تاجو… و مزاجو – 1-

تاجو… و مزاجو – 1-
  • 06 نوفمبر 2024
  • لا توجد تعليقات

عبدالله محمد عبدالله

استعرتُ هذا اللقب( تاجو) عنوانا لهذا البوست من بين ألقاب عدة دارت و ظلت تدور حول تاج السر الملك، منذ أن أطلقت عليه و الدته اسم تاج السر، تيمناً بتاج السر عبدالقيوم، قريبها الذي جاء من الخرطوم إلى مدني برفقة شقيقه الأكبر الصحفي إبراهيم عبدالقيوم لتهنئتها و تهنئة زوجها، أخيهما حسن محمد الملك، بمولودهما الذي أصبح فيما بعد التاج و السر و تاجو، و سرور و أبوالسرة و غير ذلك من صور التحبب و التواد. و ما ذاك إلا لتعدد هواياته و غواياته و مواهبه واتساع دائرة أصدقائه و معارفه.
قال الدكتور عبدالسلام نور الدين إنه رأى تاج السر للمرة الأولى عندما ذهب مشاركاً صديقه عثمان سليمان سنادة أفراحه بالزواج من ختمة حسن الملك في مدني، و كان تاج السر حينها يافعاً، لكنه كان ملفتاً للنظر لسببٍ ما! بينما رأيته أنا للمرة الأولي في بيت إبراهيم عبدالقيوم ببحري حينما كان طالباً بمدرسة الخرطوم القديمة الثانوية، و كان أيضاً ملفتاً للنظر، بخفة حركته و تعليقاته الساخرة التي تنم عن مفارقته لما هو مألوف.
أما مزاج تاج السر الملك، فمما يحار المرء فيه متى ما اقترب من عوالمه المتنوعة. فتاجو مصور فوتغرافي محترف و ملون تشكيلي بالدراسة و صحفي و كاتب بالممارسة، و موسيقيٌ باتساع معارفه و غزارة استماعه و رفعة تذوقه و تنوع ما قارب من انماط هذا الفن و عناصره. و لذا، فهو يكتب بحذق المصور و يصور برؤية الكاتب و يفعل ذلك كله بمخيال من استقى من كل نبع و جال في كل حقل و بستان .
ذلك ما يعطي كتابه الأخير ( شئٌ من الفن) سمته المميزة: الكتابة بحذق عمّا أحب من موسيقى و غناء و عمّن أعجب بهم من عباقرة الغناء و الموسيقى و الفنون في بلادنا و بلاد أخرى، و عن حياته هو و كيف أن كل ذلك التجوال في قلاع الفنون و محاريبها قد وشم مفاصل أيامه و لوّن تفاصيلها.
و هو يورد كل ذلك في كتابه مقدماُ أناهُ على غيرها. و متى ما تأمل القارئ فصول هذا الكتاب لاستبان أن خلف كل فقرة منه يكمن طيف من اطياف تاج السر الملك و أن روح الطرافة و السخرية التي سرت فيه كما النسغ في جذور النبات هي ما يشد القارئ الى صفحاته بلا فكاك. تلك الطرافة و تنوع زوايا النظر وجموح اللغة و التحرر من قيود الزمن و الانعتاق من أسر التنميط الساذج، هي بعض ما يؤجج طاقة تاجو المبدعة و يسم مزاجه.
نواصل.

التعليقات مغلقة.