أخيراً وما باليد حيلة خرج المسؤولون عن صمتهم فأدانت وشجبت وزارة خارجيتنا ببيان خجول ما أصاب مدينة الهلالية مدينة التاريخ الناصع والشعراء والعلماء والوزراء وأساتذة الجامعات وضباط الجيش والبوليس البواسل والمعلمين والمعلمات الذين لهم دور كبير في استنارة كثير وعديد من أبناء وبنات الوطن في كل أرجائه وغيرها من مناطق شرق الجزيرة .. أي نعم أدانت وزارة الخارجية للعالم متحسرة وحزينة على ما نالت الهلالية من عذاب أليم وضنك عسير وقتل بلا رحمة وإرهاب وكسر لعزة النفس والرجولة وإذلال للعجزة وكبار السن والمرضى والأطفال وسلب للممتلكات ونزوح مستذل بلا نظرة رحمة ولا اهتمام من مسؤول ولا جيش … كل ذلك ظهر عياناً بياناً على واقع الهلالية المنكوبة من تتار العصر الدعم السريع الجنجويد.. والهلالية هي صاحبة مقولة الشجاعة والبطولة (جانا خبر من الهلالية سبعطاش حصان سكن سبعمية) التي زينت بها تاريخ الوطن بالعزة والكرامة…
ورب العرش لا تستحق الهلالية وهي بهذه المكانة والشهرة التي تملأ العين.. هذا السكوت وعدم الاهتمام (وأضان الحامل طرشه) وكل شيء فيها يُنتهك ويُذل مواطنها ولابنائها دين مستحق قدموه للوطن ولا يجدون حتى نظرة عطف ومسؤولية من مسؤول لنكبتهم حتى الآن ومواطنها في تشتت ونزوح والجنجويد يحتلون أرض العزة والبطولات في الهلالية..
فهل ينتظر مواطنوها نجدة الجيش بعدما يضيع كل شيء وما فائدة أن يقضي وينتصر على الدعم السريع الذي انتهك كل شيء بالهلالية وشرد سكانها وتركهم في نزوح مستمر وضياع حياة مستقرة.
لم ينتظر إنسان الهلالية ورجالاتها في الداخل والخارج بعدما انكشف لهم ستار عدم الاهتمام من أي مسؤول ولا جيش فانبرى ونهض الجميع منهم لنجدة أهلهم ولم يبخلوا عليهم بالبذل والعطاء وكونوا لجان المسؤوليات في الداخل والخارج وبحمد الله كفوا ووفوا ولن يغمض لهم جفن إلا أن يقوموا بواجبهم نحو أهلهم وعشيرتهم..