مدينة أبوعشر التي تربطها بمدينة الهلالية علاقة الأرحام وروابط القربى والتعاملات الحياتية والتجارية ولو لا انسياب مياه النيل الأزرق الذي شكل فاصلاً طبيعياً بينهما لكانتا مدينة واحدة لتوفر سبل العلاقة المتعددة بين كثير من الأهل بالهلالية وأهلنا بأبو عشر … فهي مدينة التاريخ والعُشرة المرتبطة باسمها والتآلف والانصهار والمحبة بين أهلها جميعاً .. إضافة إلى شُهرتهم بالجود والكرم المنساب من أصلهم وتاريخهم على مر العصور… وقد أظهروه على الواقع الحي حينما استقبلوا أهلهم وعشيرتهم أهل الهلالية الذين عانوا أشد العناء من المعاملة غير الإنسانية من الجنجويد والدعم السريع الذين أجبروهم على النزوح من مدينتهم ولم يجدوا مثقال ذرة عون ولا قليل اهتمام من مسؤول ولا جيش.. وكان الله في عونهم على محنتهم والبلاء الذي أصابهم ..
استقبلهم أهلنا بأبوعشر بعد نزولهم من البنطون مباشرة على أكف من الكرم السخي والجود الباذخ ، ومثل هذا الكرم الحاتمي ليس غريباً على أهلنا في أبوعشر ..فقد كانوا منذ تاريخ قديم مثالاً متميزاً من سخاء اليد وكرم الضيافة وفتح بيوتهم على مصارعها لأي قادم إليهم بالبشاشة وانشراح الوجه وطيب الخاطر وصفاء الضماير.. وستشاهد ذلك وتعايشه على الواقع بأم عينيك خاصة إذا كان لك علاقة رحم في مدينة أبوعشر فلا فكاك لك إطلاقاً إلا أن تلبي كرم ضيافتهم في أي بيت تزوره وتشرب العصير والشاي والقهوة حتى ولو لبيت طلب عشرة من البيوت التي زرتها ….الله يعينك على تلبية طلب جميع أهل البيوت التي تزورها وإلا سيكون عليك اللوم وعدم الاستجابة لإرضاء خاطرهم الطيب..
ونحن هنا لا يسعنا إلا نقدم الشكر الجزيل لهم على كريم المعاملة واتساع اليد الباذلة للعطاء والخير التي توجوا بها رؤوس أهلهم الكرماء بالهلالية الذين يشهد لهم كثير من النازحين بسبب ويلات الحرب من الخرطوم وكل المناطق المستهدفة وفتحوا لهم بيوتهم وقلوبهم واستقبلوهم بالكرم والضيافة … ونستفهم هنا بالصوت العالي ألا يستحق الكرماء وأصحاب الجود مثل أهل الهلالية ما وجدوه من حسن استقبال وكرم ضيافة من أبوعشر وغيرها…؟