“لايف للإغاثة والتنمية” من خلال تواجدها في العمق: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم!

مأساة أزمة السودان تعاني من التهميش رغم أن هناك أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة، حيث دمرت الحرب 80% من البنية التحتية للبلاد، مما جعل أهل السودان في معاناة شديدة خاصة مع نقص الموارد وعدم توافر الماء والغذاء، فأصبح 60% من أهل السودان تحت وطأة الجوع، منهم 2,6 مليون طفل مهدد بالموت جوعاً.
“لايف للإغاثة والتنمية” مؤسسة عالمية يقوم عليها عرب الولايات المتحدة الأميركية وتعمل في القرن الأفريقي منذ 20 عاماً، كان أبرزها الاستجابة العاجلة لنداء الطوارئ عندما ضربت الفيضانات 17 ولاية من أصل 18في السودان، والمجاعة التي ضربت البلاد آنذاك في العام 2020.
تواصلنا مع عمر ممدوح مدير قسم المشروعات التنفيذية في المؤسسة حيث يوضح حجم الكارثة في السودان قائلاً: ” المؤسسات الإغاثية تواجه 25 مليون نازح في ظروف مأساوية قاسية نصفهم من الأطفال يصرخون من شدة الجوع في الشوارع، أو أمهات يستنجدن يحاولن إرضاع أطفالهن لكن بلا جدوى نظراً لجفاف صدورهن، أصبح السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم!
وإلى جانب الصراع، فقد أسهمت الفيضانات والجفاف في تدمير المحاصيل والمواشي، مما أدى إلى قطع مصادر دخل الأسر وزيادة المعاناة اليومية، كما انتشرت الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة، وسُجِّلت آلاف حالات العدوى والوفيات، بسبب تدهور الوضع الصحي وتوقف نحو 70% من المنشآت الصحية عن العمل.
كما تدهور التعليم مع تدمير أكثر من 5 آلاف مدرسة ومؤسسة تعليمية، مما وضع مستقبل نحو 19 مليون طالب على المحك، وهذا جعل على عاتق المؤسسات الإنسانية احتياج إغاثي عاجل طويل الأمد لإبقاء الشعب السوداني على قيد الحياة!
النساء والأطفال والعجائز على رأس الأولويات
ويعرب ” ممدوح” عن خبرة المؤسسة في التعامل على الأرض في السودان قائلاً: ” وجودنا بكثافة طوال هذه السنوات في أفريقيا سهل على فريق “لايف” من التواجد في قلب السودان عقب الحرب عام 2023 حيث كنا ندرك حقيقة استمرار الأزمة في السودان، لذا نظمنا حملة لتسليط الضوء على تلك الأزمة، والتي قد تكون أكبر وطأة من أزمة غزة، ولكنها منسية في خضم الأحداث المتسارعة.
كان فريقنا يعمل في قلب السودان رغم المخاطر الأمنية والتحديات الصعبة، فقد ركزت خلالها المؤسسة على دعم النازحين داخليّاً واللاجئين أيضاً منهم إلى مصر، واهتمت برعاية الفئات الأكثر تضرراً، خاصة النساء والأطفال الذين عانوا من الترهيب ونهب ممتلكاتهم، وكانوا يفترشون العراء بعد أن فقدوا عوائلهم، حيث عملت “لايف” على توفير الماء والطعام لـ 3,598 عائلة، وقامت بتوزيع السلال متكاملة العناصر الغذائية عليهم، واحتياجات الأطفال من الحليب والحفاظات وغيرها.
رمضان والأعياد فرصة لمنح الأيتام حق السعادة!
وعن التنفيذات الدورة لتوفير الإغاثات العاجلة يستكمل قائلاً: ” كما قمنا بدعمهم بمستلزمات العناية الطبية والأدوية، وأدوات التعقيم والنظافة والرعاية الشخصية، إلى جانب تقديم خدمات الفحص الطبي للحوامل وكبار السن والأطفال لـ 200 عائلة منهم كانوا في أشد الحاجة لذلك.
ولم تنسى “لايف” أن روح رمضان تخفف من معاناة النزوح والفقد واليتم والترمل حيث عملت على توفير الوجبات والسلال الرمضانية، وفي عيد الأضحى قامت بذبح الأضاحي على أرض السودان وتوزيع اللحوم لـ 4,250 أسرة.
ومع زيادة أعداد الأيتام في السودان عملت “لايف” على جلب بعض لحظات السعادة لهم من خلال كفالة 130 يتيم، وإقامة حفلات الأعياد والمرح العائلي، وتوفير الملابس، والأحذية، والألعاب.
وأخيراً فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها “لايف” في مواجهة الأزمة السودانية، فإن التحديات المستمرة مثل عدم الاستقرار الأمني وصعوبة الوصول إلى المناطق المحتاجة تبقى عائقًا كبيراً خاصة مع تزايد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية لكنها واجهت بعض هذه الصعاب من خلال توفير الإغاثة الطارئة لـ900 عائلة خلال حملتنا الإغاثية الأخيرة.