرض حتى لايفلت المجرمون من العدالة
فإنقلاب 25 اكتوبر مع خيباته التي وقفت شاهداً على أنه كان أبو الكوارث على الصعيد الداخلي السوداني إلا أن الإنقلاب كانت له آثاره السلبية خارجيا حيث كان سببا مباشرا بعزل السودان عن العالم بعدما أدانته اكثر من عشرين دولة في العالم، وتسبب في وأد الدبلوماسية السودانية التي ظلت تترنح لمدة ثلاثة اعوام
وثمة عدة مواقف ثابتة ومتحركة وعلامات خذلان، وقفت شاهدا على عصر الدبلوماسية حيث كان موقف الخارجية مخزيا عندما ضربت بعرض الوطنية الحائط وبترت حبال علاقاتها بالعالم كله وتحول السفير على الصادق الي موظف دولة يمثل جمهورية على كرتي الديكتاتورية
وقتها شهدت الدبلوماسية السودانية أخطر مراحل الإنحدار وفشلت في تسويق إنقلاب البرهان دوليا ، وعجزت عن خروجه من جزيرة العزلة المظلمة الي فضاءات الضوء الدولية ، وتحولت الخارجية السودانية الي ( حارس بوابة) للنظام البائد
وفشلت الدبلوماسية في تقديم السودان في المنابر الدولية حتى أن البرهان في ظل غيابها وحضورها الدولي ظل يقوم بعمل وزير الخارجية سافر لعدد من الدول لتسويق إنقلابه عالميا وعاد ملوما محسورا، صفر اليدين ، يتأبط فشله
وحتى في ظل الحرب فشل وزير الخارجية الحالي في القيام بدوره الدبلوماسي حتى في أبسط المطالب كتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية او حتى تسميتها بالميليشيا بلسان عالمي
لذلك لم يعرف الناس دورا للوزير إلا إخفاقه الذي لم ينحصر على موقف القيام بدور دبلوماسي يفيد الإنقلاب في شي لكنه كان خصما بخطابه في عدة منابر.
وللدبلوماسيين السودانيين الشرفاء، موقف مشهود تمر علينا ذكراه هذه الأيام أي بعد الإنقلاب مباشرة عندما رفض السفير على ابن أبي طالب عبد الرحمن الذي كان يشغل منصب الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جنيف الإنقلاب مع عدد من رفاقه كأول الذين قالوا ( لا) للبرهان وتركوا مناصبهم من أجل إعلاء صوت ثورة ديسمبر المجيدة
وبالرغم من أن هناك عدد من هذه المجموعة تغيرت مواقفهم وعادوا للبرهان معتذرين بعد ما ( الحكاية طولت) ولم يستطيعوا البقاء بعيدا عن رفاهية السلك الدبلوماسي إلا أن منهم من ظل قابضا على جمر القضية حتى كتابة هذه الحروف
وبالرغم من بعدهم عن الدائرة الدبلوماسية إلا أنهم ظلوا مصدر ازعاج للحكومة الإنقلابية في ظل تمثيلها الدولي الخجول
وحتى أن الدبلوماسيين الذين ظلوا في مواقعهم اصبحت تشكل عليهم السلطة الإنقلابية رقابة لصيقة فيما يتعلق بمواقفهم من الحرب فمثلا الملحق الإداري للسودان بسفارة تنزانيا تم فصله لأنه قام بنشر بيان لقوات الدعم السريع في ٱحد القروبات وتم تصنيفه انه يتبع لقوى الحرية والتغيير وهذه اسوأ حالات ( الهلع) الذي تعاني منه السلطة الإنقلابية ( الناس في شنو)
سلطة عاجزة عن حماية المواطن من الموت كيف ستحمي نفسها من الرهاب السياسي!!
لذلك أن اكثر المحطات التي وقف فيها إنقلاب البرهان منذ يومه الأول وحتى الآن هي محطة الدبلوماسية التي ركنت في نقطة المواقف الحرة التي رفعت شعار الرفض للإنقلاب
وموقف سفير السودان لدى الإمارات الذي رفض السمع والطاعة هو واحد من أهم المواقف التي كشفت عن تصدع البيت الدبلوماسي المتهالك ومابين موقف سفير يتنازل عن منصبة كسفير ممثل دائم للسودان في الامم المتحدة بجنيف وسفير متمسك بموقعه لإرضاء فلول النظام البائد تجد علة الدبلوماسية السودانية تمشي على قدمين تلك التي ظلت مرفوعة الرأس عندما كان يمثلها شرفا وأدبا وعلما وعملا دبلوماسيا رائعا، المحجوب وزروق، ومنصور خالد
تجدها في علة وزير الخارجية الذي يتحدث عن دعم الإتحاد السوفيتي والصين الشعبية للسودان في حربه حديث من ذاكرة دبلوماسية تحتاج الي (تحديث)
ولم يلق الوزير حتى الآن خطابا واحدا عن ضرورة السلام في فقه الدبلوماسية!!
طيف أخير :
لا للحرب
تحركات دولية تقطع خطوط الإمداد وتغلق نوافذ الدعم المادي واللوجستي لطرفي الحرب وتخطط لمحاصرتهما ميدانيا حتى، يكون السلام خيارا واحدا لاغيره
غدا تفاصيل أوفى